سمفونية تتنقل بين باخ وليدي غاغا… ياسمينا صبّاح: تجربة مميزة في “الموسيقى الإلكترونية الراقصة السيمفونية”

في عالم الموسيقى، حيث تتقاطع الأنغام الكلاسيكية الراقية مع طاقات البوب الحديثة، تستعدّ ياسمينا صبّاح، قائدة جوقة جامعة القدّيس يوسف، لتقديم حفل “Symphonic Electro-Dance” المرتقب، الذي سيُقام في العاشر من تموز/يوليو الجاري في بلدة شَنَنعير-كسروان (شاتو رويس) عند الساعة الثامنة والنصف مساءً.
حفل ليس كبقية العروض التقليدية، بل هو تجربة موسيقية متجددة تمزج ما بين صوت الأوركسترا الكلاسيكية، الجوقة المؤلفة من سبعين مغنياً، وإيقاعات الموسيقى الإلكترونية والبوب، في مشهدية تحتفي بالتنوّع والابتكار.
تقول ياسمينا صبّاح لـ”النهار”: “نحن نعمل على تقديم عرضٍ يمزج ما بين روح الموسيقى الكلاسيكية، التي تحمل التاريخ والعمق، وطاقة الموسيقى الحديثة، التي تعبّر عن نبض الشباب. هذا الدمج هو لغة موسيقية جديدة نحاور بها جمهورنا، لغة تجمع بين الماضي والحاضر”.
برنامج الحفل يزخر بمفاجآت موسيقية، حيث تُعاد صياغة أشهر أغاني البوب بأسلوب أوركسترالي مذهل: من “Bad Romance” لليدي غاغا بمزجها مع موسيقى الباروك، إلى “Titanium”، التي تتداخل فيها الجوقة والأوركسترا مع إيقاعات حفلات السهر، وصولاً إلى عمرو دياب ونانسي عجرم. وتؤكد ياسمينا: “حتى أغنية “لبيروت” للسيدة فيروز سنقدّمها بنسخة جديدة تحتفظ بروحها الأصلية لكنها تعبّر عن الحاضر”.
جوقة جامعة القدّيس يوسف (الصورة من ياسمينا صبّاح)
وفي لمسة مبتكرة، ستضيف اللبنانية سكارليت سعد بعداً إلكترونياً حيّاً على المسرح، مما سيعزز اندماج الكورال والأوركسترا والموسيقى الحيّة في مشهد سمعي وبصري متكامل. وتوضح صبّاح: “الموسيقى ليست مجرد أنغام، بل مشاعر وروح. نسعى لأن يعيش الجمهور تجربة حسّية متعددة الأبعاد، تجمع ما بين التأمل والحماس والفرح”.
التحديات التقنية لم تحل دون تصميم الفريق على تنفيذ هذا المشروع الطموح. وتؤكّد ياسمينا أهمية الابتكار كمحرك أساسي: “كلما كان التنوّع الموسيقي أكبر، زادت فرص الإبداع والتجديد”.
قائدة جوقة جامعة القدّيس يوسف ياسمينا صبّاح (الصورة من ياسمينا صبّاح)
ولأن الفن لا يعرف حدوداً، كشفت صبّاح عن طموحها لنقل هذا المشروع إلى مسارح عربية وعالمية: “نطمح إلى أن نشارك هذه التجربة خارج لبنان، فهي قابلة للتوسّع ونحن مستعدون لتقديمها لجمهور أوسع”.
وتحضر هذا العام الفنانة اللبنانية ميساء قرعة، المرشّحة لجائزة “غرامي”، التي ستقدّم مقطوعات من تأليفها الخاص، ضمن توزيع يتناغم مع الكورال والأوركسترا. “ميساء تملك صوتاً متكيّفاً مع أنماط موسيقية مختلفة، وسيكون لهذا التنوع وقع مميز في الحفل”.
الفنانة اللبنانية ميساء قرعة، المرشّحة لجائزة
رغم الأزمات المتعاقبة في لبنان، من ثورة 17 تشرين إلى جائحة كورونا وظروف سياسية وأمنية صعبة، لم تتوقف الجوقة يوماً: “منذ عام 2019 لم نلغِ أي حفل. وجدنا دائماً حلولاً بديلة واستمررنا. لا مجال للإلغاء مهما كانت الظروف”.
تم إعداد خطط بديلة لكل الاحتمالات لضمان استمرار الحفل. وتؤكد صبّاح: “خمسة أعوام من الصمود علّمتنا أن نجد دائماً طريقة للمضي قدماً. نعم، الأمر صعب ويستنزف الأعصاب، لكننا اعتدنا على مواجهة التحديات”.
تعرب ياسمينا عن امتنانها: “بعد كل عرض، أشعر بالشكر العميق للمانحين الذين يؤمنون بنا، ولأعضاء الكورال الذين يبذلون جهداً هائلاً ويضعون ثقتهم بي. رضاهم وسعادتهم هي أولويتي، ثم الجمهور الذي نثمّن حضوره ودعمه. طالما الثقة موجودة، يمكننا أن نستمر ونحلم بمزيد من الإنجازات”.
جوقة جامعة القدّيس يوسف (الصورة من ياسمينا صبّاح)