تير شتيغن والشناوي… دروس في الاحتراف والثبات

تير شتيغن والشناوي… دروس في الاحتراف والثبات

رغم تباين المدارس الكروية بين أوروبا والعالم العربي، إلا أنّ كرة القدم كثيراً ما تبوح بتفاصيل متشابهة، وهذا ما نراه جلياً في قصة حارسي المرمى، الألماني مارك آندريه تير شتيغن حارس برشلونة، والمصري محمد الشناوي حارس الأهلي، فكلاهما حارسان كبيران، قدّما مسيرة حافلة بالإنجازات، وساهما بقوة في تتويج فريقيهما بعدد وافر من البطولات، غير أنّ النهاية تبدو متقاربة أيضاً، وقد تكون قد كُتبت بالفعل.

بعد سنوات من تألق تير شتيغن مع برشلونة، بات الحارس الألماني خارج حسابات المدير الفني هانسي فليك، الذي أوصى الإدارة بعدم الاعتماد عليه، وفتح الباب لمغادرته، خصوصاً بعد قرار التجديد مع البولندي تشيزني ليكون بديلاً محتملاً للحارس الشاب خوان غارسيا.

 

تير شتيغن وهانسي فليك. (إكس)

تراجع مستوى تير شتيغن في المواسم الأخيرة كان له أثر كبير على شكل الفريق، وهو ما جعل قرار التخلي عنه منطقياً من الناحية الفنية والذهنية. برشلونة اختار المستقبل، والاحترافية هي العنوان الأبرز في هذا التحوّل.

الأهلي المصري… الدرس الذي لم يُفهم بعد
في المقابل، يعيش النادي الأهلي وضعاً مشابهاً، لكن برد فعل مختلف تماماً. فالحارس محمد الشناوي، الذي كان ركيزة أساسية في نجاحات الفريق خلال السنوات الماضية، لم يعد بنفس الثقل ولا التأثير، إذ تراجعت لياقته الذهنية والجسدية، وارتكب أخطاءً قاتلة في مباريات حاسمة، كلّفت الأهلي ألقاباً وفرصاً غالية.

ورغم ذلك، لا يزال الشناوي يحتفظ بمكانه كحارس أول للفريق، بينما يجلس حراس واعدون على دكة البدلاء، أبرزهم مصطفى شوبير، الذي أثبت جدارته كلما أُتيحت له الفرصة، وساهم في تحقيق بطولات كبرى، منها دوري أبطال أفريقيا، بل إنّ حارساً شاباً آخر مثل حمزة علاء اضطر لمغادرة الأهلي ورفض التجديد، لأنه أيقن أنّ الفرصة غير ممكنة في ظل هذا الواقع.

قدّم محمد الشناوي الكثير، تماماً كما فعل تير شتيغن، لكن الاستمرار في مركز حراسة المرمى لا يجب أن يُبنى على الماضي، بل على الحاضر والمستقبل، وربما آن الأوان لأن يقول الأهلي “شكراً” له، ويفتح الباب أمام المواهب الجديدة مثل شوبير أو حتى الوافد محمد سيحا.