دهس كل من صادفه – حادث مروع خلال احتفال ليفربول بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز

دهس كل من صادفه – حادث مروع خلال احتفال ليفربول بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز

ما بدأ كاحتفال صاخب ومهيب بلقب الدوري الإنجليزي العشرين في تاريخ نادي ليفربول، انتهى بمشهد دموي مأساوي لن يُنسى، في مساء الإثنين 26 مايو 2025، وتحديدًا بعد الساعة السادسة مساءً، انقلبت أجواء البهجة في شارع “ووتر ستريت” وسط مدينة ليفربول إلى فوضى ورعب، بعدما اقتحمت سيارة حشدًا من المشجعين، لتُسقط عدة مصابين وسط صيحات الذهول والهلع.

بحسب ما أكدته شرطة ميرسيسايد، فقد تلقت بلاغات بعد السادسة مساء بقليل، تفيد باقتحام مركبة لمجموعة من المشاة في شارع ووتر – أحد أكثر النقاط ازدحامًا في مسار موكب التتويج.

الفيديوهات التي التقطها جمهور الريدز أظهرت لحظات مرعبة، حين اندفعت سيارة كبيرة تُصدر صوت صفير متواصل، وهي تشق طريقها عبر الحشود، لتصطدم بعدد من الأشخاص، قبل أن تتوقف في موقع الحادث وتعتقل الشرطة السائق.

محمد صلاح – ليفربول – (المصدر:Gettyimages)

السائق المعتقل تبين لاحقًا أنه رجل بريطاني أبيض يبلغ من العمر 53 عامًا، من سكان منطقة ليفربول، تم احتجازه فورًا، بينما هرعت خدمات الطوارئ إلى المكان، وتم نشر طائرة هليكوبتر تابعة لمؤسسة الإسعاف الجوي في شمال غرب البلاد.

“كنا مثل السردين”.. شهادات من جحيم ليفربول

من قلب الزحام، انطلقت روايات الشهود الذين عايشوا الحادث عن قرب، أحدهم، هاري رشيد، البالغ من العمر 48 عامًا من سوليهل، روى المشهد بكلمات مأساوية: “وقع الحادث على بُعد عشرة أقدام فقط من مكاننا، كنا لا نملك حرية الحركة وسط الزحام، وفجأة اندفعت السيارة من جوار سيارة إسعاف متوقفة، لتدهس الناس بجوارنا، كان الأمر أسرع من أن يُصدق”.

تشيلسي يوين، واحدة من جماهير ليفربول التي كانت تحتفل مع صديقتها وشريكها، وصفت اللحظة قائلة: “كنا مثل السردين في علبة، ثم سمعنا صراخًا، ورأينا السيارة تتجه مباشرة نحونا. قفزنا من الطريق وسحبنا طفلة صغيرة معنا. لم أتمكن من التوقف عن الارتعاش منذ ذلك الحين”.

سرعان ما فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا واسعًا على شارع ووتر، وأغلقت الطرق المؤدية إليه، وصلت سيارات الإسعاف والإطفاء بسرعة، وتم التعامل مع الإصابات في الموقع، شوهد أربعة مصابين على الأقل يُنقلون على نقالات، بينما كان رجل آخر يتكئ بشدة على ضابط شرطة لتثبيت توازنه.

وفي بيان رسمي، أكدت شرطة ميرسيسايد: “تم الاتصال بنا بعد الساعة السادسة مساءً. أُبلغنا بأن سيارة صدمت عدة مشاة في شارع ووتر. تم توقيف السيارة في مكان الحادث واعتقال رجل. التحقيق مستمر بالتعاون مع شرطة مكافحة الإرهاب في شمال غرب البلاد”.

ردود الفعل على كارثة ليفربول.. صدمة على أعلى المستويات

توالت ردود الأفعال من المسؤولين، حيث علّق رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على الحادث قائلًا: “المشاهد في ليفربول مروعة. أفكاري مع كل المصابين أو المتضررين. أشكر الشرطة وخدمات الطوارئ على استجابتهم السريعة. علينا أن نتيح لهم المجال الكامل للتحقيق”.

كما صرحت وزيرة الداخلية إيفون كوبر بأنها تتلقى تحديثات متواصلة، مؤكدة أن الأمن الوطني يتعامل مع الوضع بأقصى درجات الجدية.

في بيان رسمي صدر عن نادي ليفربول، جاء فيه: “نحن على اتصال مباشر مع شرطة ميرسيسايد بشأن الحادث الذي وقع في شارع ووتر بعد نهاية موكب التتويج. أفكارنا وصلواتنا مع كل من تأثروا بهذا الحادث المروع. سنواصل تقديم دعمنا الكامل لخدمات الطوارئ”.

بين هتافات الفرح وصراخ الفزع.. الجماهير في صدمة

امتزجت أصوات الهتافات المدوية بلقب الدوري، مع صرخات الألم والمفاجأة، حيث عبّر الآلاف من مشجعي ليفربول عن غضبهم ودهشتهم من وقوع مثل هذا الحادث في يوم كان من المفترض أن يُخلّد في ذاكرة الجماهير.

اللاعب نيكو ويليامز نجم نادي أتلتيك بلباو كان من أول المعربين عن آسفهم عن تلك الحادثة الكارثية، حيث كتب عبر حسابه على منصة “إكس”: “يا له من وضيع! في يوم كان من المفترض أن يكون مميزًا لكل من ينتمي إلى ليفربول، يأتي هذا الشخص ويرتكب فعلته. دعواتي بالسلامة للجميع”.

كان اليوم قد بدأ في أجواء احتفالية رائعة، حيث انطلقت الحافلة المكشوفة للريدز من متاهة أليرتون، مرورًا بطريق كوينز درايف، وصولًا إلى ستراند، وسط حشود قدرت بمئات الآلاف، اللافتات، الأعلام، الأهازيج، وعبارات “الأبطال” غطّت كل زوايا المدينة، لكن ما إن اقتربت الشمس من المغيب، حتى سقطت المدينة في دوامة لا أحد كان يتوقعها.

لحظة فرح في ليفربول سرقها الآلم

حتى اللحظة، لم تصدر الشرطة أي معلومات رسمية حول الدافع وراء الحادث، وإن كان ثمة شبهات حول كونه متعمدًا. يتم التحقيق مع المتهم البالغ من العمر 53 عامًا، وتقوم شرطة مكافحة الإرهاب بدعم التحقيقات، في حين يتواصل البحث عن خلفيات الحادث.

View this post on Instagram A post shared by The Guide Liverpool (@theguideliverpool)

ما جرى في شارع ووتر مساء الإثنين لم يكن مجرد حادث سير، بل كان طعنة في قلب مدينة احتفلت بإنجاز تاريخي، مشاهد الدم، والنقالات، وصرخات الأطفال، ستظل حاضرة في أذهان كل من شاركوا في الموكب.

ورغم أن ليفربول توّج نفسه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين، فإن الحفل الذي انتظرته المدينة طويلاً انتهى نهاية حزينة، تُذكّرنا بأن الفرح في كرة القدم قد يُسرق في لحظة من الفوضى.