هل يبعد ترامب المديرة الاستخباراتية تولسي غابارد؟

هل يبعد ترامب المديرة الاستخباراتية تولسي غابارد؟

‎قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد أخطأت في الإشارة إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحاً نووياً، قائلاً: “هي مخطئة”.

 

‎وسبق أن نفى ترامب هذا العام صحة تقييمات نقلتها مديرة الاستخبارات والتي أفادت بأن طهران لا تعمل على تطوير سلاح نووي، وذلك خلال حديثه مع صحافيين في مطار موريستاون بولاية نيوجيرسي.

 

سارعت غابارد للتأكيد عبر “إكس”، أنها تتفق مع الرئيس، وأن إيران على بعد أسابيع أو أشهر من امتلاك سلاح نووي، متهمة وسائل إعلام بإخراج شهادتها أمام الكونغرس في آذار/مارس من سياقها، وأعادت نشر فيديو تقييم الوضع النووي كاملاً.

 

 

ترامب غاضب
بينما كان ترامب يُفكّر في الانضمام إلى حملة إسرائيل ضد إيران هذا الشهر، أرسلت غابارد ما اعتبرته وسائل أميركية محاولة جريئة لتوجيهه في الاتجاه المعاكس. في الساعة 5:30 صباحاً من يوم 10 حزيران/يونيو، نشرت مديرة الاستخبارات الوطنية مقطع فيديو غامضاً مدّته ثلاث دقائق على منصة “إكس”، حذّرت فيه من أن “النخب السياسية ودعاة الحروب يؤجّجون الخوف والتوتر بين القوى النووية بلا مبالاة”، مضيفة أن العالم “على شفير الإبادة النووية”.

 

 

بحسب “بوليتيكو”، شاهد ترامب الفيديو واستشاط غضباً، واشتكى لمقرّبين منه في البيت الأبيض من أنها تحدثت في غير محلها، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الواقعة، اثنان منهم من داخل الإدارة، وجميعهم تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الموضوع.

 

جاء منشورها بعد أيام فقط من اجتماع مؤيدي الخط الإسرائيلي المتشدد مع ترامب في البيت الأبيض للضغط عليه لدعم هجمات إسرائيل على إيران. وفي نظر ترامب وبعض المقربين منه، كانت غابارد تحذّره من إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة إيران. بل وأعرب عن استيائه لها بشكل شخصي، بحسب المصادر الثلاثة.

 

“لا يهمني ما قالته”
وفي وقت سابق، سأل أحد الصحافيين على متن “إير فورس وان” ترامب عن تصريح غابارد أمام الكونغرس في آذار/مارس، الذي قالت فيه إن إيران لا تسعى لبناء سلاح نووي. فردّ ترامب بقوله: “لا يهمني ما قالته. أعتقد أنهم كانوا قريبين جدا من امتلاك سلاح”.

 

خلال الأشهر الأخيرة، بدأ ترامب يلمّح إلى إمكانية إلغاء مكتب غابارد بالكامل، وهي فكرة كان قد طرحها عندما عيّنها في المنصب. ووفقاً لمصادر مطلعة عدة، دار حديث داخل البيت الأبيض عن دمج مهام هذا المكتب ضمن وكالة الاستخبارات المركزية أو جهة أخرى، رغم أن مصير غابارد في هذه الحالة لم يكن واضحاً.

 

وقال مصدر مطلع على تعاملات غابارد مع البيت الأبيض إن “الرئيس أصبح غير مرتاح لها عموماً، مضيفاً أن ترامب يعتقد أنها “لا تضيف شيئاً إلى النقاشات”. رغم ذلك أكدت غابارد للصحافيين يوم الثلاثاء الفائت أنها والرئيس “على الموجة نفسها” بشأن إيران، ونفى شخص مقرّب منها وجود أي توتر بينهما. وأشار إلى أنهما اجتمعا مع كبار المسؤولين في غرفة العمليات في البيت الأبيض في اليوم نفسه، بل إن الإدارة غيّرت موعد الإحاطة لتتناسب مع جدولها.

 

تولسي غابارد (رويترز)

 

من أبرز المعارضين للتدخلات العسكرية غير المحسوبة 
غابارد، التي تحدّثت مراراً عن فقدان أصدقاء خلال خدمتها العسكرية، كانت دوماً من أبرز المعارضين للتدخلات العسكرية غير المحسوبة، بحسب “بوليتيكو”. دافع حلفاء غابارد عنها ضد اتهامات الإقصاء. وقال مصدر مطلع إنها كانت في الخدمة العسكرية الاحتياطية نهاية الأسبوع الذي عُقد فيه اجتماع كامب ديفيد، موضحاً أن غابارد كانت تحضر اجتماعات الرئيس ونائبه بشأن أزمة إيران–إسرائيل، وتعمل من البيت الأبيض مباشرة منذ بداية الحملة الإسرائيلية، بعدما طلب منها ترامب التواصل مع نظيرها الإسرائيلي ومع دول الخليج.

 

ورغم تعرضها لهجمات من الجمهوريين المؤيدين للتدخل، إلا أن تولسي لا تزال تتمتع ببعض الدعم داخل الإدارة. غير أن العامل الحاسم يبقى رأي ترامب نفسه. 

 

تولسي غابارد… زرعت في التقدمية وحصدت في الترامبية لتصبح مديرة “العقل الاستخباري”