سفينة ريال مدريد لا تستوعب مبابي وفينيسيوس معًا

سفينة ريال مدريد لا تستوعب مبابي وفينيسيوس معًا

في ليلة كان من المفترض أن تشهد انطلاقة الشراكة الحلم، تحولت آمال ريال مدريد إلى خيبة ثقيلة، لم يكن هناك أثر يُذكر لكيليان مبابي أو فينيسيوس جونيور في موقعة  باريس سان جيرمان، واكتفى كلا النجمين بدور الظل في أمسيةٍ احتاج فيها الميرينغي إلى الأبطال، لا المتفرجين.

تشابي ألونسو حافظ على ثقته بمهاجمه الشاب غونزالو غارسيا، وراهن عليه بجانب الثنائي مبابي وفينيسيوس، في محاولة لكتم الانتقادات المتصاعدة، وخصوصاً حيال البرازيلي، لكن بدلاً من الانفجار الهجومي، كانت النتيجة انفجاراً داخلياً، فشل جماعي في التفاهم، في التحرك، وفي التأثير.

إحصائياً، جاء أداء فينيسيوس باهتاً، 10 تمريرات فقط خلال 65 دقيقة و21 لمسة للكرة، أي أقل من معظم البدلاء، أما مبابي، فاحتاج إلى 90 دقيقة لإتمام 12 تمريرة فقط، وقدم تسديدة واحدة خجولة نحو المرمى، واختفى الاثنان تماماً في لحظة كانت تنتظر فيهما مدريد على خشبة مسرح البطولة، فكان الغياب صادماً، والنتيجة كارثية.

مبابي وألونسو. (أ ف ب)

ازدحام على الجبهة اليسرى
لم يكن سوء الأداء لحظياً، بل امتداد لمشكلة بنيوية ظهرت منذ أول لحظة شارك فيها اللاعبان معاً، فالخريطة الحرارية للمباراة كشفت تقاطعاً كبيراً في مناطق التحرك، كلاهما يميلان إلى الجهة اليسرى، وكلاهما يحبان الكرة في القدم، وكلاهما يبحثان عن المرمى لا عن التمرير.

المشكلة أن فينيسيوس ومبابي يتحدثان “اللغة الكروية” نفسها، لكن يبدو أن هذا التشابه هو ما يصنع الصدام، لا الانسجام، فبدلاً من توزيع الأدوار، يحدث تنافس غير واعٍ على المساحة نفسها واللقطة نفسها والمجد نفسها.

الضغط… رفاهية لا يعرفها النجمان
من بين أبرز الإشارات التحذيرية للمدرب تشابي ألونسو غياب المجهود الدفاعي، فبينما كان غونزالو غارسيا يضغط بمعدل 37 مرة لكل 90 دقيقة، لم يتجاوز معدل فينيسيوس 30، ومبابي 25، وهنا تبدو معضلة حقيقية، هل يستطيع ريال مدريد أن يستمر مع نجوم هجوميين لا يلتزمون الواجب الجماعي؟

قالها الصحافي فرناندو تافيرو في صحيفة “آس”: “النجمان لا يفكران في الفريق، يركضان حين يهاجمان، ويمشيان حين يخسران الكرة”، وهو ما أكدته مباراة باريس التي تحوّل فيها دوناروما إلى مجرد مشاهد، من دون أن يتعرض لتهديد حقيقي.

الحل بيد ألونسو… فهل ينجح؟
في الموسم الماضي، قال خورخي فالدانو المدير الرياضي السابق للنادي الملكي إن “مبابي وفينيسيوس ليسا لاعبي شراكة، بل هدافين منفردين، يتصنعان التمرير بحثاً عن تبرئة الذات”، واليوم، يؤكد الواقع أن ريال مدريد لا يستطيع أن يجمع نجمين بهذا النمط على الجبهة نفسها، في الخطة نفسها، من دون أن يتصادم المنطق الكروي نفسه.

تشابي ألونسو يعلم جيداً أن الموسم المقبل سيكون مختلفاً، لكنه يعلم أيضاً أن عليه أن يجد صيغة تدمج الموهبة بالانضباط، الفردية بالجماعية، لأن فينيسيوس ومبابي إذا لم يتحولا إلى لاعبين من ن “الفرقة” نفسها، فإن سفينة مدريد قد لا تتحمل هذا الثقل الفني والذهني معاً.