إطلاق ترجمة عربية لكتاب “تشكيل الخطاب السردي العربي”

صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة، النسخة العربية من كتاب “تكوين الخطاب السردي العربي: دراسة في علم اجتماع الأدب العربي الحديث”، للناقد المصري المقيم في لندن صبري حافظ، وترجمته عن الإنكليزية يُمنى صابر.
الكتاب دراسة رائدة تربط بين الأدب العربي الحديث والتحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها المنطقة منذ بدايات النهضة. ويبدأ العمل بمقدمة تضع الأساس النظري، مستعرضة مفاهيم رئيسة مثل “رؤية العالم”، و”الخطاب”، و”المجال الخطابي”، والمناهج النقدية السائدة في الدراسات العربية والغربية حول الأجناس السردية الحديثة.
ينقسم الكتاب إلى فصول عدة تتناول نشأة الخطاب السردي العربي وتطوره، وتبحث في العوامل التاريخية والاجتماعية التي شكَّلته. ويركز الفصلان الأول والثاني على التحول الثقافي الذي بدأ منذ القرن الثامن عشر، وعلاقته بظهور قارئ جديد وتكوين حساسية قومية ساهمت في خلق أشكال سردية جديدة.
غلاف الكتاب.
ويتتبع الفصل الثالث المحاولات الأولى لتأسيس هذا الخطاب، متوقفاً عند أعمال عبد الله النديم، ثم يستعرض محاولات لاحقة في مختلف البلدان العربية، مسلطاً الضوء على إحياء شكل “المقامة”، وعلى محاولات القطيعة مع الماضي الرومانسي. وينتهي الفصل بإعادة اكتشاف دور شخصيتين مهمَّشتين في هذا السياق هما مصطفى عبد الرازق وخليل بيْدس.
ويتناول الفصل الرابع علاقة الخطاب السردي الوليد بالهوية القومية من خلال تتبع أعمال عدد من الكتّاب، بينما يُفرد الفصل الخامس لدراسة أعمال محمود تيمور، ويخصص الفصل السادس لـ”المدرسة الحديثة” وعلى رأسها محمود طاهر لاشين، الذي يُعد أحد أبرز ممثلي النضج الفني في القصة القصيرة العربية، بخاصة في قصته “حديث القرية” التي تم تخصيص تحليل نصي معمَّق لها في الفصل الأخير.
ويؤكد صبري حافظ في خاتمة الكتاب أن التحليل النقدي التفصيلي لنصوص بعينها هو الوسيلة الأصدق لإثبات صحة الفرضيات النظرية في تاريخ الأدب. كما يبرز التأثير الواضح للأدب الروسي على محمود طاهر لاشين، ما دفع المؤلف للاستعانة بإسهامات نقاد روس في تحليله النقدي.