هل يسعى نتنياهو لاستغلال القمة الأفريقية مع ترامب لتعزيز اتفاقات التطبيع؟

هل يسعى نتنياهو لاستغلال القمة الأفريقية مع ترامب لتعزيز اتفاقات التطبيع؟

 أفاد موقع “أفريكا إنتليجنس”  أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الموجود في واشنطن، عقد اجتماعًا سريًا في 8 تموز (يوليو ) مع رئيس غينيا بيساو أومارو سيسوكو إمبالو. وكان إمبالو أيضاً في واشنطن لحضور أول قمة أفريقية ينظمها الرئيس دونالد ترامب.

وقال الموقع إن هذه القمة الأفريقية جمعت، منذ 9 نموز، أربعة رؤساء أفارقة إلى جانب رئيس غينيا بيساو، وهم: جوزيف بواكاي رئيس ليبيريا، وبريس كلوتير أوليغي نغيما رئيس الغابون، وباسيرو ديوماي فاي رئيس السنغال، ومحمد ولد الغزواني رئيس موريتانيا.

ووفقًا لموقع “سيمافور” فقد يلتقي الغزواني أيضًا برئيس الوزراء الإسرائيلي، غير أن
“أفريكا إنتليجنس” لم تتمكن من تأكيد إمكانية حصول هذا اللقاء مع نواكشوط. وتظل القضية الفلسطينية شديدة الحساسية في هذا البلد المسلم، ومن المرجّح أن تثير أي خطوة نحو تطبيع العلاقات مع تل أبيب ردود فعل شعبية واسعة.

 

 

 

ويشير التقرير إلى أن رغبة نتنياهو بإجراء لقاءات مع زعماء أفارقة على هامش القمة حظيت بتشجيع خاص من الدبلوماسية الأميركية، التي تسعى إلى تعزيز مسار تطبيع العلاقات بين تل أبيب والدول العربية والأفريقية.

ويأمل ترامب في توسيع اتفاقات التطبيع لتشمل دولًا أخرى. حاليًا، لا تعترف ست دول أفريقية بسيادة إسرائيل، وهي الجزائر، وجزر القمر، وجيبوتي، وليبيا، والصومال، وتونس. فيما أوقفت ثلاث دول أخرى — موريتانيا، ومالي، والنيجر — علاقاتها مع الدولة العبرية.

“صديق حقيقي لإسرائيل” 
على خلاف تلك الدول، تحتفظ غينيا بيساو، التي كانت من أبرز داعمي القضية الفلسطينية في أفريقيا خلال الحرب الباردة، الآن بعلاقات جيدة مع تل أبيب. وقد انتهز الرئيس إمبالو الفرصة لمحاولة الوساطة خارج بلاده، فقام بزيارة إلى القدس في آذار (مارس) 2024، في أعقاب هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر). وقد استقبله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي وصفه حينها بـ”الصديق الحقيقي لإسرائيل”.

وقد عبّر إمبالو عن تضامنه مع الاسرائيليين وأبدى استعداده للمساهمة في إطلاق محادثات.

وسهل عقد هذا الاجتماع بشكل خاص رونين ليفي، المعروف باسم “ماعوز” (وفقًا لتقرير أفريكا إنتليجنس بتاريخ 10 سبتمبر 2023). وبصفته المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، كان هذا المسؤول الاستخباراتي السابق يشغل منصب المبعوث غير الرسمي لشؤون أفريقيا في عهد الوزير إيلي كوهين. وبعد مساهمته في توقيع اتفاقات أبراهام، بدأ منذ عام 2023 اتصالات سرية مع كل من مالي وموريتانيا والنيجر لإقناعهم باستئناف العلاقات مع إسرائيل.

ورغم مغادرته وزارة الخارجية وتوجهه لاحقًا للعمل في الاستشارات والأعمال، لا يزال يتمتع بعلاقات مع حكومة نتنياهو. وقد سافر ماعوز أيضًا إلى واشنطن لمتابعة الجهود التي بدأها قبل عامين مع دول الساحل.

محور لتهريب المخدرات
وبالنسبة للدولة العبرية، فإن غينيا بيساو – إلى جانب دول أفريقية أخرى مثل ساحل العاج والغابون وجمهورية الكونغو الديموقراطية – تمثل كذلك مصلحة أمنية. فهذه الدولة التي تضم أكثر من ثمانين جزيرة، تُعد نقطة عبور رئيسية لتهريب المخدرات القادمة من أميركا الجنوبية. كما تضمّ جالية لبنانية كبيرة، يُشتبه بأن بعض أفرادها يتعاونون مع “حزب الله”، بحسب ما تفيد به الاستخبارات الإسرائيلية.
ويُعدّ تعقب شبكات هذا التنظيم في القارة الأفريقية أحد أهداف مديرية مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، التي يقودها سيباستيان غوركا ونائبه رودولف أتالا. وقد ناقش أتالا هذه المسألة مباشرة مع وزير المالية الكونغولي دودو فوامبا ليكوندي خلال زيارته للعاصمة الأميركية أواخر أبريل (حسب تقرير أفريكا إنتليجنس في 15 مايو 2025).
وبالإضافة إلى غينيا بيساو وموريتانيا، قد يجري المسؤولون الإسرائيليون محادثات أيضًا مع أعضاء من وفدي الغابون والسنغال. وبينما أقامت تل أبيب علاقات جيدة مع داكار في عهد الرئيس السابق ماكي سال، فقد شهدت هذه العلاقات فتورًا منذ تولي باسيرو ديوماي فاي السلطة. وقد تم انتخاب فاي في آذار (مارس) 2024، وقد جعل هو ورئيس وزرائه عثمان سونكو من دعم القضية الفلسطينية محورًا بارزًا في سياستهما الخارجية (كما جاء في تقرير أفريكا إنتليجنس بتاريخ 25 آذار 2025)