بالأرقام – كيف تجاوز بنزيما رونالدو تاريخيًا في البطولات السعودية؟

بالأرقام – كيف تجاوز بنزيما رونالدو تاريخيًا في البطولات السعودية؟

في عالم لا يعترف إلا بالمنجزات، تظل لغة الأرقام هي الحكم العادل الوحيد بين الكبار، ورغم سنوات الشراكة الذهبية التي جمعت الفرنسي كريم بنزيما والبرتغالي كريستيانو رونالدو في ريال مدريد، فإن طريقهما بعد الانتقال إلى الملاعب السعودية رسم مشهدًا جديدًا في سجل المنافسة بين أسطورتين من الجيل الذهبي.

ومع نهاية موسم 2024-2025، ظهر بنزيما كمن يبتسم في الصورة الأخيرة، بعد أن استطاع أن يتفوق على زميله السابق عبر الألقاب، وهي اللغة التي لا تخضع للتأويل.

ثنائية سعودية تُغيّر ملامح المقارنة

قائد الاتحاد، كريم بنزيما، لم يحتج سوى أسبوعين فقط ليقلب الطاولة في سباق الإنجازات، عندما قاد “العميد” لحصد ثنائية الدوري وكأس الملك، محققًا إنجازًا تاريخيًا لناديه، حيث لم يسبق له الظفر بالبطولتين في موسم واحد منذ انطلاق دوري المحترفين.

تلك الثنائية رفعت رصيد بنزيما من الألقاب إلى 36 بطولة خلال مسيرته، متفوقًا على رونالدو، نجم النصر، الذي يملك في رصيده 34 لقبًا حتى الآن، على الرغم من مشاركته في موسمين كاملين مع “العالمي”.

والمثير أن هذا الفارق جاء من خلال الألقاب السعودية، إذ لم ينجح كريستيانو مع النصر في حصد أي لقب محلي أو قاري، مكتفيًا فقط بالتتويج بالبطولة العربية للأندية 2023، رغم تصدره لقائمة هدافي الدوري السعودي مرتين.

بنزيما.. بطل بالأرقام

مسيرة بنزيما باتت أكثر ثراءً بعد إضافة اللقبين المحليين مع الاتحاد، لتشمل بطولات كبرى أبرزها:

دوري أبطال أوروبا (5 مرات) وكأس العالم للأندية (5 مرات) والدوري الإسباني (4 مرات) والدوري الفرنسي (4 مرات) وكأس ملك إسبانيا (3 مرات) والسوبر الأوروبي والإسباني والفرنسي بإجمالي (10 ألقاب) وبطولتان دوليتان مع فرنسا (دوري الأمم الأوروبية ويورو تحت 17 سنة).

وعلى الرغم من خروجه من ريال مدريد وفي جعبته 34 لقبًا، فإن اللاعب الفرنسي وجد في الملاعب السعودية فرصة لاستعادة بريقه، وتحقيق أرقام جديدة تعيد تشكيل مكانته التاريخية.

رونالدو.. الأهداف لا تصنع بطولات

في المقابل، كان طريق رونالدو أكثر وعورة مع النصر من حيث التتويج، فرغم حفاظه على بريقه كهداف لا يُضاهى، لم تُترجم أهدافه إلى بطولات كبرى، رصيده توقف عند:

دوري أبطال أوروبا (5 مرات) وكأس العالم للأندية (4 مرات) والدوريات الكبرى (7 ألقاب مع مانشستر يونايتد، ريال مدريد، يوفنتوس) وبطولات الكأس والسوبر في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال ويورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده والبطولة العربية مع النصر (1 مرة)

لكن رغم هذه الإنجازات، غابت الألقاب المحلية السعودية عن سجله، ليمنح بنزيما الأفضلية من حيث البصمة في المنافسات المحلية خلال المرحلة الحالية.

التتويج يسبق التهديف

رونالدو قد يكون أكثر تسجيلاً، لكنه أقل تتويجًا في التجربة السعودية. هذا هو الفارق الذي حسّنه بنزيما بأداء جماعي حاسم، واختيارات هجومية مؤثرة، أعادت الاتحاد لمنصات التتويج، ورفعت اسمه في سجلات الأكثر فوزًا بالألقاب في العصر الحديث.

إنه تفوق بالمعنى الكامل يحققه كريم بنزيما، لا سيما في ظل اعتراف زملاءه في كتيبة الاتحاد بأسلوب قيادته المنفرد ومساعدته لهم على تحقيق الألقاب واللعب الجماعي، فبينما يطارد البعض المجد بالأهداف، يحسمه آخرون بالألقاب.