ضياء الشرف | النهار

ضياء الشرف | النهار

ريمون مرهج

 

رمز الكرامة، نبع العطاء، تضحية بلا حدود، أهدافه وأحلامه هي في تحقيق أحلام أولاده فقط. لا ينتظر أي مكافاة أو عربون جميل منهم بل القليل من الإحترام لشخصه لا أكثر. لا يتكلم عن التعب ولا عن المشاكل التي يواجهها بل يعالجها بتكتم فهو لا يود أن يتحمل أبناءه أي ألم أو هم. 
سامحوه إن رأيتموه أحياناً صامتاً ومتجهماً وازرعوا البسمة أمام خطواته لأنها تهبه قوة خارقة تمسح عن كاهله كل أثقال الحياة. يكفيه أن تتوددوا إليه بكلمة طيبة ببعض من الفكاهة فيلمس قلبكم وتُبلسم جروحه. كم يتوق الى أن يحقق كل ما تطلبونه وكم يتوجع حينما لا يستطيع تحقيقها. لا تخجلوا أإطلاقاً من عمله مهما كانت وظيفته وضيعة ولا تديروا ظهركم له وهو يوصيكم ويناجيكم، ففي تلك اللحظة تكون روحه التي تحدثكم كي تكونوا على صواب وتسيروا على درب النجاح في هذه الحياة. اغتنموا الوقت وابقوا قربه كلما استطعتم ولو لدقائق كل يوم فبعد رحيله ستدركون أنها ذخيرة عظيمة تساعدكم في تخطي المصاعب وتهديكم الكثير من الحكمة في التصرف. 
كلما كبرنا في السن كلما ادركنا أكثر دور الأب ومسيرته المقدسة في هذه الدنيا. لا تكسروا خاطره حتى لو كان جاهلاً في أمور العلم والتكنولوجيا التي غدوتم من روادها، فلو لم يبذل سنين عمره لأجلكم لما وصلتم إلى ما أنتم عليه اليوم. الأب في أعماقه بركان من المحبة ونبع من الحنان ولكنه يُبقي مشاعره مكتومة مخفية كي لا تضعفوا أو تقلقوا، فهدفه الأول والاخير أن تكونوا أقوياء أصحاء، بخير ورواد النجاح في هذا العالم، عندها يلقي سلاحه ويرتاح قليلاً منتظراً رحيله بسلام من هذه الأرض.
في عيد الأب تخرس ألألسن أمام عظمة هذا اليوم وتصمت الكلمات خوفاً من ألا تفيه حقه العبارات والمفردات. كل عام والأباء بخير ليبقى العالم بخير وتبقى الإنسانية