قانون التجنيد العسكري يهدد استقرار حكومة نتنياهو… ومستقبلها يعتمد على موقف حزب ‘شاس’

قانون التجنيد العسكري يهدد استقرار حكومة نتنياهو… ومستقبلها يعتمد على موقف حزب ‘شاس’

 

يترك انسحاب حزب يهدوت هتوراه (التوراة اليهودي المتحد) الديني من الحكومة الائتلافية في إسرائيل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع غالبية  ضئيلة جداً في  الكنيست، لكنه لا يزال يحظى بدعم سياسي كاف لإقرار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة.

وسلم ستة أعضاء في الحزب رسائل استقالة من مناصبهم في اللجان البرلمانية والوزارات الحكومية، احتجاجاً على إخفاق المشرعين في ضمان إعفاء الطلاب المتدينين المتزمتين من التجنيد العسكري في المستقبل.
ولم يتضح بعد ما إذا كان حزب “شاس”، وهو حزب ثان أكبر حجماً من الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة ويشغل 11 مقعداً، سيتبع النهج نفسه، الأمر الذي قد ينسف الغالبية البرلمانية  لنتنياهو. 

وفي هذا الإطار، أفادت وسائل إعلام عبرية أن مجلس حكماء التوراة التابع لشاس سيجتمع اليوم في القدس لبحث قرار  الحزب في شأن البقاء في الحكومة.

 

وقال مشرعون في حزب “يهدوت هتوراه” إن انسحابهم سيدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة، ما يمنح نتنياهو يومين لمحاولة حل الأزمة التي تعصف بائتلافه الحاكم منذ أشهر.
وحتى في حال فشل ذلك، فإن الكنيست سيبدأ عطلته الصيفية في نهاية تموز/يوليو الجاري، ما يمنح رئيس الوزراء ثلاثة أشهر أخرى للبحث عن حل قبل أن تهدد أي خسارة للغالبية منصبه.

وأفاد استطلاع أجرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالتعاون مع “معهد دراسات الأمن القومي” أن 41 %  من الإسرائيليين قالوا إنهم سيشجعون أبناءهم على رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي إذا تم تمرير قانون يعفي الحريديين من التجنيد، في مقابل 45 % قالوا إنهم   سيشجعون أبناءهم على التجنيد للجيش الإسرائيلي، لكن ليس في مهام قتالية.
وحذر 44 في المئة من الاسرائيليين أن “قانون الإعفاء من التجنيد” سيضر بشدة بالخدمة القتالية.

إلى ذلك، يواجه نتنياهو أيضاً ضغوطاً من الأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلافه بشأن محادثات وقف إطلاق النار الجارية في قطر.

 

 

 

وتهدف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” إلى وقف القتال في غزة لمدة 60 يوماً للسماح بالإفراج عن نصف الرهائن المتبقين لدى “حماس” وتدفق المساعدات إلى القطاع الذي دمرته الحرب.

كما أنه سيفتح مرحلة أخرى من المحادثات بشأن إنهاء الحرب بشكل كامل.

ويريد وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن تواصل إسرائيل الحرب، لكن من المرجح أن يحصل نتنياهو على أصوات كافية في مجلس الوزراء لضمان وقف إطلاق النار بدونهما.

وقال توباز لوك، وهو أحد المساعدين المقربين من نتنياهو لإذاعة الجيش أمس: “بمجرد أن يكون الاتفاق الصحيح على الطاولة، سيكون رئيس الوزراء قادراً على تمريره”.

يتزايد سأم الإسرائيليين من الحرب المستمرة منذ 21 شهراً في غزة،  

ولطالما تم إعفاء اليهود المتزمتين دينياً من الخدمة العسكرية الإلزامية. ويشعر الكثير من الإسرائيليين بالغضب بسبب ما يرون أنه عبء غير منصف يتحمله من يؤدون الخدمة.

ويقول قادة اليهود المتزمتين إن التفرغ لدراسة الكتب الدينية مقدس ويخشون أن يبتعد شبابهم عن الحياة الدينية إذا ما تم تجنيدهم في الجيش.

وكانت المحكمة العليا أمرت العام الماضي بإنهاء هذا الإعفاء. ويحاول الكنيست العمل على صياغة مشروع قانون جديد للتجنيد الإجباري، والذي فشل حتى الآن في تلبية مطالب حزب يهدوت هتوراه.