جيل الذكاء الاصطناعي: خريجو الجامعات بين المكاسب والتهميش

يشهد سوق العمل تحولاً كبيراً بفعل الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت الشركات باستخدامه للقيام بالمهام البسيطة التي كانت تُسند سابقاً إلى الموظفين الجدد، مثل إعداد العروض التقديمية وتحليل الوثائق والرد على العملاء. ونتيجة لذلك، يجد متخرجو الجامعات صعوبة متزايدة في الحصول على وظائف، خاصة مع تراجع الطلب على الأدوار “التمهيدية” لمصلحة مرشحين ذوي خبرة.
هذا التغير جعل المتخرجين الجدد وكأنهم يواجهون اختباراً عملياً مبكراً في بيئة عمل متسارعة التغير، تُسند إليهم فيها مهام أكثر تعقيداً دون المرور بمرحلة التدريب التدريجي. ورغم استخدامهم أدوات الذكاء الاصطناعي لتوفير الوقت وزيادة الكفاءة، إلا أن ذلك قد يحرمهم من تعلم المهارات الأساسية، مثل القدرة على تحليل البيانات الخام أو فهم عميق لطبيعة العمل.
كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى ضعف التفكير النقدي، تماماً كما أن الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على الصحة النفسية. لذلك يرى الخبراء أنّه على الشركات أن تراقب طريقة تفاعل موظفيها الجدد مع الذكاء الاصطناعي، وتشجعهم على استخدامه كأداة مساعدة لا كبديل للتفكير.
وفي الوقت الذي يُنظر فيه إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لخفض التكاليف، يجب ألا يُغفل دور الموظفين الشباب باعتبارهم “مواطنين رقميين” لديهم قدرة فريدة على التفاعل الذكي مع هذه الأدوات. الاستثمار فيهم اليوم يعني بناء قوة عاملة قادرة على التفكير الاستراتيجي غداً.