تشيلسي يتميز بمشروعه الفريد بين كبار الأندية الأوروبية

تشيلسي يتميز بمشروعه الفريد بين كبار الأندية الأوروبية

يعود تشيلسي مرة أخرى ليكون محور الحديث في سوق الانتقالات الصيفي، لكن هذه المرة ليس بسبب قوته المالية كما كان في السابق، بل بسبب حالة الارتباك والغموض التي تحيط بمشروعه الرياضي. 

النادي اللندني الذي كان يُعد سابقاً من أكثر الأندية رعباً في سوق اللاعبين، تحول اليوم إلى ما يشبه مادة للسخرية في أوساط كرة القدم الأوروبية، خاصة بعد سلسلة من الصفقات الفاشلة رغم ضخامة الإنفاق منذ استحواذ تود بوهلي على النادي.

الاستراتيجية التي يتبعها تشيلسي أصبحت لغزاً حتى لعشاقه، وبعيداً عن التغيرات المستمرة في مقاعد المدربين، حيث لم يتولِ إنزو ماريسكا المسئولية إلا من موسم واحد فقط، فإن السبب الأبرز لفقدان الثقة في النادي يكمن في قرارات الإدارة الرياضية، فكل صيف، يتكرر نمط واحد وهو إبرام صفقات لجواهر شابة تلعب أولى مواسمها الكبيرة، تثير إعجاب الجماهير الأوروبية، فيطلق النادي عروضاً مالية خيالية لضمها.

 

تشيلسي (أ ف ب)

 

ومن المفارقات أن الصفقات الأغلى مثل إنزو فرنانديز (121 مليون يورو) وكايسيدو (116 مليون) تبدو رخيصة مقارنة بأدائهم ونتائجهم، وبين تلك الاستثمارات الكثيرة، هناك فقط كول بالمر (47 مليون) الذي بدأ يُثبت جدارته، رغم تعرضه للنقد سابقاً بسبب ارتفاع قيمته. 

في المقابل، صفقات مثل روميو لافيا (62 مليون)، كريستوفر نكونكو (60 مليون)، أكسل ديساسي (45 مليون)، ونيكولاس جاكسون (37 مليون) لم تحقق التوقعات، رغم قدومهم في نفس الموسم، مع وجود بعض الأمل فقط في لافيا الذي عانى من الإصابات.

كما يضاف إلى قائمة الصفقات غير الناجحة ويسيلي فوفانا (80 مليون)، دينيس زكريا (70 مليون)، رحيم سترلينغ (56.2 مليون)، روميلو لوكاكو (113 مليون)، وجواو فيليكس (52 مليون) الذين انضموا للنادي خلال المواسم الماضية وقدموا مستوى مخيباً.

ومع ذلك، يبدو أن تشيلسي لا يتعلم من أخطائه، ففي حين كان المنتظر أن يركز على التعاقد مع لاعبين متمرسين وذوي خبرة، أغلق النادي هذا الصيف صفقتين جديدتين بمبالغ ضخمة، هما جواو بيدرو من برايتون مقابل 63 مليون يورو وبينو غيتنز مقابل 64 مليون. 

لاعبان يحملان وعوداً كبيرة، لكنهما في الوقت نفسه يمثلان مغامرة غير مضمونة لجماهير نادي يعاني من التراجع التدريجي عن موقعه كأحد الكبار في أوروبا.

مشروع تشيلسي اليوم هو الأكثر غموضاً وإرباكاً بين أندية الصفوة، ويثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل النادي وقدرته على استعادة مكانته في القمة.