قنبلة مخصصة لفوردو… ميزات فريدة وأبعاد سياسية

قنبلة مخصصة لفوردو… ميزات فريدة وأبعاد سياسية

تمثّل منشاة فوردو النووية الهدف الإسرائيلي الأكبر في إيران، كونها الموقع النووي الأكبر والأكثر تعقيداً، لأنها تقع تحت جبل ومحصّنة بطبقات خرسانية ودفاعات جوّية، ما يصعّب استهدفاها ويستدعي تدخلاً أميركياً، انطلاقاً من أن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القنابل الثقيلة المطلوبة لتدمير هذه المنشأة، فماذا نعرف عن هذه القنابل؟

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نشرت تقريراً تحدّثت فيه عن قنبلة “لم تستخدم في أي حرب سابقة”، وهي قنبلة GBU-57 – المعروفة أيضاً باسم القنبلة عملاقة الخارقة للتحصينات الضخمة، تزن 30,000 رطل، مغلفة بسبيكة فولاذية عالية الكثافة، ومصممة لتخترق 200 قدم من صخور الجبال قبل أن تنفجر.

يقول محللون عسكريون إن القنبلة الخارقة للتحصينات الضخمة هي الأفضل للوصول إلى أهداف مثل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وفي هذا السياق، يرى مارك كانسيان، الذي طابق القنابل مع الأهداف في الجيش الأميركي وعمل لاحقاً في البنتاغون على برامج بما في ذلك القنبلة الخارقة للتحصينات الضخمة: “هذا هو الهدف الحقيقي الذي صُممت من أجله”، بالإشارة إلى فوردو، حسب ما تنقل عنه “وول ستريت”.

قبل ظهور القنابل الخارقة للتحصينات، تصور الجيش إمكانية اللجوء إلى الأسلحة النووية لاختراق الجبال، لكن هذه الأسلحة اعتُبرت غير مستساغة لأسباب سياسية، وفقاً لكانسيان، الذي يشغل حالياً منصب مستشار أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وأضاف أن الولايات المتحدة عملت لاحقًا على بديل تقليدي جديد، وأنفقت حوالي 400 مليون دولار لتطوير وتحسين القنبلة الخارقة للتحصينات. وأوضح أن الولايات المتحدة تمتلك الآن حوالي 20 من هذه القنابل العملاقة، المصممة لتُطلقها قاذفات الشبح B-2.

 

قاذفة B2.

 

من جهته، يقول ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، إنه إذا تدخلت الولايات المتحدة، فسيكون “من المنطقي” أن تستهدف أهدافاً مُحصّنة مثل فوردو ونطنز، لفت إلى أن تدميرها يتطلب استخدام ست قنابل خارقة للتحصينات لكل منها.

هل تستطيع إسرائيل تنفيذ العملية وحدها؟
إسرائيل لا تمتلك هذه القنابل وقاذفاتها، لكن مسؤولاً عسكرياً إسرائيلياً كبيراً، صرح دون الخوض في تفاصيل، بأن لدى إسرائيل خطةً لفوردو والقدرة على تنفيذها بمفردها. كما أنها تتبنى منظوراً أوسع لمهمتها من خلال مهاجمة القيادة العسكرية الإيرانية وعلماءها النوويين، بالإضافة إلى مكونات البرنامج النووي نفسه.

وقال إيهود عيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن إسرائيل قد ترسل عدداً كبيراً من قنابلها الخارقة الأصغر حجماً لاختراق فوردو، كما فعلت عندما قتلت الأميكن العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في مقر له تحت بيروت. وأضاف أنها قد تجرب أيضًا عملية كوماندوز محفوفة بالمخاطر أو وسائل أكثر سرية مثل الهجمات الإلكترونية والاغتيالات المستهدفة.

لكن قد تكون إسقاط قنبلة خارقة للتحصينات من قاذفة B-2 أبسط وأفضل، وفق “وول ستريت جورنال”.

من جانبه، يرى ويليام ويشلر، الذي كان نائب مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما: “النهج الأكثر ثقة في النجاح سيكون ضربة أميركية”.