الأنصار يعود إلى القمة ويهزم الصفاء مرة أخرى

رداء أخضر التحفت به صدارة الدوري اللبناني العام الـ65 لكرة القدم، قبل منعطفها الأخير، إذ عرف الانصار من أين تؤكل كتف الصفاء ليجرده من الريادة بفوزه عليه 2-0 على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، في إحدى أهم مواجهات البطولة التي تندرج ضمن المرحلة العاشرة من الدور الثاني “سداسية الأوائل”.
أنقذ “الزعيم الأخضر” المنافسة، لأن خسارته كانت ستعني وضع “العميد” أولى قدميه على منصة التتويج، وبالتالي فإن الفريقين سيكونان أمام أربع مواجهات نهائية لكل منهما قبل أن تتجدد المواجهة بينهما في الجولة الأخيرة من البطولة.
مطر يسطع مجدداً!
واستحق الأنصار الفوز، إذ سعى إليه بقتالية عالية، استغل الفرص التي لاحت أمام مهاجميه، وقدم باقي اللاعبين أداء مميزاً خصوصاً في الناحية الدفاعية. في المقابل اتسم أداء لاعبي الصفاء بالرعونة خصوصاً أمام المرمى ويمكن تلخيص حال الصفاء بالفرصة المؤاتية التي سنحت لمهاجمه الفلسطيني إسلام البطران الذي كان وجهاً لوجه مع الشباك المشرعة، إلا أنه سدد خارج المرمى في الدقيقة الخامسة. كما لعب الفريق الأخضر أكثر من نصف ساعة بعشرة لاعبين إثر طرد لاعبه المحوري الدولي محمد علي الدهيني (71) من دون استغلال النقص العددي، علماً أن الصفاء يمتلك ثلة من أبرز نجوم الدوري اللبناني الذين استقدم غالبيتهم من العهد.
وأكد لاعب وسط الأنصار نادر مطر أنه لا يزال حاسماً بافتتاحه التسجيل بمتابعته عرضية الظهير الدولي نصار نصار (22)، ثم صنع هدف الحسم للفلسطيني محمد حبوس (90+11).
تسع مباريات نهائية!
إذاً، أدار الجهاز الفني للأنصار اللقاء باقتداء بحيث لم يهدأ الصربي دراغان يوفانوفيتش الذي يتابع ما بدأه المدير الفني السابق يوسف الجوهري، ولا المدرب المساعد سامي الشوم الذي قضى الدقائق المئة واقفاً على خط الملعب يوزع التوجيهات على اللاعبين، وقال الشوم بعد اللقاء لـ”النهار”: “من المؤكد أن لكل مباراة وضعها الخاص، وبالنسبة إلينا نراها بمنزلة النهائي، وتالياً يمنع الخطأ على أي عنصر”. وأردف: “من نقاطنا الإيجابية هو الجو العام ايجابي داخل الفريق، وخصوصاً غداة الفوز على الصفاء، لكونها مباراة تمتاز بالنفس الطويل”.
الجهاز التدريبي لفريق الأنصار (وكالات)
وأكد أن “علينا الحفاظ على توليفة في الفريق تمكّننا من الوصول الى منصة التتويج وتحقيق اللقب الذي طال انتظاره، عبر الاعتماد على مفاتيح اللعب الاساسيين ثم البديل في الوقت والمكان المناسبين”.
وتذوق الشوم طعم إحراز الألقاب كمدرب عندما قاد الأنصار الى لقب كأس لبنان عام 2017، وأضاف: “حضور المدرب الصربي دراغان (يوفانوفيتش) بدلأً من (يوسف) الجوهري كان مهمته إحداث صدمة إيجابية في الفريق، إذ إن التغيير يلزم كل لاعب تقديم أوراق اعتماده إلى المدرب الجديد وبالتالي التكيف مع الأسلوب التدريبي الجديد، وهذا من شأنه أن يرفع المستوى العام، والنجاح كان حليف المدربين الجوهري و دراغان والدليل هو وجود الفريق بالمركز الاول على أمل الاستمرار على هذا النحو”.
واشار إلى أن كرة القدم فيها الكثير من الأخطاء “وواجبنا هو التقليل من الأخطاء وحثّ اللاعبين على التركيز وعدم ارتكاب اخطاء لمصلحة المنافس، وأرى أن لاعبي الأنصار على قدر المسؤولية، وسيبقون بتركيزهم كاملاً لئلا تتكرر صدمة الموسم الفائت”.
تسع مباريات مقبلة سيكون أحد طرفيها الأنصار أو الصفاء بينها مواجهة مباشرة بينهما، هي أشبه بمعارك أو نزالات نهائية من أجل معرفة هوية البطل الجديد.
صراع المراكز والبقاء
وكان العهد قد رفع الراية البيضاء عملياً بتعادله مع الحكمة بيروت 2-2، كما عزز النجمة موقعه في المركز الرابع باكتساحه التضامن صور 5-1، وسيكون للفرق الأربعة دور مهم في المواجهات المقبلة لتحديد بوصلة اللقب.
وفي “سداسية الهبوط”، فإن البرج (30 نقطة) وشباب الساحل (27 نقطة) والراسينغ بيروت (27 نقطة) ضمنت البقاء ضمن مصاف الدرجة الأولى، وبات الرياضي العباسية (18 نقطة) قاب قوسين أو أدنى من البقاء مع تبقي ثلاث جولات على النهاية، بينما يحتاج كل من تجمع شباب بعلبك (13 نقطة) والشباب الغازية (10 نقاط) إلى ما يشبه المعجزة للبقاء.