قمحة أم شعيرة | النهار

عمار الحيدري
ما هي قدرة الدولة اللبنانية على سحب سلاح المليشيات والأحزاب في لبنان؟ تحليل التحديات والحلول.
تعد مسألة سحب سلاح المليشيات والأحزاب في لبنان من أهم التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية. منذ عقود، عانى لبنان من وجود ميليشيات مسلحة تمثل أحزابًا سياسية مختلفة، ما أدى إلى تفاقم الصراعات الداخلية وتقويض سلطة الدولة. في هذا المقال، سنناقش التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية في سحب سلاح المليشيات والأحزاب، والحلول الممكنة لهذه القضية.
التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية
1. التوازنات السياسية: تعتمد السياسة اللبنانية على توازنات دقيقة بين مختلف الأطراف السياسية، ما يجعل من الصعب على الدولة أن تتخذ إجراءات جذرية ضد المليشيات المسلحة دون أن تؤثر على هذه التوازنات.
2. الترسانة العسكرية الكبيرة: تمتلك المليشيات والأحزاب في لبنان ترسانة عسكرية كبيرة، ما يجعل من الصعب على الدولة أن تواجهها بشكل مباشر دون أن تؤدي إلى صراعات مسلحة.
3. الدعم الخارجي: تحظى بعض المليشيات بدعم خارجي من دول مختلفة، ما يعزز من قدرتها العسكرية ويجعل من الصعب على الدولة اللبنانية أن تتعامل معها بشكل فعال.
4. الضعف الأمني: تعاني الدولة اللبنانية من ضعف في قدراتها الأمنية، ما يجعل من الصعب عليها أن تواجه المليشيات المسلحة بشكل فعال.
الحلول الممكنة
1. الحوار السياسي: يمكن أن يكون الحوار السياسي بين مختلف الأطراف اللبنانية هو الخطوة الأولى نحو حل هذه القضية. يمكن أن يؤدي الحوار إلى اتفاقات تُمكن الدولة من سحب سلاح المليشيات بشكل تدريجي.
2. إعادة بناء المؤسسات الأمنية: يجب على الدولة اللبنانية أن تعيد بناء مؤسساتها الأمنية، بما في ذلك الجيش والقوى الأمنية، لتعزيز قدرتها على مواجهة المليشيات المسلحة.
3. التعاون الدولي: يمكن أن يكون التعاون الدولي مفيدًا في دعم جهود الدولة اللبنانية في سحب سلاح المليشيات. يمكن أن توفر الدول الأخرى الدعم العسكري والمالي اللازم لتعزيز قدرات الدولة اللبنانية.
4. نزع السلاح التدريجي: يمكن أن يكون نزع السلاح التدريجي هو الحل الأمثل، حيث يتم التفاوض مع المليشيات حول تسليم أسلحتهم بشكل تدريجي مقابل ضمانات أمنية وسياسية.
تعد مسألة سحب سلاح المليشيات والأحزاب في لبنان تحديًا كبيرًا للدولة اللبنانية. يتطلب حل هذه القضية توافر إرادة سياسية قوية، وتعاونًا بين مختلف الأطراف، ودعمًا دوليًا. من خلال الحوار السياسي، إعادة بناء المؤسسات الأمنية، التعاون الدولي، ونزع السلاح التدريجي، يمكن أن تتمكن الدولة اللبنانية من سحب سلاح المليشيات وتعزيز استقرارها وأمنها.
المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة “النهار” الاعلامية