فيديو جديد لراجمة صواريخ لم يُصدره حزب الله مؤخرًا بعنوان ‘لن ننزع السلاح’ FactCheck#

المتداول: فيديو “نشره”، وفقاً للمزاعم، “حزب الله أخيراً ويظهر راجمة صواريخ داخل نفق بعنوان لن نترك السلاح”، وذلك في رد مباشر على الولايات المتحدة الاميركية ومبعوثها توم برّاك.
الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: هذا المقطع مجتزأ من فيديو أطول وقديم نشره حزب الله، الأحد 3 تشرين الثاني 2024، بعنوان: “لن نترك الساح… لن نُسقِط السلاح”، واستعرض فيه منشأة “عماد 5″، التي تختزن قدرات صاروخية للحزب. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
48 ثانية. تظهر المشاهد صواريخ في موقع ما تحت الارض، بينما يُسمع في الخلفية صوت الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله قائلا: نحن هنا لا يمكن ان نضعف، ولا يمكن ان نخاف، ولا يمكن ان نستسلم. نحن هنا، لن نترك الساح ولن نسقط السلاح”. وكُتِب في نهاية المقطع بالاصفر والاحمر، بالتزامن مع صوت نصرالله، “لن نترك الساح، لن نسقط السلاح”.
وقد تكثف التشارك في المقطع أخيرا عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): “نشر الإعلام الحربي في حزب الله فيديو تظهر فيه راجمة صواريخ داخل نفق مع عنوان: لن نترك السلاح لن نسقط السلاح. واعتبره المراقبون جواباً رسمياَ مباشراً ونهائياً من حزب الله على المفاوضين الأميركيين بأنه لن يسلم سلاحه…”.
🛑 نشر الإعلام الحربي في حزب الله فيديو يظهر فيه راجمة صواريخ داخل نفق كتب عنوان : لن نترك السلاح لن نسقط السلاح
اعتبرها المراقبون جواباً رسمياَ مباشراً ونهائياً من حزب الله للمفاوضين الأميريكيين بأن الاخير لن يسلم سلاحه.
🛑 الحزب اتخذ القرار: تدمير لبنان فوق رؤوس الجميع pic.twitter.com/sqQ4IfFZU7
— Dana kh (@Dana35568198828) July 8, 2025
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)
توم برّاك في بيروت
جاء تداول الفيديو في وقت زار السفير الأميركي إلى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك لبنان، حيث أعلن من بيروت الاثنين 7 تموز 2025 أنه “راض” حيال ردّ السلطات اللبنانية على طلب واشنطن بشأن نزع سلاح حزب الله ، محذّرا في الوقت نفسه من أن لبنان “سوف يتخلّف عن الركب” إن لم يتحرك تماشيا مع التغيرات الاقليمية الحاصلة، وفقا لما ذكرت وكالة “فرانس برس“.
وخلال زيارة سابقة لبيروت في حزيران الماضي، سلّم باراك إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة من الإدارة الأميركية تطلب التزاما رسميا بنزع سلاح حزب الله الذي تكبّد خسائر عسكرية هائلة خلال حربه الأخيرة مع اسرائيل التي خرج منها أكثر ضعفا على الساحة السياسية في لبنان.
وبعد لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون الاثنين، قال براك خلال مؤتمر صحافي: “أنا ممتنّ للرد اللبناني (…) الرد مدروس وموزون” على المطالب الأميركية، مضيفا: “نحن نعمل على وضع خطة للمضي قدما، ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى الحوار”. وتابع: “ما قدّمته لنا الحكومة كان رائعا. في وقت قصير جدا، وبطريقة معقّدة جدا، أشعر برضا لا يُصدق حيال هذا الرد”.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في منشور على موقع “إكس” أن عون سلّم باراك “أفكارا لبنانية لحلٍّ شامل خلال الاجتماع”.
ويعدّ سلاح حزب الله واحدا من أكثر المسائل تعقيدا على الساحة السياسية اللبنانية، حيث تواجه السلطات اللبنانية ضغوطا أميركية متزايدة لنزع سلاح حزب الله. وفي حين أكد مسؤولون أن قرار “حصر السلاح بيد الدولة” متخذ، شددوا على أن ذلك يحتاج الى توافر “الظروف”.
وعلى الرغم من هذه الضغوطات، أعلن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأحد 6 منه أن التهديدات الاسرائيلية لن تدفع حزبه إلى “الاستسلام”، مطالبا أولا أن تنسحب اسرائيل “من الأراضي المحتلة وتوقف عدوانها وطيرانها وتعيد الأسرى ويبدأ الإعمار”.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه المستجدات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه مؤرشفا بنسخة أطول (1.27 دقيقة) في موقع قناة “المنار” اللبنانية التابعة لحزب الله وفي حسابها في أكس، في 3 تشرين الثاني 2024، بعنوان: “المقاومة الإسلامية تكشف عن منشأة عماد 5، وتؤكد “لن نترك الساح… لن نُسقِط السلاح”.
بالفيديو | #المقاومة_الإسلامية تكشف عن منشأة “عماد 5” وتؤكد “لن نترك الساح … لن نُسقِط السلاح” pic.twitter.com/c7R3uc9do3
— قناة المنار (@TVManar1) November 3, 2024
لقطة من الفيديو المنشور في حساب المنار في 3 تشرين الثاني 2024
لقطة من الفيديو المنشور في موقع قناة المنار في 3 تشرين الثاني 2024
يومذاك، عرضت المقاومة الإسلامية مشاهد من منشأة “عماد 5″، وهي منشأة محصنة، تحوي منصات صواريخ وتجهيزات عسكرية. وقد شُيدت هذه المنشأة في أنفاق ضخمة تحت الأرض، وفقا لما ذكرت القناة.
واشارت الى ان نشره يأتي، في سياق “معركة أولي البأس”، بعنوان: “لن نترك الساح… لن نُسقِط السلاح”. ويظهر فيه رجال من المقاومة داخل نفق وهم بسلاحهم على أهبة الاستعداد، ومنهم على دراجات نارية.
لقطة من الفيديو المنشور في موقع المنار في 3 تشرين الثاني 2024
وذكرات ان الفيديو تضمّن تسجيلا صوتيا للامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله: “نحن هنا لا يمكن ان نضعف، ولا يمكن ان نخاف، ولا يمكن ان نستسلم. نحن هنا لن نترك الساح، لن نسقط السلاح”.
وجاء الكشف عن هذه المنشأة، “بعد أكثر من شهر على اعلان اسرائيل ما سمتها عملية برية في لبنان”.
يومذاك، نشرت ايضا العديد من المواقع الاخبارية هذا الفيديو او لقطات ثابتة منه، بالعنوان ذاته: حزب الله يكشف عن منشأة عماد 5…
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان “حزب الله نشر أخيراً فيديو لراجمة صواريخ داخل نفق بعنوان لن نترك السلاح”، وذلك في رد مباشر على الولايات المتحدة الاميركية ومبعوثها توم برّاك. في الحقيقة، هذا المقطع مجتزأ من فيديو أطول وقديم نشره حزب الله، الأحد 3 تشرين الثاني 2024، بعنوان: “لن نترك الساح… لن نُسقِط السلاح”، واستعرض فيه منشأة “عماد 5” التي تختزن قدرات صاروخية للحزب.