لماذا لم تحقق الفرق اللاتينية النجاح في كأس العالم للأندية؟

لماذا لم تحقق الفرق اللاتينية النجاح في كأس العالم للأندية؟

كشفت النسخة الأولى من الشكل الجديد لكأس العالم للأندية عن واقع صادم لكرة القدم في قارتي أميركا الجنوبية والشمالية، حيث غابت المنافسة الحقيقية، وتكرر السيناريو ذاته، خروج جماعي مبكر، وفرق تائهة أمام التفوق الأوروبي.

من أصل 11 فريقاً قادماً من القارتين الأميركيتين، لم ينجُ من مقصلة الإقصاء سوى فريقين برازيليين، وصلا إلى ربع النهائي، أحدهما فقط فلوميننسي تمكن من بلوغ نصف النهائي، قبل أن يسقط أمام تشيلسي.

أما البقية، فكان الخروج إما من دور المجموعات أو من ثمن النهائي، في صورة جماعية لا تدعو فقط للقلق، بل لإعادة بناء كاملة في البنية التحتية والمشروع الرياضي.

من مباراة فلوميننسي وتشيلسي. (أ ف ب)

البرازيل: بداية مُبشرة… ونهاية موجعة
قدّمت الفرق البرازيلية أداءً استثنائياً في دور المجموعات، بوتافوغو خطف الأنظار وأطاح أتلتيكو مدريد، فلامنغو تصدر مجموعته متفوقاً على تشيلسي، بالميراس قدّم مباريات مقنعة، وفلوميننسي انتزع بطاقة العبور عن جدارة، لكن عند أول اختبار حقيقي في الأدوار الإقصائية، سقط نصف ممثلي البرازيل.

بالميراس ودع البطولة من ربع النهائي بعد خسارة صعبة أمام تشيلسي، وبوتافوغو فشل في مواصلة مفاجآته، وحده فلوميننسي استطاع الحفاظ على الحلم، وبلغ نصف النهائي، قبل أن يتلقى هزيمة نظيفة (0-2) أمام النادي اللندني، ليغادر البطولة مرفوع الرأس، ولكن دون لقب.

الأرجنتين… إخفاق مزدوج لبوكا وريفر
كان يُعوّل على قطبي الكرة الأرجنتينية، بوكا جونيورز وريفر بلايت، لاستعادة الهيبة القارية، لكن النتيجة جاءت عكس كل التوقعات، بوكا خرج مبكراً من دور المجموعات بعد تعادلين وهزيمة، بينما ريفر، الذي كان قريباً من التأهل، فرّط في بطاقة العبور بفارق نقطة واحدة فقط، ليودّع البطولة دون أن يترك أثراً.

المكسيك… غياب الفاعلية
فرق المكسيك بدورها لم تحقق ما يشفع لها، مونتيري تأهل من مجموعته بشق الأنفس، لكنه سقط أمام بوروسيا دورتموند في ثمن النهائي بهدفين لهدف، أما باتشوكا، فلم يجمع أي نقطة، وخرج من دور المجموعات بأداء باهت، رغم تاريخه في البطولات الدولية.

الولايات المتحدة: إنتر ميامي يُقاوم… والبقية تذوب
في الولايات المتحدة، عُقدت الآمال على إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي، والذي نجح في العبور من مجموعته بعد أداء متوازن، لكن ما لبث أن تعرض لهزيمة ساحقة أمام باريس سان جيرمان (0-4) في ثمن النهائي.

أما لوس أنجلوس إف سي وسياتل ساوندرز، فقد اكتفيا بتعادل يتيم في مجموع مبارياتهما، دون أي فوز، في دليل إلى ضعف التنافسية وضعف الشخصية أمام الكبار.

أزمة بنيوية وليست لحظية
لا يمكن اعتبار ما حدث في البطولة مجرد إخفاق عابر أو سوء حظ رياضي، ما شهدته النسخة الأولى من مونديال الأندية بصيغته الجديدة يُشير إلى خلل عميق في طريقة إعداد الأندية الأميركية الجنوبية والشمالية، سواء من ناحية التخطيط الفني أو مستوى التعاقدات أو حتى الاستثمار في مراكز التكوين والمواهب.

في المقابل، أثبتت الفرق الأوروبية وتحديداً تشيلسي، باريس سان جيرمان، وبوروسيا دورتموند أنها تسبق البقية بخطوات طويلة، سواء من حيث الاستعداد الذهني، أو الجودة الفردية، أو الاحترافية في التعامل مع المواجهات الكبرى.