الصراع ضد إيران يعزز من قوة معارضي طهران في لبنان

الصراع ضد إيران يعزز من قوة معارضي طهران في لبنان

خفض تراجع قوة “حزب الله” بعد حرب إسناد قطاع غزة، التحديات السياسية والإستراتيجية المكدّسة التي كانت تقلق القوى السيادية في لبنان، فماذا في النتائج التي يمكن استخلاصها على مستوى معارضي “حزب الله” ومحوره بعد بدء الحرب الإسرائيلية على إيران؟

 

من جزئيات الضربات على الأذرع الموالية لإيران، إلى ضراوة المواجهة الإسرائيلية مع عمق المحور المختصر بالنظام الإيراني، أيّ قدرة لمعارضي إيران في لبنان على التغيير الإضافي؟ تتنوع الأسئلة التي يمكن طرحها، بين كيفية رصد القوى المعارضة للمحور الإيراني في لبنان للمواجهة الحربية الناشبة، وما إذا كانت تبحث عن تحقيق تغييرات أهم في السياسة اللبنانية الإستراتيجية.

 

يقول عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر لـ”النهار”: “لا ناقة للبنانيين في الحرب على إيران ولا جمل، وتقوم المصلحة الداخلية على عدم توريط لبنان، وما يعنينا هو عدم تدخّل إيران في الشأن الداخلي وعدم تصدير مشروعها، وكفّ شرّها وتصدير أسلحتها وحروبها. وكان يمكن النظام الإيراني أن يربح لو أنه صدّر استثمارات اقتصادية بدلاً من ترسانات عسكرية”.

 

وفق انطباعاته، “لا علاقة للبنان بإيران، وما يحصل منحاه دوليّ، والحلّ في رجوع إيران إلى طاولة المفاوضات، وما يهمّنا في لبنان هو الوضع الخاصّ بالأذرع التي أعطتها إيران الدعم اللوجيستي والمادي الكامل، والتي لا تستطيع مساندة طهران حالياً نتيجة ضعف قدراتها بعد مشاركتها في حرب قطاع غزة أو إسناد الجبهة”. ويضيف الأسمر: “لا لثقافة الموت والحروب في لبنان، والمجتمع الشيعي جزء من لبنان. لا يحمي اللبناني أي حزب أو طائفة سوى دولته، ولا خلاص إلا في الدولة وتسليم حزب الله سلاحه”.

 

بدأ حزب الكتائب يرتاح إلى التغييرات التي تعرفها المنطقة منذ المنافع التحررية من نفوذ “حزب الله” التي تأكدت لديه بعد تأليف حكومة سيادية، مع طموحه إلى الحياد والسيادة اللبنانية ونزع سلاح الحزب، وترجيحه قدرة أكبر على تحقيقها في المرحلة المقبلة وسط جو إقليمي مناسب. وما يهمّ الكتائب من الحرب على إيران ليس التخلّص من خصم، بل من منطق الاستقواء وزج لبنان في الحروب.

يرحّب النائب إيهاب مطر عبر “النهار” بـ”اللهجة العالية السقف من الجهات الرسمية عبر رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، ومؤداها أنّ هذا الوضع الحربيّ بين إسرائيل وإيران لا يخصّ لبنان ولا ينبغي له الدخول في الصراع. الأهم هو انتشار الجيش اللبناني أكثر جنوباً والحذر من تسلّل الأذرع الموالية لإيران. ولا مصلحة لـ”حزب الله” في التدخل لأنه غير قادر ميدانياً أو سياسياً وليس لديه التأييد الشعبيّ أو الوطني لهذه الخطوة”.

 

وهل الحرب على إيران تريح معارضي طهران؟ يجيب مطر: “لست منزعجاً في حركتي أو خطاباتي من أيّ قوى إقليمية. لكن الوضع السياسي في لبنان سيرتاح أكثر إذا ضعف النظام الإيراني”. ويعتبر أنّ “تخلّي إيران عن “حزب الله” يتيح للساحة اللبنانية مرونة أكثر في العمل السياسي. إنّ سحب القوة من “حزب الله” يجعلها قوّة معزولة أو تلتحق بهدف بناء الدولة”.

 

ويسدي النائب التغييري ملحم خلف نصيحة: “في لعبة الأمم المخاطر التي تحيط بلبنان تفرض أن نكون واعين. أولاً الخطر على دور لبنان، وثانياً الخطر على حدود لبنان. من المهمّ التنبه لكيفية مواجهة المخاطر من خلال موقف إنقاذ وحدوي لمواجهة أي خطر على الوضع في لبنان”.

 

ملحم خلف (انترنت)

 

وهل الحرب على إيران ستقوّي النموذج التغييري في لبنان؟ يوضح خلف أنّ “لبنان في حاجة إلى أن يستقر بقوته الذاتية ويكون دولة قادرة عادلة. من المهم الوعي وعدم زجّ أنفسنا في صراعات دولية، ولا يمكن بقاء لبنان ساحة لهذه الصراعات. المطلوب قيام المصلحة اللبنانية العليا”.

 

ويستنتج أنّ “التوازن يجب أن يكون في رفض أي تدخّل أجنبي في لبنان. النأي بالنفس ليس شعاراً، ولكن يفترض أن تكون هناك خيارات استراتيجية لحماية لبنان. قوة القانون يجب أن تكون مرجعيتنا كشرعية لمنع أي تطاول على اللبنانيين”.