إعادة تأهيل القمصان القديمة: من نشاط ترفيهي إلى صناعة ربحية تحقق الآلاف

في عام 2024، أرسل إيان جيفرسون، نجل جيسي جيفرسون لاعب البيسبول السابق، رسالة إلى مؤسس أحد المتاجر الذي يحمل إسم “The Dream Shop”، يطلب منه إعادة إحياء ذكرى والده الراحل، من خلال ترميم قميص قديم له مع فريق “بالتيمور أوريولز”.
لم يكتفِ هندرسون بصنع نسخة مماثلة، بل فاجأه بقميص أصلي كان قد ارتداه والده في السبعينيات، وعمل على ترميمه بعناية ليعيد له اسمه ورقمه، محولًا القميص إلى تحفة ناطقة بالذكريات.
هواية تحوّلت إلى مهنة
نقلًا عن صحيفة ذا أثليتك البريطانية فإم بيل هندرسون صاحب متجر “The Dream Shop”، تقاعد من وظيفته في التسويق عام 2018 ليكرس بعدها وقتها لترميم قمصان الرياضة القديمة كهواية حيث يقول هندرسون: “أعمل ساعات أطول مما كنت أعمل سابقًا، لكنني لا أشعر أنني أعمل إطلاقًا”.
ومع مرور الوقت، بات هندرسون أحد الأسماء البارزة في هذا المجال، بعد أن تحوّل إلى المرجع الأول لعشاق القمصان القديمة والقطع النادرة.
قصة فن الترميم
تحدث فيل ديلفس، خبير القمصان، أن الترميم لا يقتصر على إعادة القميص إلى حالته الأصلية فقط، بل يشمل أيضًا تعديلات إبداعية فبعض القمصان يتم تجديدها بالكامل بتغييرات في الرعاة أو التصميم العام، بما يتماشى مع ذوق المالك الجديد، حتى وإن لم تكن تلك التعديلات دقيقة تاريخيًا.
View this post on Instagram A post shared by Maker | Restauracion | Personalizacion (@maker.pe)
وهناك أوليفر هاويت، الذي كان واحدًا من أوائل الذين حولوا الشغف إلى مشروع تجاري حيث بدأ الترميم كهواية، ثم ترك عمله في قطاع الضيافة عام 2023 ليتفرغ له بدوام كامل وبعد استثمار داخلي بسيط، وانضمامه لشراكات قفز عدد متابعيه إلى أكثر من 100 ألف على إنستجرام و540 ألف على تيك توك حيث يقول: “واجهت عقبات كثيرة، لكن المشروع تطوّر بسرعة، وأنا فخور بما أنجزته”.
تقنيات دقيقة وشغف بالتفاصيل
يعتمد المرممون على أدوات دقيقة لإزالة الشعارات والرعاة القديمة، وآلات الكبس الحراري لإضافة التعديلات الجديدة. من أبرز الأمثلة، استبدال شعار “Standard Chartered” على قميص ليفربول بشعار “Carlsberg” القديم، ليبدو القميص وكأنه من حقبة التسعينات.
بين التجارة والنوستالجيا
يُعد السوق البريطاني أرضًا خصبة لهذا النوع من المشاريع، حيث لا يزال الطلب على القمصان الكلاسيكية في ازدياد. وتتراوح أسعار التعديلات من 15 إلى 35 جنيهًا إسترلينيًا، ما يجعل الترميم خيارًا اقتصاديًا لعشاق القمصان النادرة.
ومع أن هذا السوق فتح الباب لإعادة إحياء قمصان الماضي، إلا أن هناك تحذيرات من استغلال بعض البائعين له، مثل بيع قمصان مُرممة على أنها أصلية، وهو ما رصدته The Athletic في أحد متاجر لندن.