10% من القتلى والجرحى: الأرقام تسلط الضوء على خطورة الكارثة الإنسانية في غزة

10% من القتلى والجرحى: الأرقام تسلط الضوء على خطورة الكارثة الإنسانية في غزة

تُعدّ أعداد الضحايا في قطاع غزة خلال الحروب قضية إنسانية بالغة التعقيد والأهمية، وتثير تساؤلات جدية بشأن القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.

وإذ تُشير التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية والإنسانية إلى أعداد كبيرة من القتلى والجرحى. ويُعزى هذا الارتفاع المأساوي في أعداد الضحايا إلى أسباب رئيسية عدة، منها الكثافة السكانية العالية في القطاع، وطبيعة العمليات العسكرية التي غالباً ما تُنفذ في مناطق مأهولة، بالإضافة إلى الحصار المفروض على غزة الذي يُعيق وصول المساعدات الإنسانية والطبية.

وفي ما يتعلق بالتقديرات حيال نسبة الضحايا من إجمالي عدد السكان، فإنّ الأرقام تُشير إلى أعداد صادمة. وبينما تكشف بعض التقديرات الأولية إلى أن نسبة الضحايا قد تصل إلى نحو 10% أو أكثر من السكان، فمن المهم التأكيد أن هذه الأرقام تتطلب تدقيقاً مستمراً وتحديثاً بناءً على مصادر موثوقة.

 

وسط قطاع غزة. (أ ف ب)

 

يُسلط كاظم أبو خلف، الناطق باسم اليونيسف في فلسطين، الضوء على الأسباب الكارثية للارتفاع غير المسبوق في أعداد الضحايا في غزة، مشيراً إلى أن “اليد خفيفة جداً على الزناد” في ظل غياب المحاسبة والانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني. ففي حرب مستمرة لما يقارب عامين، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهد قطاع غزة قصفاً مستمراً لم يتوقف إلا لفترة وجيزة بلغت 42 يوماً خلال الهدنة.

 

الأرقام تُظهر حجم المأساة
يُعد قطاع غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ما يجعل المدنيين، وخاصة الأطفال، عرضة للقصف المستمر. ويصف أبو خلف في حديثه لـ”النهار” الوضع بقوله: “إذا ألقيت حجراً، فستصيب أحد سكان غزة، فكيف بالقنابل التي تصب الحمم فوق رؤوس الفلسطينيين؟”.

 

هذه الظروف المروعة جعلت من القطاع الفلسطيني “أسوأ مكان للأطفال في العالم”.

وتُظهر الأرقام حجم المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب:

1- عدد من سقط من الغزيين منذ بداية الحرب 647 ,55، منهم 17,948 من الأطفال.

2- عدد من جرح منذ بداية الحرب هو 143,105، منهم 40,231 من الأطفال.

3- الأطفال غير المصحوبين: يُقدر عددهم بين 17 و19 ألف طفل، يمثلون حوالي 1% من إجمالي النازحين البالغ عددهم 1.9 مليون.

4- الأيتام: تم تسجيل 41 ألف طفل يتيم، منهم 2000 فقدوا أباءهم و2000 فقدوا أمهاتهم.
 5- الحاجة للإخلاء الطبي: أكثر من 4000 طفل بحاجة ماسة للإخلاء الطبي للعلاج، في ظل عمل 17 مستشفى فقط من أصل 36 جزئياً. يرتفع العدد إلى 10-12 ألف شخص عند إضافة البالغين المحتاجين للعلاج.

 6- الدمار الواسع: حوالي 86% من مساحة  قطاع غزة يقع ضمن النطاق الحربي، ما يعيق جمع البيانات الدقيقة بسبب غياب المناطق الآمنة.

7- التعليم المتوقف: تعرضت نحو 95.5% من مدارس القطاع لأضرار متفاوتة، مع حاجة 80% منها لإصلاح شامل أو إعادة بناء.  ونتيجة لذلك، خسر ما يقارب 658 ألفاً إلى 660 ألف طالب عامين دراسيين كاملين.

 

وفيما تُظهر هذه الأرقام المروعة الحاجة الملحة للتدخل الدولي لوقف هذه المأساة الإنسانية وضمان حماية الأطفال والمدنيين في غزة. يبقى أن تحديد النسبة الدقيقة لعدد الضحايا من إجمالي السكان يتطلب تحليلاً شاملاً للبيانات المتاحة ومقارنتها بالتقديرات السكانية للقطاع، وهو ما يُبرز حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها سكان غزة.