كيف أعدّ القدر طريق السعادة للويس إنريكي في عشر لقطات فقط؟

الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، بالطبع هو أسعد مدرب في العالم حاليًا، بسبب إنجازه الأخير مع عملاق فرنسا بحصد لقب دوري أبطال أوروبا 2025 لأول مرة في تاريخ النادي على الإطلاق بعد سنوات وسنوات من محاولتهم لتحقيق هذا الإنجاز.
ولكن تحقيق إنريكي لهذا الإنجاز به العديد من المشاهد والقصص القدرية التي استغرقت سنوات عديدة ليس فقط خلال تواجده في باريس سان جيرمان، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يحقق فيها المدرب الإسباني لقب دوري الأبطال في مسيرته.
وظلت حياة لويس سواء داخل الكرة أو خارجها في السنوات الماضية في حالة صعود وهبوط بين الأحزان والفرح، ولكن كل ذلك كان القدر يرسم له طريق الفرح دون أن يدري، وظلت هذه المشاهد التي حدثت بالترتيب تقريبًا سببًا في رسم البسمة على وجهه مرة أخرى.
أبـــــــطــــــال أوروبــــــا 🏆
باريس سان جيرمان يُتوج بطلًا لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه 🏆
وذلك بعد الفوز على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في نهائي تاريخي محققًا أكبر فوز في تاريخ نهائيات دوري الأبطال بالنسخة الحديثة 🌟#باريس_سان_جيرمان #إنتر_ميلان… pic.twitter.com/JbGcbva5g7— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) May 31, 2025
عشرة مشاهد انتهت بابتسامة القدر لإنريكي
ويمكن تلخيص الطريق الذي رسمه القدر لإنريكي للوصول إلى هذا الإنجاز في 10 مشاهد منذ عام 2015 وحتى 2025 وهم كالآتي:
المشهد الأول كان في عام 2015 عندما حصد فريق برشلونة بقيادة إنريكي لقب دوري أبطال أوروبا هذا العام على حساب يوفنتوس الذي انتصر عليه في النهائي بنتيجة 3-1 على ملعب برلين في ألمانيا، ووسط احتفالات هنا وهناك على أرضية الملعب تلتقط الكاميرات صورة يظهر فيها مدرب البارسا مع ابنته “زانا” يغرزان سويًا علم النادي على عشب هذا الملعب.
وفي المشهد الثاني، نجد إنريكي يرحل عن برشلونة في عام 2017، ثم في العام التالي تولى تدريب منتخب إسبانيا ولكنه قرر التقدم باستقالته في مارس 2019 لأسباب شخصية، والتقارير الصحفية أكدت بعد ذلك أن السبب هو رغبته في متابعة الحالة الصحية لطفلته المصابة بمرض السرطان.
أما المشهد الثالث فكانت لحظة حزن قاسية عندما نشر إنريكي بيانًا عبر حساباته على منصات التواصل الإجتماعي في 29 أغسطس من عام 2019، يؤكد خلاله وفاة ابنته زانا بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
pic.twitter.com/hI7B10HkW8— LUISENRIQUE (@LUISENRIQUE21) August 29, 2019
ثم في المشهد الرابع قرر إنريكي العودة لمنتخب إسبانيا في نوفمبر 2019، ولكنه لم يحقق شيء مع بلاده بالرغم من تصعيده لبعض المواهب الشابة التي يتم الاستفادة منها حاليًا وفي النهاية رحل عام 2022، وظل عامًا تقريبًا بلا نادٍ.
ويأتي المشهد الخامس ونجد نادي باريس سان جيرمان يعلن التعاقد مع لويس إنريكي في يوليو من عام 2023 ليتولى مهمة تدريب الفريق، ويعود مرة أخرى لمواصلة عمله.
ولكن في المشهد السادس نجد لويس لم يتمكن من حصد لقب دوري أبطال أوروبا في موسمه الأول مع باريس في 2023/2024 ويودع البطولة من الدور نصف النهائي، بالرغم من حصده للدوري الفرنسي وكأس فرنسا والسوبر الفرنسي، ولكنه لم يحقق اللقب الأهم بعد، ولكن ظلت الإدارة متمسكة باستمراره.
وفي المشهد السابع نجد جميع النجوم ترحل عن باريس سان جيرمان، وعلى رأسهم الفرنسي كيليان مبابي الذي دخل في عدة خلافات مع مدربه إنريكي أخرهم كان عقد أحد المباريات في موسم 2023/2024، بجانب أنه فضل الذهاب لريال مدريد من أجل حصد لقب دوري أبطال أوروبا اللقب الذي يحلم به طوال مسيرته ومن بعده الكرة الذهبية.
(المصدر: Gettyimages)
ويأتي المشهد الثامن على إنريكي وهو يعمل بجد مع فريقه ويبدأ في تكوين جيل مميز من الشباب ووضع التشكيل الذي يناسب أفكاره وخططه خاليًا من النجوم الكبيرة، وبالفعل ينجح في الظهور بشكل مميز هذا الموسم 2024/2025، ويحصد السوبر الفرنسي والدوري الفرنسي وكأس فرنسا.
وفي المشهد التاسع يأتي الحلم الأكبر سواء للمدرب أو النادي وهو بطولة دوري أبطال أوروبا، وفي أول مؤتمر صحفي لإنريكي هذا الموسم في البطولة يذكر ابنته زانا وحبها للاحتفالات ويؤكد أنه يريد تكرار حصده اللقب ويهديه لها ثم ينهار في البكاء، وتسير قافلة العملاق الباريسي في البطولة ويقصي ليفربول المرشح الأقرب من دور الـ16 وعلى الجانب الأخر أرسنال يقصي ريال مدريد الأكثر تتويجًا بالبطولة ليخرج الجانرز بعد ذلك على يد إنتر ميلان ومن ثم ينجح عملاق إيطاليا في إقصاء برشلونة أحد أوفر المرشحين حظًا.
ويأتي المشهد العاشر والأخير، مباراة النهائي بين باريس سان جيرمان ضد إنتر ميلان، والجميع يعرف النتيجة 5-0 للباريسي ولكن أين هو ملعب اللقاء؟ في ألمانيا ولكن هذه المرة أليانز أرينا وليس برلين، ويتحقق حلم إنريكي ويشاء القدر أن تكون في نفس البلد التي احتفل على أرضها في 2015 بنفس اللقب مع برشلونة، بل وشاء القدر أن يلتقط صورته مع زانا بهذه الطريقة لتقوم جماهير فريقه بتكريمه برفع “تيفو” في المدرجات لنفس الصورة ولكن ترتدي الطفلة المتوفية قميص الفريق الفرنسي.

هكذا رسم القدر أفضل طريق للمدرب الإسباني لٌيعيد إليه الابتسامة بعد جرحه العميق بوفاة ابنته، وفي عشرة مشاهد فقط كان كل منها مكملًا للثاني تقريبًا منذ الصورة التذكارية التي التقطها وظلت عالقة في أذهان الجميع لتجربته الجديدة في إسبانيا لرحيله لقدومه إلى باريس لخلافه مع نجم فرنسا الأول وتكوينه الجيل الجديد إلى أن لمس المجد بيداه، لنتأكد أن ما يأتي به القدر لنا أفضل بكثير من أي خطة قد نقوم برسمها نحن.