هل يتراجع احترام الجغرافيا في مقابل استمرار النظام؟

التحول لا يأتي في فراغ، بل في سياق إقليمي ودولي بالغ التعقيد. (أ ف ب)
في خضم التحولات المتسارعة في الإقليم، يعود إلى الواجهة مجدداً الحديث عن احتمال تقارب سوري–إسرائيلي، لكن ليس في سياق اتفاق سلام تقليدي، بل عبر مسار غير معلن من التفاهمات الأمنية التي قد ترسم ملامح واقع سياسي جديد، من دون أن تعلن نهاياته رسمياً. اللافت في هذا المشهد هو التراجع التدريجي عن الثوابت التاريخية التي لطالما شكلت جوهر الموقف السوري من الصراع، وفي مقدمها رفض أي اعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان أو القبول بأي صيغة للتطبيع قبل الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة. أما اليوم، فالمعطيات تكشف عن مقاربة أكثر براغماتية، وربما أكثر هشاشة، تتلمس طريقها بين ضرورات البقاء السياسي وضغوط الجغرافيا الإقليمية.لم يكن من المتصور قبل سنوات أن تتحدث مصادر سورية عن سيناريوهات لتقاسم هضبة الجولان، أو أن تُطرح أفكار تراوح بين استعادة جزئية وتأجير مشروط لمصلحة إسرائيل. لكن ما نُقل أخيراً عن مصدر قريب من الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في تسريبات لقناة “i24NEWS”، يعكس تحولاً غير مسبوق في الرؤية السورية. فالمطالبة بثلث الهضبة، وقبول سيطرة إسرائيل على الثلث الذي تقرره، وتأجير الثلث الثالث لاسرائيل أيضاً لمدة 25 عاماً، تُعد قفزة حادة …
العلامات الدالة