تهديد للمياه: “الكركم المضيء” يثير الجدل في مصر وتحذيرات رسمية بشأن مخاطره.

تهديد للمياه: “الكركم المضيء” يثير الجدل في مصر وتحذيرات رسمية بشأن مخاطره.

أطلقت بعض الجهات الحكومية في مصر تحذيراً رسمياً من ترند ‏‏”الكركم المضيء” الذي انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل ‏الاجتماعي، مؤكدة أن هذه الموضة الترفيهية تشكّل تهديداً حقيقياً على ‏الأمن المائي وتشجع على سلوكيات تنمّ عن استهتار باستخدام المياه، في ‏وقت تعاني فيه البلاد من تحديات مائية حادة.‏

وشهدت الأيام الماضية تفاعلاً هائلاً على منصات مثل تيك توك ‏وإنستغرام ويوتيوب مع تجربة وصفها البعض بـ”السحرية”، تقوم على ‏ملء كوب زجاجي بالماء، ثم وضع القليل من الكركم أو فيتامين ‏B2‎‏ فيه، ‏وتسليط ضوء فلاش الهاتف عليه داخل غرفة مظلمة، ليظهر وهج ‏ضوئي أصفر مائل للأخضر يخطف الأنظار.‏

وأضفى هذا التوهج، الناتج عن التفاعل بين الضوء وبعض المكونات ‏الطبيعية، بعداً بصرياً وعلمياً للتجربة التي راقت لعدد كبير من ‏المستخدمين، خصوصاً فئة الأطفال والمراهقين.‏

 

ترند ‏‏

 

 

هدر لمياه الشرب
من جهتها، سارعت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة ‏الأقصر إلى إصدار بيان رسمي تحذيري، دعت فيه المواطنين إلى ‏الامتناع عن هذه الممارسات التي وصفتها بأنها “هدر غير مبرر لمياه ‏الشرب”، خاصة مع تكرار التجربة في أكثر من منزل.‏

وأوضحت الشركة أن استهلاك المياه في نشاط لا يندرج تحت أي ‏استخدام حيوي يُعدّ أمراً مرفوضاً وغير مسؤول، مشيرة إلى أهمية ‏الوعي المجتمعي بمخاطر الإسراف.‏

وأضافت أن الترند رغم بساطته الظاهرية، يعكس غياباً خطيراً للوعي ‏البيئي لدى فئات واسعة من السكّان، مشددةً على أن الحفاظ على موارد ‏المياه مسؤولية جماعية، لذا قامت بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق ‏والمجتمعات العمرانية لتنفيذ حملات توعية لمواجهة مثل هذه السلوكيات.‏

 

 

نقص كبير بالمياه
وتعاني مصر من نقص كبير في مواردها المائية خاصة مع زيادة عدد ‏السكان واعتمادها الكلي على مياه النيل فقط حيث تعتمد عليه في تدبير ‏احتياجاتها المائية بنسبة 97%.‏

وحذّر وزير الري المصري هاني سويلم، من اقتراب البلاد من خط الشح ‏المائي، وذلك في ظل استمرار الأزمة مع إثيوبيا حول سد النهضة وعدم ‏الوصول لاتفاق بشأن عمليتي الملء والتشغيل.‏

وقال إن نقص مليار متر مكعب من المياه سنويا فى مصر ينتج عنه ‏فقدان 290 ألف إنسان لمصادر الدخل، وفقدان 130 ألف فدان من ‏الأراضى الزراعية، وزيادة في الاستيراد من الخارج بقيمة 150 مليون ‏دولار.‏

وكشف سويلم أن عدد السكان في مصر يبلغ أكثر من 105 ملايين نسمة ‏بنسبة زيادة سنوية تتراوح ما بين اثنين إلى 2.5%، فيما يبلغ نصيب ‏الفرد من المياه 564 مترًا مكعبًا سنويًا، وهو ما يقترب من خط الشح ‏المائي.‏

وأضاف أن موارد مصر المائية تبلغ حوالي 59.6 مليار متر مكعب ‏سنويًا، مع إعادة استخدام حوالي 21 مليار متر مكعب سنويًا من المياه، ‏واستيراد منتجات غذائية من الخارج لتعويض الفجوة بين الموارد ‏والاحتياجات المائية.