ما هي المرافق الأساسية في البرنامج النووي الإيراني؟

ما هي المرافق الأساسية في البرنامج النووي الإيراني؟

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الجيش الأمريكي نفّذ ‏‏”هجوما ناجحا للغاية” على مواقع نووية في إيران، بما في ذلك منشأة ‏فوردو الواقعة تحت الأرض بمنطقة جبلية جنوبي طهران.‏

وشنّت إسرائيل هجمات على مواقع نووية إيرانية منذ بداية حملتها ‏الجوية على إيران في 13 حزيران/يونيو، بما في ذلك قصف منشأة ‏نطنز، قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، وخنداب، وهو ‏مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل قيد الإنشاء.‏

وفيما يلي بعض المنشآت النووية الرئيسية في إيران.‏

 

‏* أين تقع المنشآت النووية الإيرانية؟
يتوزع البرنامج النووي الإيراني على العديد من المواقع. ورغم أن ‏خطر الضربات الجوية الإسرائيلية يلوح في الأفق منذ عشرات ‏السنين، فإن عددا قليلا فحسب من المواقع هي التي بنيت تحت ‏الأرض.‏

 

 

‏* هل تمتلك إيران برنامجا للأسلحة النووية؟
تعتقد الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم ‏المتحدة أن إيران كان لديها برنامج سري منسق للأسلحة النووية ‏أوقفته في عام 2003. وتنفي الجمهورية الإسلامية امتلاك أي ‏برنامج نووي أو التخطيط لامتلاك مثل هذا البرنامج.‏

ووافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات ‏الدولية بموجب اتفاق أبرمته عام 2015 مع قوى عالمية، لكن هذا ‏الاتفاق انهار بعد أن انسحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب ‏منه في عام 2018، وهو ما دفع إيران في العام التالي للتخلي عن ‏القيود التي فرضتها على تلك الأنشطة النووية.‏

 

 

‏* هل تزيد إيران من تخصيب اليورانيوم؟
أجل. بدأت إيران منذ ذلك الحين التوسع في برنامج تخصيب ‏اليورانيوم ، مما قلص ما يسمى “وقت الاختراق” الذي تحتاجه لإنتاج ‏ما يكفي من اليورانيوم الذي يستخدم في صنع قنبلة نووية إلى أسابيع ‏وليس عاما على الأقل بموجب اتفاق عام 2015.‏

 

 

وفي واقع الأمر فإن صنع قنبلة بهذه المادة سيستغرق وقتا أطول. ‏ولكن المدة ليست واضحة تماما ومحل جدل.‏

تخصّب إيران اليورانيوم حاليا بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة وهو ‏ما يقارب المستويات اللازمة لصنع أسلحة نووية والبالغة 90 بالمئة ‏في موقعين. ولدى طهران نظريا ما يكفي من المواد المخصبة إلى ‏هذا المستوى لصنع أربع قنابل تقريبا إذا زاد مستوى تخصيبها، وفقا ‏لمقياس وكالة الطاقة الذرية.‏

 

 

نطنز مجمع يقع في صلب برنامج التخصيب الإيراني (وكالات)‏

 

‏* نطنز
نطنز مجمع يقع في صلب برنامج التخصيب الإيراني على سهل ‏يجاور الجبال خارج مدينة قم المقدسة لدى الشيعة، جنوبي طهران. ‏ويضم المجمع منشآت تشمل محطتي تخصيب: محطة تخصيب ‏الوقود الضخمة تحت الأرض ومحطة تخصيب الوقود التجريبية فوق ‏الأرض.‏

 

كانت جماعة معارضة إيرانية في الخارج كشفت في عام 2002 أن ‏إيران تبني سرا مجمع نطنز، مما أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب ‏وإيران بشأن نواياها النووية والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.‏

شيدت منشأة تخصيب الوقود تحت الأرض ليتسنى لها استيعاب 50 ‏ألف جهاز طرد مركزي. وتضم المحطة حاليا نحو 16 ألف جهاز ‏طرد مركزي، منها تقريبا 13 ألفا قيد التشغيل، لتنقية اليورانيوم إلى ‏مستوى نقاء خمسة بالمئة.‏

