آن هاثاواي، نجمة هوليوود، تستعيد مكانتها: “يوميات أميرة” و”الشيطان يرتدي برادا”

آن هاثاواي، نجمة هوليوود، تستعيد مكانتها: “يوميات أميرة” و”الشيطان يرتدي برادا”

ثمّة سحر خاص يحيط بآن هاثاواي، سحر لا يشبه أحداً. إنّه مزيج من الأناقة الملكية والبساطة الصادقة. عرفها العالم لأوّل مرّة كـ”ميا ثيرموبوليس”، المراهقة التي اكتشفت فجأة أنها وريثة عرش مملكة خيالية تُدعى جينوفيا. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف آن عن التربّع على عروش مختلفة؛ من البساط الأحمر إلى المسرح الغنائي، من الكوميديا إلى التراجيديا.

 

واليوم، تعود آن هاثاواي، لا لتكرّر ما مضى، بل لتضيء من جديد شخصيّتين طبعتا وجدان جيل كامل: ميا أَميرة القلوب، وآندي ساكس محرّرة (Runway) التي لم تتخلَّ عن نفسها.

 

 

انطلاقة عالمية بدأت بـ”سقطة”

خلال تجربة الأداء لـ”مذكرات أميرة” (Princess Dairies) عام 2001، سقطت آن هاثاواي عن الكرسي. لم يكن ذلك محرجاً كما قد يظنّ البعض، بل كان لحظة المفاجأة التي جعلت المخرج غاري مارشال يختارها للدور. رأى فيها العفوية، الذكاء والبريق الذي لا يمكن تمثيله. وهكذا، بدأت الحكاية.

 

آن هاثاواي مع ميريل ستريب في The Princess Dairies (إنترنت)

 

ميا كانت غير واثقة، خجولة، لكن مشعّة بإمكانات لم تُكتشف بعد. تماماً كأن هاثاواي في بداياتها.
منذ تلك اللحظة، رسمت هاثاواي مساراً فريداً، إذ لم تكتفِ بأدوار الفتيات الساحرات، بل اتجهت نحو الدراما الناضجة، متعمّقة في الشخصيات ومتجاوزة قوالب النجمات الشابات.

 

آن هاثاواي بشخصية ميلا في فيلم The Princess Diaries (إنترنت)

آن هاثاواي بشخصية ميلا في فيلم The Princess Diaries (إنترنت)

 

تألقت في “جبل بروكباك”، وترشّحت للأوسكار عن “رايتشل تتزوج”. لكن التحوّل الكبير أتى مع “البؤساء”، حين جسّدت شخصية “فانتين”. قصّت شعرها، خسرت وزنها وغنّت من عمق الألم. أدّت الدور بروح ممزقة ونظرة كأنها آخر أنفاس امرأة على قيد الحياة. فازت بالأوسكار، وباحترام النقّاد والجمهور معاً.

 

 

آن هاثاواي في فيلم البؤساء (إنترنت)

آن هاثاواي في فيلم البؤساء (إنترنت)

 

 

لكن، كما هي حال كل من يُحلّق عالياً، وجدت نفسها في مرمى النقد. وُصفت بأنها “متكلّفة”، وواجهت موجة ما عُرف بـ”Hathahate” غير أنّ آن لم تردّ. لم تحاول التبرير. اكتفت بالصمت، وبالعودة إلى الجوهر… إلى العمل.

 

 

آن هاثاواي تستلم جائزة اوسكار (إنترنت)

آن هاثاواي تستلم جائزة اوسكار (إنترنت)

 

هدنة من هوليوود لا تقاعد


اختارت آن هاثاواي حياة هادئة. تزوجت، أنجبت، وابتعدت قليلاً عن وهج هوليوود. لكن تلك الهدنة لم تكن تقاعداً، بل تحضيراً.

عادت في (Mother Mary)، فيلم موسيقي درامي جديد، تؤدي آن فيه دور نجمة بوب تتصارع بين القداسة والغرور. شاركت بالغناء، وتدرّبت على الرقص، وانغمست في شخصية مغنّية تُحب وتنهار وتنهض من رمادها. عملٌ جريء، صادم، فتح فصلاً جديداً في مسيرتها.

 

 

آن هاثاواي في فيلم  Mother Mary (إنترنت)

آن هاثاواي في فيلم Mother Mary (إنترنت)

 

 

هل تعود ميا؟


أعربت آن عن رغبتها في المشاركة في جزء ثالث من “مذكرات أميرة” (Princess Dairies). لا شيء مؤكداً حتى اللحظة، لكن الحنين الجماهيري، التوقيت الناضج والحنكة الفنية التي اكتسبتها آن، كلّها عناصر توحي بأن التتمة قد تكون أكثر من مجرّد استعادة لبطلة قديمة، بل تكريم لحكاية استثنائية بدأت بسقطة وانتهت بجلوس واثق على عرش.

 

 

 

الأميرة ميلا في The Princess Diaries (إنترنت)

الأميرة ميلا في The Princess Diaries (إنترنت)

 

 

آن هاثاواي وميريل ستريب في مواجهة جديدة!


بعد نحو عشرين عاماً على دخول فيلم “الشيطان يرتدي برادا” ( The Devil Wears Prada) إلى قلوبنا بخطواته الواثقة رغم الكعب العالي، تعود الشخصيات الشهيرة إلى الشاشة من جديد.

تعود آن هاثاواي رسميّاً بدور آندي ساكس، إلى جانب الأيقونة ميريل ستريب وإيميلي بلنت، في جزءٍ ثانٍ طال انتظاره، يعيدنا إلى عالم الموضة الصاخب، لكن في زمنٍ تغيّرت فيه قواعد اللعبة وسقطت فيه سطوة الصحافة الورقيّة.

 

 

آن هاثاواي وميريل ستريب في the devil wears Prada (إنترنت)

آن هاثاواي وميريل ستريب في the devil wears Prada (إنترنت)

 

ميرندا بريستلي ستواجه تحديات جديدة في صناعة متحوّلة، وإيميلي ترتقي سلّم العلامات الفاخرة، فيما يبقى دور آندي المرتقب غامضاً حتى الآن.

ومع بدء التصوير في نيويورك وإيطاليا، لا يبدو هذا اللقاء مجرد رحلة حنين إلى الماضي، بل فصل جديد وجريء لنساء لا زلن يحكمن عرش الأناقة بأسلوبهنّ الخاص.

 

آن هاثاواي زوجة شكسبير؟

في القرن السادس عشر، أحب وليم شكسبير امرأة اسمها آن هاثاواي وتزوّج منها، وقال لها ذات يوم:
“حياة واحدة لا تكفي لأحبك”. 
اليوم، وبعد أكثر من 400 سنة، تظهر في هوليوود ممثلة جميلة، موهوبة، واسمها آن هاثاواي!
صدفة؟ ممكن. لكن بعض الناس مقتنعون أنّ شكسبير كان جدياً لما قال إن حياة وحدة ما بتكفي. 

 

 

صورة مركّبة لـ آن هاثاواي مع شيكسبير (إنترنت)

صورة مركّبة لـ آن هاثاواي مع شيكسبير (إنترنت)

 

 

اليوم، في عمر الثانية والأربعين، لا تسعى آن هاثاواي إلى “عودة”، لأنها لم ترحل فعلاً. بل تعيد تعريف حضورها، بهدوء امرأة اختبرت المجد، الألم، الأمومة، وعادت إلى الضوء أكثر من نجمة، بل كسيّدة قرار.