تقاليد إعداد الهريسة في عاشوراء: عائلة من الجنوب تحافظ عليه كعادة دينية واجتماعية

أحمد منتش
يترافق أحياء ذكرى عاشوراء سنوياً وخصوصا في العاشر من محرم الذي أحيته الطائفة الشيعية في لبنان أمس الاحد، مع طهو كميات كبيرة من أكلة الهريسة وتوزيعها على العائلات والأشخاص والمارة، في تقليد بات جزءاً من طقوس عاشوراء، يتطوع لإعدادها الميسورون والهيئات والجمعيات والتنظيمات والاحزاب المحلية، تعبيراً عن الوفاء للأمام الحسين وأهل بيته وعن التضامن والمحبة أيضاً.
في بلدة ميفدون، إحدى قرى قضاء النبطية جنوب لبنان، اشتهرت عائلة حبيب جابر بتحضير الهريسة وتوزيعها على الناس. وبعد وفاته، تابعت زوجته آمنة “أم حسين” إرثه طوال أكثر من عقدين واشتهرت بكونها أفضل من يعدّ الهريسة ويتيح توزيعها على أكبر عدد من الناس.
عائلة جابر خلال توزيع الهريسة أمس في ميفدون. (أحمد منتش)
وفي العدوان الاسرائيلي الأخير على الجنوب، أجبرت “أم حسين” على النزوح مع عائلتها الى بلدة الوردانية في إقليم الخروب (الشوف)، بعد تعرض ميفدون لسلسلة غارات من الطيران الحربي الإسرائيلي. وما لبثت أن وافتها المنية بعد تدهور صحتها. في مكان النزوح.
ودفن جثمانها في مسقطها ميفدون على وجه السرعة، بسبب تصاعد الغارات والاعتداءات الإسرائيلية.
أمس، في العاشر من محرم، لم يتخلف أبناء الراحلين حبيب جابر وزوجته “أم حسين”، عن مواصلة إرث والديهم، فعمدوا الى إعداد لوازم الهريسة وطهوها وتوزيعها على أكمل وجه، بمشاركة عشرات من أبناء البلدة وبعض قرى الجوار.
تطهى الهريسة في قدر كبير من النحاس او ما يعرف بالدست، والمواد التي تحتاجها هي قمح مطحون وقطع من اللحم أوالدجاج والزبدة والبهارات. وعملية إنضاجها تحتاج إلى جهد وتعاون أكثر من شخص والى وقت يمتد بضع ساعات.