أطفال الشارع يعبرون عن رغبتهم في أن يصبحوا مثل لامين يامال

أطفال الشارع يعبرون عن رغبتهم في أن يصبحوا مثل لامين يامال

اختتم لامين يامال موسمه المحلي مع برشلونة، لكنه لم يُنهِ بعد موسمه الأهم مع من كانوا يرونه كل يوم في شوارع حيّه.. عاد الفتى المعجزة إلى “روكافوندا”، الحي المتواضع الذي شهد أول لمسات قدميه للكرة، فاستقبله مجتمعه الصغير بفخر لا يقل عن فخر كامب نو بأحد أبنائه.

الصفحة الأولى من صحيفة “ماركا” الإسبانية لم تُخفِ لهفتها: “لامين يا!”، وسط تصاعد التكهنات حول مستقبله مع برشلونة، بينما أكّد وكيله، خورخي مينديز، أن التجديد بات مسألة وقت قبل أن يُتم اللاعب عامه الثامن عشر في يوليو.

على الجانب الآخر، نفى ديكو، المدير الرياضي للنادي، أي مزاعم بخصوص طلب أن يكون يامال الأعلى أجرًا، رغم شائعات حول راتب قد يتجاوز 15 مليون يورو سنويًا.

لامين يامال – برشلونة

لامين يامال.. حين يتحول شارع فقير إلى أكاديمية تصنع التاريخ

لكن بين سطور تلك الأرقام الفلكية، يظل الطفل الذي تعلم لعب الكرة في شوارع ضيقة، ومباني بلا مصاعد، ونوافذ تطل على الأحلام أكثر من الواقع، في روكافوندا، البلدة الواقعة شمال برشلونة، حيث يُصنف نصف السكان تقريبًا ضمن من يعيشون تحت خط الفقر، تُروى حكاية يامال الحقيقية.

في حيٍ مليء بوجوهٍ من 88 جنسية، بأفران العرب وبقالات أفريقية، وبعائلات تكافح يوميًا لسداد إيجارات بالكاد تُطاق، ظهرت موهبة يُقال عنها الآن إنها “الأفضل في تاريخ الكرة الحديثة” بين المراهقين.

داخل ملعب كرة القدم البلدي، كتب أحدهم على الجدران: “في روكافوندا، نحتاج إلى مزيد من لامين يامال، وأقل من قرارات الإخلاء“، فبينما يكافح الكثيرون للبقاء، يمنح يامال الحيّ أملًا جديدًا، ويصبح أي طفل يركل الكرة هناك، مشروع حلم قابل للتحقيق.

محمد قدوري، طفل بعمر يامال تقريبًا، يرتدي قميص الأرجنتين في مفارقة عجيبة، يقول إن الجميع هنا يريد أن يكون مثله، الفتيات بدأن يلعبن الكرة، لا لأنهن أردن كرة القدم، بل لأن يامال أثبت أن من يخرج من شوارع روكافوندا يمكنه أن يدخل تاريخ اللعبة.

ويضيف صديقه داميا كاستيلو: “حين يعود لامين لزيارة عائلته، يتحدث إلينا كشخص عادي، لا كنجم. هو من هنا، ونحن كذلك. وهذا يكفي لتحفيز أي طفل كي يقول: ربما أكون أنا يومًا ما”.

في الحقيقة، مهارات يامال لم تولد في أكاديمية “لاماسيا”، بل في تحديات الشوارع حيث كان يلعب مع أطفال أكبر وأقوى، يقول أحد أصدقاء العائلة، محمد بن سرغين: “لامين تعلّم بسرعة لأنه كان يواجه خصومًا أقوى منه بدنياً، لكنه أذكى. وهكذا صُقلت موهبته”.

في مطعم عمه عبدول “بار فاميليا 304″، يعلّق الكأس الصغير نسخة بلاستيكية من كأس العالم بجوار صور لامين يامال وقمصانه، قد يكون الحلم ما زال بعيدًا، لكن في عيون أطفال الحي، الكأس بات قاب قوسين.

حكاية يامال تبدأ من ثلاثين عامًا، حين قدمت جدته فاطمة من المغرب، وعملت في دار مسنين لتكفل سبعة أبناء في أرض جديدة، والدته شيلا إيبانا من غينيا الاستوائية، وعندما انفصلت عن والده، انتقلت بابنها إلى بلدة قريبة وسجّلته في نادٍ صغير يُدعى “لا توريتا”.

في ذلك النادي الصغير، لا تزال صور يامال معلقة على النوافذ.. من طفل في الخامسة إلى نجم تتسابق الأندية لتوقيعه، يقول رئيس النادي: “جاء إلى هنا صغيرًا جدًا، لكنه كان مميزًا منذ اليوم الأول. وما زال كذلك”.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني