بعد تصريحات نتنياهو ‘المتفائلة’… الجيش الإسرائيلي يعلن عن ‘توافر الشروط’ للمضي قدماً في اتفاق غزة.

بعد تصريحات نتنياهو ‘المتفائلة’… الجيش الإسرائيلي يعلن عن ‘توافر الشروط’ للمضي قدماً في اتفاق غزة.

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء “توافر الظروف” للمضي في اتفاق يضمن الإفراج عن رهائن في قطاع غزة، في وقت تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة.

 

وقال إيال زامير في خطاب متلفز: “لقد أنجزنا نتائج عدة مهمة. ألحقنا خسائر كبيرة بحكم حماس وقدراتها العسكرية”، مضيفا: “بفضل القوة العملانية التي أثبتناها، باتت الظروف متوافرة للمضي في اتفاق بهدف الإفراج عن الرهائن”.

 

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق هدنة مع حركة حماس الفلسطينية وإطلاق سراح رهائن في غزة، رغم الخلافات وعدم تحقيق اختراق في المحادثات حتى الآن.

 

وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية: “نتحدث عن وقف لإطلاق نار لمدة 60 يوما، يعاد فيه نصف الرهائن الأحياء ونصف الرهائن القتلى إلى إسرائيل… نعم، أعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق. أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إليه”.

 

قبل ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحافي في براتيسلافا مع نظيره السلوفاكي إن “إسرائيل جادة في رغبتها بالتوصل إلى صفقة تبادل رهائن ووقف لإطلاق النار. أعتقد أنه من الممكن تحقيق ذلك. إذا تم التوصل إلى هدنة موقتة، فسنتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار”.

 

وكان نتنياهو قد شدد في وقت سابق على ضرورة تحقيق أهداف الحرب وهي “الإفراج عن جميع رهائننا، الأحياء منهم والأموات، والقضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحماس”.

 

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، وأكد عزم بلاده الاحتفاظ “إلى الأبد” بالسيطرة على الأمن في غزة التي تولت حماس حكمها عام 2007.

 

وتصر الحركة الفلسطينية على الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وضمانات بوقف دائم لإطلاق النار، واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها.

 

أطفال في غزة وسط أحد المباني المدمرة (أ ف ب)

 

“لا اختراق”

وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين مساء الأحد في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها لم تسفر عن اختراق حتى الآن.

 

ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء هجوم حماس عام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

 

وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الثلاثاء عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين “بحلول نهاية الأسبوع” يشمل هدنة لستين يوما والإفراج على رهائن، لكن قطر قالت إن النقاشات “تحتاج إلى وقت”.

 

وتنص مسودة الاتفاق بحسب ويتكوف على تسليم 10 رهائن أحياء وجثث تسعة آخرين.

 

واتهم مصدران فلسطينيان مطلعان على المحادثات اليوم إسرائيل بعرقلة مفاوضات الدوحة.

 

وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته إن الوفد الإسرائيلي يرفض “قبول التدفق الحر للمساعدات الإنسانية إلى غزة” وسحب جنوده من القطاع.

 

وألقى المصدر الفلسطيني الثاني باللوم على “سياسة نتنياهو في العرقلة”، مضيفا: “كان هناك تبادل لوجهات النظر ولكن لم يحدث أي اختراق”.

 

وكانت جولات تفاوض سابقة قد تعثرت، وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بفشلها.

 

غير أن دونالد ترامب ضغط على نتنياهو الثلاثاء، قائلا إن ما يجري في غزة “مأساة، وهو يريد حلّها، وأنا أريد حلّها، وأعتقد أنّ الطرف الآخر يريد ذلك”.

 

للمزيد: “ممر موراغ”… نقطة الخلاف الأخيرة في المفاوضات بين إسرائيل و”حماس”

 

استمرار القصف الإسرائيلي

في الأثناء، يستمر القصف الإسرائيلي في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني نزحوا في شكل متكرر تحت الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

وقتل 22 فلسطينيا على الأقل اليوم جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع، بينهم عشرة في مخيم الشاطئ (شمال)، ستة منهم أطفال، بحسب المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل.

 

وقال زهير جودة (40 عاما) إن “الانفجار كان ضخما كزلزال، دمر المنزل وعددا من المنازل في محيطه، وتطايرت جثث وأشلاء الشهداء، وجميعهم أطفال” وتابع “ما رأيته مجزرة فظيعة، غالبية الشهداء أطفال تمزقت أجسادهم، لا يزال 7 أو 8 مفقودين تحت الأنقاض حتى صباح اليوم”.

 

في جنوب القطاع، تم نقل عدد من الأطفال المصابين إلى مستشفى ناصر، إثر قصف على خيام النازحين في المواصي.

 

وقالت أم أحمد في المواصي: “نحن متعبون للغاية. يتحدثون يوميا عن وقف إطلاق النار، لكن المجازر مستمرة”.