صورة لعشائر سورية تتجه لدعم البدو في السويداء؟ FactCheck من النهار.

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، “عشائر سورية خلال توجهها لمناصرة البدو في السويداء” بجنوب سوريا اخيرا، بعد اعلان النفير العام أخيراً.
الا أن هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود آثارها في الانترنت الى 1 ايلول 2023. وتظهر تحرّك مقاتلين في عشائر عربية سورية في ريف منبج شمال شرق حلب، وفقاً لما تم تداولها. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة أشخاصاً بللباس العربي التقليدي متسلحين، بينما وقفوا على طريق. وقد انتشرت الصورة خلال اليومين الماضيين في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): “العشائر في حوران تُعلن النفير العام”، وايضا “عشائر دير الزور العربية السُنية تتجهز لمناصرة إخوانها البدو في السويداء”، و”فزعة العشائر لا تتوقف”.
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)
اتفاق بين إسرائيل وسوريا على وقف إطلاق النار وتواصل الاشتباكات عند مدخل مدينة السويداء
جاء تداول الصورة في وقت أعلنت الولايات المتحدة التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا مساء أمس الجمعة، لكن الاشتباكات بين مقاتلين من العشائر ومجموعات درزية استمرت عند مدخل السويداء في جنوب سوريا، حيث أدت أعمال العنف منذ نحو أسبوع إلى مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف، وفقا لما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
ومنذ الأحد 13 تموز 2025، أدت الاشتباكات بين العشائر ومقاتلين دروز إلى مقتل 638 شخصا على الاقل، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومساء الجمعة، شاهد مراسل “فرانس برس” عند المدخل الغربي للسويداء، نحو 200 مقاتل من العشائر يشتبكون بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة.
وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان تلك الاشتباكات بين المسلحين من العشائر والمقاتلين الدروز، مضيفا أن “هناك قصفا على أحياء مدينة السويداء”.
العشائر السورية تعلن النفير العام والتوجه للسويداء
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث العكسي يوصلنا الى صفحات في الفايسبوك، بينها صفحة قبيلة الموالي السورية، نشرتها في 1 ايلول 2023.
الصورة منشورة في صفحة قبيلة الموالي في 1 ايلول 2023
وقد انتشرت الصورة، ابتداء من ذلك التاريخ، في صفحات ومواقع اخبارية أخرى، بكونها تظهر مقاتلين في عشائر خلال تحركهم في ريف منبج شمال شرق حلب. ولم يمكن معرفة مكان تصويرها، او اي تفاصيل اخرى دقيقة بشأنها.
الصورة منشورة في موقع الانباء في 3 ايلول 2023
يومذاك، دارت اشتباكات متقطعة في قرى شرق سوريا التي شهدت نزوح سكان هربا من المعارك، رغم حظر تجول فرضته قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، التي يهيمن عليها الأكراد، على خلفية تصعيدها المستمر منذ نحو أسبوع ضد مقاتلين محليين من العشائر، وفقاً لما أفادت مواقع إخبارية ومصادر محلية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن “الهدوء سيطر إلى حد كبير مع تراجع حدة الاشتباكات أمس (السبت 2 ايلول 2023) بالتزامن مع حظر التجول، مشيرا إلى “مواجهات متقطعة في ثلاث قرى”.
وتقدمت العشائر في مدينة الشحيل على حساب قسد فجر السبت، تزامنا مع إرسال الأخيرة تعزيزات عسكرية جديدة إلى الرقة وريفها.
وقالت شبكة “فرات بوست” إن المقاتلين سيطروا على نقطة الهنيدي في المدينة بعد اشتباكات مع “قسد”، في حين شنوا هجوما على مقار الأخيرة في بلدتي الصبحة والدحلة.
كذلك سيطر مقاتلو العشائر العربية، السبت، على “تلة سيرتيل” في قرية عرب حسن كبير، وقريتي المحمودية والمحسنلي بريفي منبج الشمالي والشرقي، بعد معارك عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وفقا لمصادر محلية.
تقيييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر “عشائر سورية خلال توجهها لمناصرة البدو في السويداء” بجنوب سوريا اخيرا، بعد اعلان النفير العام. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود آثارها في الانترنت الى 1 ايلول 2023. وتظهر تحرك مقاتلين في عشائر عربية سورية في ريف منبج شرق حلب، وفقاً لما تم تداولها.