 

يصف دبلوماسيون على معرفة بمجمع نطنز محطة تخصيب الوقود ‏بأنها تقع على عمق ثلاثة طوابق تحت الأرض. وكان هناك نقاش ‏طويل بخصوص حجم الضرر الذي قد يلحق بها جراء غارات جوية ‏إسرائيلية.‏

وقد لحقت أضرار بأجهزة الطرد المركزي في محطة تخصيب الوقود ‏بطرق أخرى، عبر أمور منها انفجار وانقطاع للتيار الكهربائي في ‏أبريل نيسان 2021، قالت إيران إنه هجوم شنته إسرائيل.‏

أما محطة تخصيب الوقود فوق الأرض فتضم بضع مئات فقط من ‏أجهزة الطرد المركزي، لكن إيران تقوم بالتخصيب فيها حتى نسبة ‏نقاء 60 بالمئة.‏

 

 

‏* فوردو
على الجانب الآخر من قم، أُقيم موقع فوردو للتخصيب داخل جبل، ‏وبالتالي ربما يكون محميا حماية أفضل من القصف المحتمل مقارنة ‏بمحطة تخصيب الوقود تحت الأرض.‏

لم يسمح الاتفاق الذي تسنى التوصل إليه عام 2015 مع القوى ‏الكبرى لإيران بالتخصيب في فوردو على الإطلاق. ولديها الآن أكثر ‏من ألفي جهاز طرد مركزي تعمل هناك، ومعظمها من أجهزة آي.آر-‏‏6 المتقدمة التي يعمل 350 جهازا منها على التخصيب حتى نسبة ‏نقاء 60 بالمئة.‏

 

في عام 2009 أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أن إيران ‏كانت تبني منشأة فوردو سرا لسنوات، وأنها تقاعست عن إبلاغ وكالة ‏الطاقة الذرية. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما آنذاك “لا يتفق ‏حجم هذه المنشأة وتكوينها مع برنامج سلمي”.‏

 

 

‏* أصفهان
تملك إيران مركزا كبيرا للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان، ‏ثاني أكبر مدنها.‏

ويضم هذا المركز مصنعا لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة معالجة ‏اليورانيوم التي يمكنها تحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي ‏يغذي أجهزة الطرد المركزي. ويقول دبلوماسيون إن إيران تخزن ‏أيضا اليورانيوم المخصب في أصفهان.‏

 

وتوجد في أصفهان معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية بالغة ‏الحساسة فيما يتصل بالانتشار النووي لأنها يمكن أن تستخدم في ‏تصميم نواة القنبلة النووية.‏

وقالت وكالة الطاقة الذرية إن هناك آلات لصنع قطع غيار أجهزة ‏الطرد المركزي في أصفهان، ووصفتها في عام 2022 بأنها “موقع ‏جديد”.‏

 

 

‏* خنداب
تملك إيران مفاعل أبحاث مبني جزئيا يعمل بالماء الثقيل، وكان يسمى ‏في الأصل أراك والآن خونداب. وتثير مفاعلات الماء الثقيل مخاوف ‏من الانتشار النووي لأنها يمكن أن تنتج البلوتونيوم بسهولة، والذي ‏يمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، لصنع قلب القنبلة الذرية.‏

 

وبموجب اتفاق عام 2015، أوقف البناء وأزيل قلب المفاعل وملئ ‏بالخرسانة لجعله غير صالح للاستخدام. وكان من المقرر إعادة ‏تصميم المفاعل “لتقليل إنتاج البلوتونيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم ‏الصالح للاستخدام في الأسلحة أثناء التشغيل العادي”. وأبلغت إيران ‏الوكالة الطاقة الذرية بأنها تنوي تشغيل المفاعل في عام 2026. ‏

 

 

مركز طهران للأبحاث
تتضمن منشآت الأبحاث النووية في طهران مفاعلا للأبحاث.‏

 

‏ بوشهر
تستخدم محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران على ساحل ‏الخليج الوقود الروسي الذي تستعيده موسكو بعد استنفاده، مما يقلل ‏من خطر الانتشار النووي.‏