كريستيانو رونالدو يقدم لامين يامال درسًا قاسيًا

عاش ملعب أليانز أرينا في ميونخ ليلة العمر، حين جرى تاريخ كرة القدم أمام ألف مستوية، وجهًا لوجه بين خبرة أربعينية وعمر سبعة عشر ربيعًا، في نهائي دوري الأمم الأوروبية، خاض كريستيانو رونالدو نجم نادي النصر السعودي، مباراته الأخيرة مع منتخب بلاده، وصادف أن يامال بالكاد يبدأ الدرب.
بداية اللقاء كانت لصالح إسبانيا، حين افتتح مارتن زوبيمندي التسجيل، ثم أضاف ميكيل أويارزابال الهدف الثاني، ومع ذلك، قاد نونو مينديز البرتغال نحو العودة قبل أن يرسل الكرة إلى رونالدو ليوقّع هدف التعادل بلمسة ساحرة في الدقيقة الحادية والستين – هدفه الدولي رقم ١٣٨ مع البرتغال.
لامين يامال، الذي بات يظهر نبوغه منذ فوز إسبانيا بكأس الأمم الأوروبية الماضية، دخل اللقاء بحماس وسعى لأن يفرض نفسه في واحد من أكبر المسارح.
كان يتحرك بلا كلل، ويختبر دفاعات البرتغال، حتى أنه صنع الهدف الأول، لكنّه ودّع اللقاء بشبه صمت.
لامين يامال أمام المعلّم.. كريستيانو رونالدو يثبت أن الزمن لا يُهزم
خاض لامين الشوط الإضافي دون أن يهز الشباك على الرغم من محاولتين ضعيفتين لم تُشكل خطورة، في النهاية، واجه حماية صارمة من نونو مينديز الذي حدّ من تأثيره تمامًا.
مع تغيير رونالدو في الدقيقة 86 بسبب إصابة، بدا أن الزمن قد تحول من صفحة الرجل الفذ إلى لحظات عابرة، على دكة البدلاء، أمره القدر أن يشاهد ركلات الترجيح من بعيد، لكنه من بعيد، كان مؤثرًا.
في النهاية، سجلت البرتغال جميع الركلات الخمس، بينما أخفق الإسباني ألفارو موراتا، فحسم ديوجو كوستا المباراة ومعه العنوان الخاص بدرس رونالدو للمراهق، الذي بذل في عمق الدفاع، جهد دون جدوى، ليحدثه عن منهج كسر العجوز للمعادلات، كان الدرس في علم أن الخبرة أحيانًا تكون أقوى من المهارة والشباب.
العمر مجرد رقم، رونالدو يدرك التعادل للبرتغال#دوري_الأمم_الأوروبية #اسبانيا_البرتغال pic.twitter.com/eI0mwlt2rB— beIN SPORTS (@beINSPORTS) June 8, 2025
لكن رونالدو لم ينه الكلمة دون مديح، جامعا له دروسًا مشرقة؛ بعد اللقاء، امتدح رونالدو موهبة البراعم المشرق، محذرًا من تحميله أكثر من طاقته، حيث قال “من الظواهر، وسيفوز بألقاب كثيرة، لكن الأهم أن يُترك في حاله، بصبر وعناية، لأنه يحتاج الهدوء ليكبر بشكل صحيح”.
في هذا الالتقاء بالأجيال، ظهر الجانب الإنساني الأكثر عمقًا، رونالدو قدّم في تلك الليلة درسًا للامين يامال: ليس الفخر بفرصة مواجهة الأسطورة فقط، بل كيف ترتفع روحك الشابة لتتعلم الأنا والشك والحسم، وتترسخ قيم الصبر والأفق الطويل.
ربما يكون نهائي دوري الأمم هذا آخر ألقاب كريستيانو مع البرتغال، وربما ليس، لكنه بلا شك كان أعظم وحيّ أرسله الأسطورة إلى من يتربّع على عرش الكرة القادمة.
إحصائيات نجوم الدوري السعودي