توازن مزدوج وتحدي صعب | النهار

القاهرة تتحرك بحذر على خط التوتر السوداني الليبي.
في صباح يوم شديد الحرارة من حزيران/ يونيو الماضي بدا المثلث الحدودي عند تلاقي السودان ومصر وليبيا هادئاً كعادته، لكن تحت هذا السكون كانت نار صراع مكتوم توشك الاشتعال. فقد شهد ذلك اليوم اشتباكاً خطيراً حين توغّلت وحدة من كتيبة “سُبل السلام” السلفية التابعة للجيش الليبي الذي يقوده خليفة حفتر مسافة 3 كيلومترات داخل الأراضي السودانية قرب جبل العوينات. واصطدمت هذه القوة الليبية مع عناصر سودانية من “القوة المشتركة” مدعومة بقوات من الجيش السوداني. تلا ذلك انتشار تسجيل مصوَّر يظهر أحد قادة قوات الدعم السريع (الجنجويد) وهو يأمر عناصره بالانسحاب من داخل الأراضي المصرية مؤكّداً لهم: “هذه ليست أرضنا “. لم يكن هذا الاشتباك مجرد حادث معزول أو خطأ ميداني، بل جاء كمؤشر صريح إلى التداخل الجغرافي والعسكري لخطوط التماس بين السودان ومصر وليبيا، وانزلاق الصراع السوداني الداخلي إلى رقعة إقليمية أوسع. يُعتبر المثلث الحدودي الواقع بين مصر وليبيا والسودان (قرب حدود تشاد الشمالية أيضاً) من أكثر النقاط الجغرافية حساسية في المنطقة. تاريخياً هو معبر سهل لشبكات التهريب والجماعات المسلحة العابرة للحدود. بعد سقوط نظام القذافي عام 2011 تحول إلى بؤرة للفوضى الأمنية، تتقاطع فيها طرق تهريب السلاح والذهب والمهاجرين غير النظاميين، فضلاً عن تهريب المخدرات الدولي. تضع التطورات في المثلث الحدودي مصر في موقف شديد الحساسية، إذ …
العلامات الدالة