من انطلاق المباراة إلى صفارات التحذير – تحديات كأس العالم للأندية

قبل أيام قليلة من انطلاق نسخة تاريخية من كأس العالم للأندية على الأراضي الأمريكية، تبدو لوس أنجلوس وكأنها تتحول من منصة رياضية عالمية إلى ساحة محتقنة بالتوترات السياسية والاحتجاجات الأمنية.
المدينة التي كان يُفترض أن تكون واجهة الترحيب بكرة القدم العالمية، استقبلت الجماهير بدخان الغاز المسيل للدموع وقوات الحرس الوطني، بدلًا من الأعلام والهتافات.
الولايات المتحدة، التي تستعد لاستضافة ثاني بطولات قارية وعالمية كبرى خلال عامين، قبل كأس العالم 2026، تواجه مجددًا اختبارًا صعبًا على صعيد التنظيم الأمني، وهو ما يطرح تساؤلات جادة بشأن جاهزيتها لاستقبال أحداث بهذا الحجم.
مبابي قرر يلاعب اللعبة صح.. ويفكرنا بكريستيانو 2015 🤷♂️
الكرة الذهبية مالهاش صاحب لحد دلوقتي.. فقولنا مين يستاهلها؟ 🤔#كريستيانو #ريبيري #فرنسا #يورو2024 #مبابي #الكرة_الذهبية #365ScoresArabic pic.twitter.com/DoIPs90gao— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) June 9, 2025
خلفية الأزمة: سياسة تسبق الرياضة
الاحتجاجات التي اندلعت في شوارع لوس أنجلوس جاءت نتيجة مباشرة لتصاعد التوتر حول سياسات الهجرة الفيدرالية، حيث بدأت المظاهرات بعد مداهمات قامت بها سلطات الهجرة في عدد من الأحياء، ما أثار غضبًا واسعًا بين المواطنين والمنظمات الحقوقية.
وكالة “رويترز” أشارت إلى أن الاحتجاجات تضمنت أعمال عنف محدودة مثل إشعال سيارات واستخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع، في وقت أعلنت فيه السلطات بعض المناطق في وسط المدينة “تجمّعات غير قانونية”.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زاد من حدة الموقف حين هدد بنشر قوات المارينز في حال استمرار التظاهرات، ما رفع منسوب التوتر قبل أيام من افتتاح البطولة.
كأس العالم للأندية في مهب العاصفة
البطولة المنتظرة، والتي تنطلق فجر 15 يونيو بمشاركة 32 فريقًا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، تبدو اليوم محاصرة بأسئلة ثقيلة تتجاوز حدود الكرة.هل ستؤثر الاحتجاجات على سير المباريات؟ وهل يمكن أن تؤجل ضربة البداية؟ وماذا عن الفرق وموقفها من الأحداث؟
بل ويذهب البعض إلى طرح فرضية كانت حتى وقت قريب مستبعدة: هل تظل الولايات المتحدة أهلًا لاستضافة البطولة؟
الواقع أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعثر فيها أمريكا تنظيمياً عند استضافة حدث رياضي كبير. في كوبا أمريكا 2024، شهد النهائي فوضى كبيرة حين اقتحم آلاف الجماهير بوابات الملعب قبل ساعات من المباراة، ما أدى إلى حالات إغماء واختناق حراري بسبب التكدس، وتم تأجيل صافرة البداية لأكثر من ساعة.
السلطات احتجزت حينها 27 شخصًا وأخرجت أكثر من 50 آخرين بسبب تجاوز الحواجز والتعدي على الأمن.
الملعب الذي وقعت فيه هذه الأحداث، هو نفسه الذي سيستضيف مباراة افتتاح كأس العالم للأندية هذا العام بين إنتر ميامي والأهلي المصري، وهو ما يزيد المخاوف من تكرار السيناريو أو ما هو أسوأ.
هل سيتأثر كأس العالم للأندية ؟
رغم أن فكرة سحب البطولة من أمريكا مستبعدة جدًا بسبب ضيق الوقت، إلا أن تأجيل انطلاقها أو تعليق بعض المباريات يظل احتمالًا واردًا إذا استمرت الفوضى الأمنية.
وقد تستغل جماعات الضغط السياسي الحدث لتوسيع رقعة المظاهرات وجذب الإعلام العالمي، ما قد يفاقم الأوضاع ويفرض على الفيفا مراجعة بعض قراراته التنظيمية.
ففي النهاية، الأمن هو الأساس لأي بطولة، وإذا غاب، تصبح كرة القدم رهينة للواقع الميداني.
Built for something big. #FIFACWC— FIFA Club World Cup (@FIFACWC) June 8, 2025
صورة أمريكا على المحك
بينما تراقب أعين العالم ما يحدث في شوارع لوس أنجلوس، تبقى كرة القدم العالمية في حالة ترقّب وانتظار. فإما أن تنجح الولايات المتحدة في تجاوز هذه العاصفة مؤقتًا وتستضيف البطولة بنجاح نسبي، أو أن تكون هذه الأحداث مؤشرًا لفشل أكبر يهدد استضافتها لكأس العالم 2026.
الصورة الآن غائمة، والمشهد السياسي يفرض نفسه على الرياضة، وفي ظل غياب موقف رسمي واضح من الاتحاد الدولي حتى اللحظة، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، وأي تطور خلال الأيام القليلة القادمة قد يغير مجرى البطولة بالكامل