لماذا قرر لامين يامال سحب سرواله؟ هل حان الوقت للنضوج؟

“انزل بنطالك!”
كلمتان فقط نشرهما لامين يامال على حسابه بعد ملحمة إسبانيا وهولندا في دوري الأمم الأوروبية في العام الماضي 2024، ومعهما صورة للنجم الهولندي رافائيل فان دير فارت، ليشعل مواقع التواصل بردّ ساخر على انتقادات الأخير، ويثير موجة من الانقسام: هل كانت تصرفًا ظريفًا؟ أم خروجًا عن وقار النجومية؟
القصة بدأت بتصريحات صادمة من فان دير فارت، صانع ألعاب ريال مدريد وتوتنهام السابق، عقب تعادل المنتخبين 2-2 في ذهاب ربع النهائي، إذ قال: “لامين يامال بدأ يتصرف وكأنه أكبر من عمره، سرواله منخفض، لا يضغط على الخصم، وحركاته لا تُقنعني.. عليه أن يتواضع ويُثبت نفسه كل دقيقة“.
تصريحات أثارت الجدل فورًا، خاصة وأنها وُجِّهت إلى لاعب برشلونة الذي لم يتجاوز السابعة عشرة بعد، لكن الرد لم يتأخر.
Lamine Yamal of Spain celebrates after scoring the team’s third goal during the UEFA Nations League Quarterfinal Leg Two match between Spain and Netherlands at Mestalla stadium in Valencia, Spain, on March 23, 2025. (Photo by David Aliaga/NurPhoto via Getty Images)
في مباراة الإياب، عاد يامال ليصنع الفارق في واحدة من أكثر المواجهات إثارة، وسجل هدفًا في الوقت الإضافي، رغم أنه أضاع ركلة جزاء لاحقًا، قبل أن تحسم إسبانيا التأهل بركلات الترجيح 5-4.
عندما أشعل لامين يامال الجدل بسبب بنطاله!
بعد المباراة، لجأ النجم الشاب إلى منصات التواصل الاجتماعي، وكتب منشورًا جاء فيه: “انزل سروالك، هدف، ركلة جزاء ضائعة، نصف نهائي، هههههه.. هيا إسبانيا!”
وأضاف صورة لفان دير فارت، في حركة قرأها البعض على أنها انتقام ناعم، وآخرون رأوا فيها تصرفًا لا يليق بلاعب على هذا المستوى.
ورغم أن جمهور برشلونة دافع عن نجمه الواعد، معتبرين أن الرد جاء في إطار الدعابة الساخرة، فإن فئة أخرى عبّرت عن انزعاجها من هذه الحركة، معتبرين أن “سحب السروال” يحمل في طياته قدرًا من الاستهزاء والابتذال، وربما ينم عن عدم نضج أو عدم إدراك لقيمة الصورة العامة التي يبنيها النجم عن نفسه، خاصة في هذا السن.
في المقابل، يرد مؤيدو لامين بأنه لا يزال مراهقًا يعيش تحت ضغط الأضواء، وأن الردود غير التقليدية أصبحت جزءًا من أدوات التعبير لدى الجيل الجديد، خصوصًا في عالمٍ تهيمن عليه منصات التواصل، ويُقاس فيه الحضور الرقمي بقدر الحضور في الملعب.
وفي النهاية، وبين من يرى أن تصرف يامال كان “لقطة خفيفة الدم”، ومن يراه إشارة إلى نقص في النضج أو الاحترافية، يبقى السؤال مفتوحًا؛ هل يحتاج النجم الصاعد إلى التوقف لحظة ومراجعة طريقة تعامله مع النقد؟ أم أن جيل اليوم يصنع قواعده الخاصة ويكسر الصور النمطية؟
الجواب ربما لن يأتي اليوم، لكن المؤكد أن لامين يامال لا يكتفي بكتابة اسمه في سجلات الأرقام… بل يكتبه بأسلوبه، حرفًا وحركة.
إحصائيات مواهب الدوري الإسباني