مختصون وتربويون لـ الشرق: الانضباط بعد إجازة العيد.. مسؤولية وطنية ومهنية

مختصون وتربويون لـ الشرق: الانضباط بعد إجازة العيد.. مسؤولية وطنية ومهنية

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

 

مع قرب انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، وجَّه عدد من المختصين والخبراء في مجالات الإدارة وتنمية الموارد البشرية دعوات إلى الموظفين في مختلف قطاعات الدولة، للالتزام بالعودة الفورية والمنتظمة إلى مقارّ أعمالهم، وعدم التراخي أو التمديد غير الرسمي للإجازة.
وأكدوا أن الانضباط الوظيفي بعد العطل الطويلة يعدّ مؤشرًا على المهنية والجدية، ويسهم في استقرار بيئة العمل وضمان استمرارية تقديم الخدمات دون تعطيل، محذرين من أن التقاعس في العودة يؤثر سلبًا على الأداء العام ويعكس صورة غير إيجابية عن الالتزام المؤسسي.
وأشاروا إلى أن بعض الجهات قد تواجه تحديات تشغيلية نتيجة غياب عدد من الموظفين في الأيام التي تلي الإجازات الرسمية، ما يؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للجمهور، ويُربك سير العمل، لاسيما في المؤسسات الخدمية التي تعتمد على التواجد الفعلي للكوادر الوظيفية.
وفي السياق ذاته، شدد التربويون والمختصون في الحقل التعليمي على أهمية التزام الطلبة بالعودة إلى مقاعد الدراسة ابتداءً من يوم الثلاثاء، مؤكدين أن الغياب بعد الإجازة سيتم احتسابه وفق الأنظمة المعتمدة، ولن يتم التساهل في تطبيق اللوائح المتعلقة بالانضباط المدرسي. وأوضحوا أن المرحلة الراهنة من الفصل الدراسي تعتبر حاسمة، حيث تستعد المدارس لتقديم مراجعات وتوجيهات ختامية تساعد الطلبة في التحضير للامتحانات النهائية، وهو ما يجعل الحضور ضرورياً لضمان التحصيل العلمي وعدم تفويت المحتوى التعليمي المهم.
كما دعا التربويون أولياء الأمور إلى تعزيز روح المسؤولية والانضباط لدى أبنائهم، والتأكيد على أهمية العودة الجادة بعد الإجازة، باعتبار أن هذه السلوكيات تُسهم في بناء شخصية الطالب، وتغرس فيه ثقافة الالتزام، وهي من القيم التي تنعكس لاحقًا على أدائه في الحياة الجامعية والمهنية.

 
صالح الإبراهيم: الغياب يوم الثلاثاء يُحتسب ضمن سجل الطالب

أكد الدكتور صالح الإبراهيم، مدير مدرسة الرازي الإعدادية، على انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك يوم الإثنين، على أن تبدأ الدراسة وعودة الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية يوم الثلاثاء 8 أبريل الجاري، داعياً أولياء الأمور والطلاب إلى أهمية الحرص على التحصيل العلمي، وأن يوم الأربعاء هو يوم دراسي كامل، والغياب فيه سيُحتسب ضمن سجل الطالب.
وبين أن العودة إلى المقاعد الدراسية بروح نشيطة وجادة بعد عطلة العيد، تدل على حرص الطالب على التحصيل العلمي، خاصة أن كل يوم في الدراسة له قيمته في رفع المستوى الأكاديمي للطلاب، استعداداً لاختبارات نهاية العام، مؤكداً على اعتماد الطاقم الأكاديمي بجميع المدارس على تقديم توجيهات عامة وملاحظات ختامية والتي تساعد الطلاب في الاستعداد للامتحانات، ما يعني أن الطالب الغائب سيكون أقل استعدادًا، مما يؤثر بشكل سلبي على أدائه بامتحانات نهاية العام.
ودعا الدكتور صالح الإبراهيم، أولياء الأمور إلى ضرورة القيام بدورهم في مساعدة المدارس للقيام بواجبها، والعمل على حث أبنائهم على العودة لمقاعدهم الدراسية بداية من يوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن الانضباط المدرسي لا يتوقف بعد الأعياد، بل يبدأ من أول يوم بعد الإجازة، كما أن حضور الطلاب يومي الأربعاء والخميس يعطي رسالة واضحة بأنهم جادون في دراستهم ويحترمون وقتهم ومستقبلهم.

صندح النعيمي: الغياب بدون عذر يعكس سلوكاً غير مسؤول

أوضح السيد صندح النعيمي، مدير مدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية، أن إدارة المدرسة تعمل على تهيئة بيئة تعليمية محفزة للطلاب بعد الإجازة، حيث نأمل من طلابنا الحضور دون تأخير أو غياب، مشيراً إلى أن الغياب بدون عذر يعكس سلوكاً غير مسؤول، كما أنه يؤثر بشكل سلبي على نتيجة الطالب باختبارات نهاية العام.
وأكد السيد النعيمي أن الطريق إلى المستقبل المشرق وبناء الذات وتحقيق الطموحات هو العزيمة القوية في الدراسة وطلب العلم الذي نعتبره مسؤولية يجب على الطلاب تحملها، وأضاف: "نحن نُعوّل على وعي طلابنا في استئناف الدراسة مباشرة بعد الإجازة، كل تأخير هو خسارة لمعلومة، وفرصة، ومستقبل، كما أننا نُشجع أولياء الأمور على تحفيز أبنائهم للعودة السريعة لمقاعد الدراسة، حيث إن يوم الثلاثاء ليس يوماً للراحة، بل هو امتداد للعملية التعليمية، وأيام الدراسة المتبقية مهمة جداً للتحصيل والمراجعة".
وذكر مدير مدرسة علي بن أبي طالب، أن الأيام التي تلي العطلة عادةً ما تكون مخصصة لمراجعة مكثفة وتوزيع جداول الاختبارات، وأحيانًا يتضمنها شرح وحدات دراسية أخيرة، ما يجعل الغياب في هذه المرحلة خسارة حقيقية للطالب، مشيراً إلى أن التمادي في الغياب يؤثر على الانضباط العام في البيئة المدرسية، ويعزز ثقافة "الغياب بدون مبرر"، ما ينعكس سلبًا على سلوك الطلاب وتقديرهم لأهمية الوقت.

