الاشتباكات تتواصل في مناطق بالسويداء… و’المرصد السوري’ يتهم الجهات الرسمية بتنفيذ إعدامات ميدانية.

أصدرت وزارة الداخلية السورية مساء اليوم بياناً حول آخر التطورات في محافظة السويداء، مبينة أن “الاشتباكات لا تزال مستمرة في بعض أحياء المدينة، في ظل جهود حثيثة تبذلها الحكومة بالتنسيق مع وجهاء وأعيان السويداء، لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن والاستقرار بشكل دائم”.
وقالت الوزارة: “تمكنت قوى الأمن الداخلي، بالتعاون مع وحدات من وزارة الدفاع، من طرد المجموعات الخارجة عن القانون من مركز مدينة السويداء، وتأمين المدنيين، وإعادة مظاهر الاستقرار إلى المدينة”.
وأضافت: “في أعقاب هذه العملية، عُقد اجتماع موسع ضمّ قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، وعدداً من رجال الدين ووجهاء المدينة، حيث تم التوافق على تثبيت نقاط أمنية داخل المدينة، وسحب الآليات العسكرية ووحدات قوات الدفاع، استجابة لرغبة الأهالي وتعزيزاً لحالة التهدئة غير أن هذه التفاهمات سرعان ما تعرضت للخرق، حيث عادت المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون لشنّ اعتداءات غادرة استهدفت عناصر الشرطة والأمن، في محاولة لإرباك المشهد الأمني ونسف ما تم التوصل إليه من تفاهمات محلية”.
وأشارت الوزارة إلى أنه “في تطور خطير، نفّذ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية دعماً لتلك المجموعات، استهدفت مواقع انتشار القوات الأمنية والعسكرية، ما أسفر عن استشهاد عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش السوري”.
قبل ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الإسرائيليين عبروا إلى سوريا من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وأضاف أنه يعمل حاليا على ضمان عودة الإسرائيليين الذين عبروا الحدود بسلام.
ولم يتضح حتى الآن كيف عبر الإسرائيليون الحدود، لكن إسرائيل شنت لليوم الثاني على التوالي هجمات على قوات الحكومة السورية في جنوب غرب سوريا، متعهدة بالحفاظ على المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية.
عناصر من الأمن السوري وأطفال يحملون بنادق في السويداء (أ ف ب)
مقتل 19 مدنياً
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم عن “مقتل 19 مدنيا درزيا في عمليات إعدام ميدانية نفذتها قوات الأمن السورية في السويداء، بينهم 12 في مضافة لإحدى العائلات”.
ودخلت قوات السلطات الانتقالية السورية المدينة الواقعة في جنوب البلاد صباح اليوم، وأعلنت وقف إطلاق النار فيها، وذلك بعد مقتل أكثر من مئة شخص في اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو اندلعت في المحافظة الأحد.
وقال المرصد: “أقدم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية طالت 12 مدنيا دزريا، عقب اقتحام مضافة آل رضوان في مدينة السويداء”.
وأظهر مقطع مصوّر انتشر على منصات التواصل الاجتماعي عشرة أشخاص على الأقل يرتدون ملابس مدنية مضرجين بالدماء داخل المضافة، طرح بعضهم أرضا وآخرون على أرائك، وبجانبهم صور لمشايخ دروز ملقاة على الأرض وأثاث مخرّب ومبعثر.
وأفاد المرصد كذلك عن إعدام مجموعة مسلحة قال إنها تابعة للقوات الحكومية لـ”4 مدنيين دروز بينهم امرأة في مضافة آل مظلومة بقرية الثعلة” في ريف السويداء.
وبحسب المرصد كذلك، أطلقت “مجموعة مسلّحة تابعة لدوريات الأمن العام، النار بشكل مباشر على ثلاثة أشقاء بالقرب من دوّار الباشا شمال مدينة السويداء، أثناء وجودهم برفقة والدتهم، التي شاهدت لحظة إعدامهم ميدانيا”.
من جهتها، أكدت الرئاسة السورية “ضرورة التزام كافة الجهات العامة والخاصة المدنية والعسكرية بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر كان، وذلك انطلاقاً من حرص الدولة على صون الحقوق، وحقن الدماء، وسيادة القانون وضمان انتظام مؤسساتها”.
وأضافت: “تُكلّف الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يُثبت تجاوزه أو إساءته مهما كانت رتبته أو موقعه”.
اقرأ أيضاً: بالفيديو- دروز يقطعون طريق صوفر: “بالروح بالدم نفديكِ يا سويداء”
بيان للخارجية السورية
إلى ذلك، حملت وزارة الخارجية السورية اليوم إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الهجمات الأحدث على جنوب سوريا وتبعاتها.
وأكدت الوزارة في بيان أنها “حريصة على حماية جميع أبنائها دون استثناء، وفي مقدمتهم أهلنا من أبناء الطائفة الدرزية”.
وشنت إسرائيل غارات جوية على قوات الحكومة السورية في جنوب غرب سوريا لليوم الثاني على التوالي اليوم الثلاثاء، متعهدة بالحفاظ على المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية.