الصراع يشغل بال المواطنين الشيعة… ومجموعات مصممة على حمل السلاح

الصراع يشغل بال المواطنين الشيعة… ومجموعات مصممة على حمل السلاح

يقلق اللبنانيون الشيعة من “شبح الحرب” المقترب من هواجسهم رغم تمسك فئات منهم بسلاح “حزب الله” وتحلّقهم حول خطاب “شدّ العصب” السياسيّ. ويتبيّن أنّ هناك خشية من الحرب وبحثاً عن تجنّبها، ولكن لا تهيئة على مستوى البيئة الشيعية المنحازة إلى محور “الممانعة” للتنازل عن العتاد الحربيّ أو تفكيك “الدرع الشعبيّة” الداعمة لـ”حزب الله”.

وبحسب استناد مركز دراسات الباحث كمال الفغالي إلى المتابعة المجتمعية للانتخابات البلدية والاختيارية في أيار/مايو 2025، فقد رعى “حزب الله” تنظيم الاستحقاق في مناطق حضوره ونفوذه مع فوز لوائح بالتزكية وارتباط المعارك الانتخابية التي خيضت باعتبارات اجتماعية لا سياسية، بين لوائح يوالي مرشّحوها “الثنائي الشيعي”، في غياب لوائح مشكّلة أو متضمّنة معارضين لـ”حزب الله”، إلا على مستوى بلديات قليلة تُحصى على الأصابع حيث اتخذت المعركة طابعاً سياسيّاً، من بينها لائحة في شمسطار لم تستطع إحراز نتيجة متقدّمة ولائحة في الهرمل نالت نحو 500 صوت، في موازاة أكثر من 7000 صوت للائحة “الثنائي”. في استنتاج الفغالي، أن “غالبية من المواطنين الشيعة في مناطق نفوذ “حزب الله” تؤيد الإبقاء على سلاحه، لكنّ الذين يعبّرون عن هواجسهم يتوجّسون من حرب جديدة”.

توازياً، يقول عضو اللجنة التنفيذية في الكتلة الوطنية حسين العشي لـ”النهار” إنّ “لبنان كلّه ضد الحرب والطائفة الشيعية تأثّرت أكثر من سواها، وثمة مناطق تأثّرت أكثر من أخرى. أستغرب القول إننا حاضرون لخوض معركة أو حرب. أعتقد أن المواطنين، وخصوصا الجنوبيين منهم، لا يحبذون الحرب تحت أي ذريعة”. 

 

ويقترح “تسليم السلاح ضمن اتفاق وطنيّ والبحث في سبل تخفيف الضربات الإسرائيلية العسكرية الحالية. وإذ لن يخسر “حزب الله” شعبيته بين ليلة وضحاها، من المهم التوصل إلى تجديد سياسي في الجنوب اللبناني في مواجهة لوائح حركة “أمل” و”حزب الله” في الانتخابات النيابية المقبلة”.

 

الوضع الاجتماعي في الجنوب، يفسّره الأستاذ الجامعي والناشط السياسي علي مراد لـ”النهار”: “إننا أمام نكبة تاريخية وكارثة غير مسبوقة مشابهة لما يحصل في قطاع غزة، لم يعرفها الجنوب اللبناني سابقاً في الدمار أو مستوى الضحايا المدنيين أو تفتيت النسيج الاجتماعي والتجاري. لا قدرة لدى لبنان وجنوبه و”حزب الله” على تحمّل أيّ حرب إسرائيلية. وواهم من يظنّ أن حرباً جديدة مع إسرائيل يمكن أن تسعف لبنان أو تحسّن شروطه، لأنّ الحرب أفرزت نتائج عسكرية لا تزال قائمة”.

 

ولا يغفل أنّ “خسارة النسيج الاجتماعي الجنوبيّ كبيرة والأولوية لوقف مسلسل التهجير من القرى. من المهم البحث في دور السياسة لإيجاد حلّ. نعلم أننا أمام عدوّ مجرم ولكن لا بدّ من التعامل بحكمة بما يخدم مصالح لبنان ككلّ”.

 

 

صورة مرفوعة للسيد حسن نصرالله في مسيرة العاشر من محرم بالضاحية الجنوبية (حسام شبارو).

 

وفق انطباعات الباحث في التنمية ومكافحة الفقر أديب نعمة لـ”النهار”، ثمة “رفض شعبيّ لما يحصل في الجنوب والبقاع وسط تمايز في المجتمع الجنوبي والبقاعي. في ضوء التجربة الأخيرة واستمرار الضربات الإسرائيلية، لا يبدو مناخ المناطق إيجابياً كما سابقاً. كانت هناك قدرة على امتصاص النقمة وسط أموال تدفع وحضور للأمين العام السابق حسن نصرالله. ثمة انهيارات وخسائر كبيرة في الجنوب”.

 

يجزم نعمة بأن “الظروف مختلفة حاليا ولا أموال أو كاريزما، إنما معاناة في القرى الحدودية. وأي حماقة تعني أن قيادة “حزب الله” فاقدة أي ارتباط مع المجتمع اللبناني كله، لا مع المواطنين الشيعة فحسب. لا يحل مكان “حزب الله” سوى مشروع الدولة الذي لا يزال ضعيفاً”.