كوكوريا: من موضوع للسخرية إلى رمز للتقدير

كوكوريا: من موضوع للسخرية إلى رمز للتقدير

كان اللاعب الإسباني مارك كوكوريا محور الانتقادات اللاذعة والسخرية من جماهير تشيلسي قبل بضعة أشهر، إذ اعتُبر حينها إحدى الصفقات المخيبة للآمال، التي جسّدت حالة الارتباك الإداري، التي مر بها النادي اللندني في فترات سابقة.

في النصف الثاني من الموسم الماضي، بدأ كوكوريا يظهر بصورة مختلفة تماماً، حيث شهد مستواه الدفاعي تطوّراً واضحاً، وصار أكثر فاعلية على المستوى الهجومي. كذلك، لفت الأنظار بروحه القتالية وإصراره الكبير. وتدريجاً، تحوّل من عبء على التشكيلة إلى واحد من أهم الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الفريق.

وتجلّت إمكانياته بشكل خاص في بطولة دوري الأمم الأوروبية، إذ تعرّض للسخرية مسبقاً لوجوده كظهير أيسر ضمن تشكيلة المنتخب الإسباني، واعتقد البعض أنّ “لاروخا” سيعجز عن التتويج طالما بقي كوكوريا في الفريق، لكنّ اللاعب اختار الرد عملياً على أرض الملعب، وتمكن من صناعة هدف الفوز في المباراة النهائية، مما أهّله ليكون ضمن أفضل تشكيلة بالبطولة، موجهاً بذلك صفعة قوية إلى المشكّكين.

استمرّ تألّقه في كأس العالم للأندية الأخيرة، فكان له دور كبير في قيادة تشيلسي نحو الظفر باللقب. وفي المباراة النهائية ضد باريس سان جيرمان، أنقذ هدفاً محققاً عبر قراءة مثالية للكرة وتمركز رائع.

أما في نصف النهائي أمام فلوميننسي، فقد أنقذ كرة خطِيرة من على خط المرمى، كانت كفيلة بإحداث التعادل للفريق البرازيلي، مما ساهم في الحفاظ على تقدّم الـ”بلوز” والوصول إلى النهائي. وفي النهاية، اختير ضمن أفضل 11 لاعباً في البطولة.

 

مارك كوكوريا يحتفل بمونديال الأندية. (أ ف ب)

أحد أسباب نجاح كوكوريا مع المدرّب إنزو ماريسكا يكمن في قدرته على اللعب في مراكز عدّة وبتألق واضح؛ فقد لعب كقلب دفاع ثالث، وأدّى بشكل مميّز كمحور ارتكاز.

كانت له مشاركات أيضاً كمهاجم ثانٍ في الثلث الهجومي للفريق، حيث برز بتوغلاته، وسجّل أهدافاً من داخل منطقة الجزاء؛ وبهذا يؤكّد كوكوريا أنه لاعب متعدّد الاستخدامات يمكن استثمار مهاراته في مختلف المراكز.

تحوّل كوكوريا اليوم من مدعاة للسخرية إلى ركيزة أساسية ولاعب يُشاد بمستواه بسبب مساهماته الكبيرة مع تشيلسي والمنتخب الإسباني.