عنوان بديل: “هل تعرض الدفاع المدني العراقي لهجوم إرهابي في سوريا وتم إهداء آلياته؟ تحقيق من النهار”

عنوان بديل: “هل تعرض الدفاع المدني العراقي لهجوم إرهابي في سوريا وتم إهداء آلياته؟ تحقيق من النهار”

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تدّعي  أنَّ فرق الدفاع المدني العراقي تعرّضت أخيراً لهجوم إرهابي في مدينة اللاذقية السورية، وأنَّ آلياتها تمّ إهداؤها إلى الجانب السوري ولن يتم استرجاعها بعد إخماد الحرائق. إلّا أنَّ هذه الادّعاءات مختلقة، ونفتها وزارة الداخلية العراقية. FactCheck#

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم

 

في الادّعاء الأول، صورة تظهر عناصر من الدفاعين المدنيين العراقي والسوري تجمعوا بالقرب من آليات إطفاء في مدينة اللاذقية. وكُتب معها (من دون تدخّل): “هجوم إرهابي على طواقم الدفاع المدني العراقي في مدينة اللاذقية السورية، أسفر عن وقوع عدد من الإصابات تم نقلها الى مستشفيات اللاذقية”.

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 

وفي الادّعاء الثاني، صورة تظهر نقل آليات إطفاء تابعة للدفاع المدني العراقي. وأُرفقت بتعليق (من دون تدخّل): “منقول عن الإعلام السوري- جميع الآليات وسيارات الإطفاء العراقية التي دخلت سوريا، وعددها 31، بينها 21 سيارة إطفاء، هدية  من الشعب العراقي  إلى الشعب السوري  ولن  يتم  استرجاعها بعد انتهاء  عمليات الإطفاء والسيطرة على الحرائق”. 

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 

 

وقد تحقّقت “النّهار” من الادّعاءين، واتّضح أنَّهما غير صحيحين:

 

1- لم تعلن مديرية الدفاع المدني العامة العراقية، أو وزارة الداخلية العراقية تعرّض الطواقم التابعة لهما لهجوم إرهابي في سوريا. كذلك، لا اثر لخبر مماثل في أي وسيلة إعلامية، مثل جريدة “الصباح” ووكالة الأنباء العراقية (واع) الرسميتين، والوكالات المحلية الأخرى، وأيضاً الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا“، والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

2- أصدرت وزارة الداخلية العراقية بياناً، في 18 يوليو/تموز الجاري، نفت فيه بشكل قاطع تعرّض طواقمها لهجوم إرهابي في سوريا. وأكّدت أنَّ الأنباء المتداولة “غير صحيحة”، مشيرة إلى أنَّ “مشاركة الطواقم كانت ناجحة ومحل تقدير الجهات الرسمية في سوريا”.

 

بيان الداخلية العراقية (فايسبوك)

بيان الداخلية العراقية (فايسبوك)

 

3- أكّدت الداخلية العراقية، في بيانها، أنَّ فرق الدفاع المدني العراقي أنهت مهامها الإنسانية وعادت إلى العراق يوم 17 يوليو/تموز، من دون أن تتعرّض لأي حادث أمني أو إصابة تُذكر.

 

ولم تشر إلى أنَّ آلياتها قُدّمت هدايا إلى الجانب السوري. كذلك، لم تشر أي مصادر سورية إلى ذلك.

 

وبالنسبة الى الصورة المتناقلة، فإنها تعود إلى دخول قافلة الدفاع المدني العراقي لسوريا عبر معبر البوكمال الحدودي (11 تموز 2025).

 

مصدر الصورة المتداولة (فايسبوك)

مصدر الصورة المتداولة (فايسبوك)

 

ودخلت أعداد من طواقم الدفاع المدني العراقي إلى سوريا، يوم 11 يوليو/تموز الجاري، وتوجهّت إلى ريف اللاذقية للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق، في تحرّك قال عنه مدير الدفاع المدني العراقي اللواء حسن إبراهيم إنَّه إنساني ووطني لمساعدة الأشقّاء في سوريا ولتقليل حجم الخسائر المادية والبشرية والبيئية.

 

ووفقاً لما ذكرته مديرية الدفاع المدني السورية، فإنَّ فرق الدفاع المدني العراقي تعاونت مع فرق الإطفاء في غرفة العمليات المشتركة في ريف اللاذقية للسيطرة على الحرائق وتبريد مواقعها في محاور جبل زاهية وعطيرة بريف اللاذقية.

 

وأشادت “بمهنية عالية وشجاعة كبيرة للفرق العراقية، جنباً إلى جنب مع فرقنا في مهمة إخماد الحرائق الحراجية في محافظة اللاذقية، منقذين الطبيعة والتوازن البيئي في سوريا”.

 

بعد موجة كبيرة من الحرائق، أعلنت مديرية الدفاع المدني السورية، في 15 يوليو/تموز الجاري، إخماد حرائق الغابات في اللاذقية بشكل كامل بعد 12 يوماً من العمل، وبجهود من فرق الدفاع المدني السوري، وأفواج الإطفاء، ووزارات ومؤسسات الدولة، وبمشاركة فرق تركية وأردنية ولبنانية وعراقية وقطرية، ومساندة من المجتمعات المحلية والفرق التطوعية.