لا يمكن لريال مدريد العيش بدون كروس

لا يمكن لريال مدريد العيش بدون كروس

تتواصل معاناة ريال مدريد في المواجهات الكبرى رغم تغيير الإيطالي كارلو أنشيلوتي وتعويضه بالإسباني تشابي ألونسو.

الفريق الذي خسر أمام برشلونة في أكثر من مناسبة في موسم 2024-2025 قرّر تعزيز صفوف ألونسو بضمّ ديون هويسون وألكسندر أرنولد، مع تصعيد المهاجم الشاب غونزالو غارسيا، الذي حقق لقب هدّاف كأس العالم للأندية. لكنّ الفريق سقط برباعية قاسية أمام باريس سان جيرمان في نصف النهائي.

وتسبّب غياب الظهير الأيمن ألكسندر أرنولد وعدم جاهزية داني كارفخال الفنية والبدنية في تحويل لاعب الوسط الأوروغوياني فيدريكو فالفيردي في كثير من الأحيان إلى مركز الظهير الأيمن.

وفي ظل عدم جاهزية الفرنسي الشاب إدواردو كامافينغا، قرّر ألونسو الاعتماد على أوريلين تشواميني بجانب جود بيلينغهام في الوسط ليفقد الـ”ميرنغي” الحلول، خصوصاً مع تراجع أداء بيلينغهام أخيراً وحاجته إلى الخضوع لعملية جراحية ستبعده عن الملاعب لفترة قد تصل إلى 3 أشهر.

وبدا أنّ ريال مدريد ما زال يعاني من أزمة توقف توني كروس عن لعب كرة القدم والإخفاق في تعويضه بضمّ لاعب وسط ارتكاز قادر على استخلاص الكرات من المنافسين إلى جانب صناعة وخلق فرص للتهديف.

تميّز النادي الباريسي في مواجهة مع ريال مدريد بتواجد ثنائي وسط أنيق بقيمة فيتينها وفابيان رويز، الثنائي الذي سيطر على وسط الميدان وكان يسير على خطى كروس في التمرير الدقيق والذكاء التكتيكي، وهو ما افتقده الـ”ميرنغي” في مواجهته مع النادي الباريسي.

 

خيبة ريال مدريد بعد الخسارة الكبيرة أمام باريس سان جيرمان. (أ ف ب)

تحرّكات بعيدة عن المشكلة الأبرز
يبدو أنّ ريال مدريد الذي تحرّك سريعاً بعد كأس العالم للأندية بضم الظهير الأيسر ألفارو كاريراس من بنفيكا البرتغالي مقابل 50 مليون يورو لم يدرك حتى الساعة سر معاناته الحقيقية.

على الفريق الإسباني أن يبحث عن نسخة جديدة من توني كروس في سوق الانتقالات؛ لاعب يمكنه التحكم بوسط الميدان، ويجيد التمرير السلس والدقيق، ويمكنه خلق الفرص للزملاء، وتغيير الملعب بشكل سريع، والحفاظ على الكرة وسط الضغط؛ كل هذا كان يميز تشابي ألونسو مدرب ريال مدريد الحالي عندما كان لاعباً، وقبله كان ريدوندو أسطورة الوسط وتوني كروس قبل اعتزاله.

ما يحتاجه تشابي ألونسو ورئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز هو التركيز على أزمة الوسط، خصوصاً أنه افتقد بالفعل إلى السيطرة على وسط الميدان أمام باريس سان جيرمان، وقبل ذلك أمام برشلونة في ظل امتلاك المدرب هانسي فليك للاعب بجودة الشاب بيدري ليدفع ريال مدريد الثمن باهظاً أمام الكبار بخسارة تلو الأخرى.

لا شك في أنّ تعاقدات بقيمة هويسون وكاريراس وأرنولد مفيدة وستعطي الفريق الجودة، لكنّ الأزمة الرئيسية في التركيبة تتمثل بغياب لاعب بقيمة كروس على طريقة فيتينا في سان جيرمان، وبيدري في النادي الكاتالوني، والأمثلة كثيرة حالياً في عالم الساحرة المستديرة.