سيطرة أوروبا على العالم… إنريكي يأسر الألباب وماريسكا يواجه التحديات

أكدت الأندية الأوروبية مجدداً تفوّقها وأفضليتها على أندية القارات الأخرى، حتى في النسخة المحدثة والموسّعة من كأس العالم للأندية، ببلوغ باريس سان جيرمان الفرنسي، بطل دوري أبطال أوروبا، وتشيلسي الإنكليزي، حامل لقب دوري المؤتمر الأوروبي، المباراة النهائية.
برهن كلٌّ من باريس سان جيرمان وتشيلسي أنهما يستحقان تتويج موسمهما بلقبٍ أوروبي، بفضل تقديمهما أداءً ثابتاً في مونديال الأندية المقامة في الولايات المتحدة الأميركية.
ابتسمت القرعة لـ”البلوز” في هذه المسابقة القارية، إذ لم يصطدم بأي فريق كبير قبل وصوله إلى النهائي. فقد لعب مع “لوس أنجليس أف سي” الأميركي، وفلامنغو البرازيلي، والترجي التونسي، في دور المجموعات، قبل أن يواجه بنفيكا البرتغالي في دور الـ16، وبالميراس البرازيلي في ربع النهائي، وفلوميننسي البرازيلي في نصف النهائي.
هذه المواجهات من المفترض أن تكون في المتناول بالنسبة إلى رجال المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، لكونه يمتلك لاعبين من الصف الأول، ومستوى متكافئاً في مختلف الخطوط. لكنّ تشيلسي سقط في مباراته أمام فلامنغو (1-3)، الأمر الذي جاء في مصلحته، لكونه حلّ ثانياً في المجموعة وتجنّب العقبات الصعبة في مشواره.
تشيلسي يبحث عن الحلول قبل مواجهة باريس. (أ ف ب)
في المقابل، أطاح فريق العاصمة الباريسية بالكبار في طريقه إلى النهائي، إذ واجه أتلتيكو مدريد الإسباني، وتغلب عليه برباعية نظيفة، وسقط أمام بوتافوغو البرازيلي (0-1) في مباراة لعبها المدرب الإسباني لويس إنريكي بتشكيلة غير مكتملة، وحقق فوزاً منطقياً على سيتل ساوندرز الأميركي (2-0).
في دور الـ16، لم يجد باريس أي صعوبة في تخطي عقبة إنتر ميامي الأميركي بقيادة الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي (4-0)، لكنه عانى كثيراً لتجاوز بايرن ميونيخ الألماني في مباراة “مجنونة”، انتهت بثنائية نظيفة للفريق الفرنسي، رغم الفرص المهدرة من العملاق البافاري، الذي فقد جوهرته جمال موسيالا بعد تعرّضه لإصابة خطيرة مع نهاية الشوط الأول.
أما في نصف النهائي، فقد تفوّق باريس سان جيرمان بشكل مطلق على ريال مدريد الإسباني، واستفاد من الثغرات الدفاعية لديه ليضربه برباعية نظيفة قبل الوصول إلى المحطة الأخيرة في مونديال الأندية.
لا يمكن الحديث عن هذه المسابقة من دون التوقف عند هذه القمة الباريسية–المدريدية، التي أظهرت فروقاً كبيرة بين “عبقرية” إنريكي التكتيكية، وحاجة مواطنه تشابي ألونسو إلى المزيد من الخبرة من أجل مقارعة الكبار أوروبياً.
أرقام باريس تؤكد نجاح إنريكي في تشكيل توليفة مناسبة وفريق مرعب لكل الخصوم. أمام النادي الملكي، نجح حامل لقب دوري الأبطال في الاستحواذ على الكرة بنسبة 68%، مقابل 32% لريال مدريد، في حين، أكمل الفائز 17 تسديدة، مقابل 11 للخاسر (7 مقابل 2 على المرمى)، و5 فرص كبيرة مقابل لا شي، و681 تمريرة مقابل 306، و13 قطعاً للكرة مقابل 8.
في كل الخطوط، سيطر باريس سان جيرمان على ريال مدريد، حتى أنه لم يتلقَّ سوى هدف واحد في طريقه إلى النهائي، والذي جاء في المباراة التي خسرها أمام بوتافوغو بتشكيلة شبه احتياطية.
أمام ماريسكا الكثير من العمل قبل يوم الأحد من أجل محاولة إيقاف “الدبابة” الفرنسية. اللافت في الفريق الباريسي أنّ لديه الحلول في كل المراكز، وأنّ إنريكي يعرف جيداً كيف يوظف كل لاعب في خدمة المجموعة، على عكس ما كان عليه الفريق سابقاً مع كثرة الأسماء والنجوم وبغياب اللعب الجماعي الناجح.
إذا أحرز مونديال الأندية، فإن إنريكي يكون قد حقق الهدف الذي وضعه في بداية الموسم، وهو الفوز بكلّ الألقاب الممكنة. وأشاد المدرب الإسباني بما يقدّمه فريقه هذا الموسم قائلاً: “قلّة من الفرق التي تستطيع القيام بما نحاول القيام به”.
الحقيقة هي أنه لا يوجد فريق حالياً يمكنه القيام بما يفعله باريس سان جيرمان في هذا الموسم، مع لاعبين متألقين في مختلف المراكز مثل عثمان ديمبيلي وديزيري دوي وأشرف حكيمي وفيتينيا والحارس جيانلويجي دوناروما وغيرهم… وإذا خالف تشيلسي التوقعات يكون قد حقق إنجازاً كبيراً أمام فريق صلب ومتكامل.
تبقى الكلمة الأخيرة على أرض الملعب، خصوصاً بعد موسم طويل وشاق على كل الأندية الأوروبية. ما هو مؤكد أنّ الجمهور سيكون على موعد مع قمة أوروبية من العيار الثقيل على الأراضي الأميركية.