انحناء الرؤساء الثلاثة في لبنان أمام حزب يُظهر ولاءه لطهران هو تدمير سيادي للدولة اللبنانية.

انحناء الرؤساء الثلاثة في لبنان أمام حزب يُظهر ولاءه لطهران هو تدمير سيادي للدولة اللبنانية.


حان الوقت لأخذ الرئيس بري مواقف استباقية. (أ ف ب)

Smaller
Bigger


هناك طبقات عدة متراكمة وراء انحسار التفاؤل بقدرة لبنان على الانتقال من مرتبة الملحق إلى الدولة ذات الهيبة والقدرة على إدارة البلاد. سوريا دولة تتخذ القرارات المدهشة، فيما لبنان الرسمي يتصرف كملحق لدويلة “حزب الله” ويتملّص من الاستحقاقات. الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح لوكيلها “حزب الله” بأن يتخلى عن سلاحه، أو أن يسهّل على إدارة دونالد ترامب إتمام نقلة نوعية في لبنان، أو أن يتخلى عن موقعه كمحور المقاومة لإسرائيل مهما كان حجم الخسارة التي تكبّدها نتيجة الحرب الإسرائيلية عليه. طهران لن تتخلى عن أذرعها، مهما فاوضت أميركا أو حاربت إسرائيل، وهي ترى أن “حزب الله” ضرورة لا استغناء عنها مهما كان.  مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف لا يطرح موضوع الوكلاء والأذرع في مفاوضاته مع إيران، وبذلك يعطيها الانطباع بأن “حزب الله” مجرد تفصيل عند بحث المسائل النووية. أما إسرائيل فإنها في ثقة متزايدة بقدراتها العسكرية للقضاء على سلاح “حزب الله” حتى ولو تطلب ذلك تدمير لبنان، وهي جاهزة لإعادة احتلال الجنوب، إذا تطوّرت الأمور بذلك الاتجاه. فمن المسؤول عن كل هذا؟لن يُسامَح رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، ولا رئيس الحكومة نواف سلام، ولا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذا استمروا في الهروب إلى الأمام والتسويف في مسألة حصر السلاح في يد الدولة خوفاً من “حزب الله”. لن يُسامِحوا أنفسهم إذا وقع تلكؤهم ذخيرة في أيادي إسرائيل لتدمير البنية التحتية للبنان استكمالاً لمهمة القضاء على سلاح “حزب الله”، بل لإعادة احتلال الجنوب إذا تطلّب الأمر.نيات كل من الرؤساء الثلاثة، حسنة كانت أو خبيثة، ليست مهمّة ولقد تعب اللبنانيون والخليجيون والغربيون من اختباء الرؤساء وراء النيات تجنّباً لاتخاذ القرارات الضرورية بصفتهم قادة البلد. تعب اللبنانيون من إضاعة الفرص لوضع لبنان على سكّة التعافي، ولقطع الطريق على عربدة إسرائيل وغطرستها الدموية، ولسحب السلاح من الفصائل الفلسطينية ومن الأحزاب اللبنانية وفي مقدمتهم “حزب الله”.شخصياً، قابلت كلاً من الرؤساء الثلاثة وأكنّ لهم كل المودة مع احترام الاختلاف في الرأي وعند تقويم الأداء. لا شك لديّ بأن الرئيس عون كان مقتنعاً بخطاب القسم الذي …

العلامات الدالة