حسين بوحليقة: تمديد الإجازة يضر بمصلحة الجميع

قال حسين البوحليقة إن تمديد الإجازة بعد فترة طويلة من الراحة يعد أمرا غير متوقع، لأنه يضر بمصلحة الجميع، لافتا إلى أن هناك معاملات وإجراءات متوقفة بسبب الإجازة وأن المزيد من التمديد يعني المزيد من الانتظار.
وأضاف البوحليقة: نتفاجأ أن بعض الموظفين لم يعودوا من الإجازة وقاموا بتمديد إجازتهم حتى يوم الأحد من الأسبوع الثاني، حيث أصبح يوم الأحد في أي إجازة تنتهي وسط الأسبوع هو اليوم المحدد من قبل البعض لبدء العمل.
وأوضح: من المفترض أن يكون الموظف على قدر المسؤولية خاصة وأنه حصل على فترة راحة كافية خلال إجازة العيد الطويلة، مؤكدا أن تمديد الإجازة يعني تعطيل مصالح الآخرين في الجهات الخدمية على وجه الخصوص، مما يزيد الضغط على الموظفين الآخرين الذين التزموا وحضروا إلى العمل بعد انتهاء الإجازة.
وأوضح أنه لابد أن تكون هناك ثقافة التسليم لدى الموظفين، أي بمعنى تسليم المعاملات لموظفين آخرين في حال رغبة الموظف المتسلم لتلك المعاملات بأخذ إجازة إضافية على إجازة العيد، وذلك تجنبا للانتظار الطويل.

حبيب خلفان: البعض لا يرون أن الغياب بدون عذر خطأ

قال حبيب خلفان: أنا أعتقد أن المشكلة أعمق من مجرد تغيب بعد الإجازة، حيث إن الأمر مرتبط بثقافة فردية تجاه العمل والانضباط، موضحا أن البعض للأسف لا يرون أن الغياب بدون عذر مشكلة، ويبررون لأنفسهم أنهم لا يزالون في أجواء العيد، وهو يعني تساهلا كبيرا.
وأضاف: إن الموظف المتغيب لا يشعر بتأثير غيابه على غيره، ولكن من يعمل ويتحمل ضغط العمل هم من يشعرون بهذا الفرق. ولفت إلى أن الغياب بعد الإجازات أصبح عادة موسمية لدى بعض الموظفين، مما يستدعي إعادة النظر في بعض القرارات الوظيفية إداريا وتنظيميا.
وطالب بالعمل على غرس فكرة الالتزام بعد الإجازة لدى من يتهاونون بالعمل في الوقت المحدد، إذ إن هذا الالتزام هو احترام للنفس قبل المؤسسة، وأن العودة القوية للعمل تعكس نضج الشخص ومسؤوليته، وليس مجرد أداء واجب مهني فقط.

خبير موارد بشرية: استمرار الإجازة لأكثر من 16 يوماً يعيق خطط التنمية

شدّد خبير موارد بشرية على أهمية استئناف العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، 8 أبريل الجاري، وذلك عقب انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك التي بدأت يوم الأحد 30 مارس، وتنتهي رسميًا يوم الإثنين 7 أبريل.
وأشار الخبير إلى أن العطلة، التي امتدت فعليًا إلى 11 يومًا باحتساب إجازة نهاية الأسبوع السابقة (الجمعة والسبت 28 و29 مارس)، تُعد فترة راحة كافية، مؤكدًا على ضرورة العودة والانضباط في العمل لضمان استمرار الأداء المؤسسي وتنفيذ الخطط التنموية المقررة لمؤسسات الدولة.
وحذّر من محاولات بعض الموظفين استغلال ما تبقى من الأسبوع الحالي للحصول على إجازات مرضية غير مبررة، عبر مراجعة المراكز الصحية لطلب تقارير طبية ليومي الثلاثاء والأربعاء، بهدف تمديد الإجازة حتى السبت المقبل، لتصل مدتها إلى 16 يومًا متواصلة.
وأوضح أن هذا السلوك يُشكل تحديًا كبيرًا أمام كفاءة العمل الحكومي، ويؤثر بشكل مباشر على سرعة إنجاز المعاملات الحكومية ومصالح المواطنين، بالإضافة إلى كونه سلوكًا لا يتوافق مع ثقافة الانضباط والمسؤولية المطلوبة من موظفي الدولة.
ولفت خلال حديثه إلى تكرار بعض السلوكيات غير المسؤولة، والتي يأتي على رأسها السعي للحصول على إجازات مرضية غير مستحقة لاستكمال عطلة العيد حتى بداية الأسبوع المقبل، وهو ما يُعد تحايلاً على النظام الوظيفي والإداري، ويمثل إخلالاً بثقافة الالتزام والانضباط في بيئة العمل.
وأشار إلى أن هذا السلوك يؤدي إلى انخفاض كفاءة المؤسسات وتأخير تقديم الخدمات العامة، إرباك سير العمل داخل الفرق الحكومية، خصوصًا في القطاعات الخدمية الحساسة، إضعاف ثقة المجتمع في كفاءة الأداء المؤسسي إذا شعر المراجع أن عمل الجهات الرسمية يتعطل لأسباب غير ضرورية.