توقيت موضع جدل: لماذا ظهرت قضية حكيمي قبل إعلان الفائز بالكرة الذهبية؟

توقيت موضع جدل: لماذا ظهرت قضية حكيمي قبل إعلان الفائز بالكرة الذهبية؟

في الوقت الذي يتألق فيه الدولي المغربي أشرف حكيمي على المستطيل الأخضر، وتتصاعد حظوظه للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، تعود إلى الواجهة مجددًا قضيته القديمة المرتبطة باتهاماتٍ بالاغتصاب، رغم أن “أسد الأطلس” أثبت براءته في وقتٍ سابق.
وأعادت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، فتح هذا الملف، بعدما أكدت في تقرير لها أمس الجمعة، أن مكتب المدعي العام في “نانتير” قدّم طلبًا رسميًا لمحاكمة أشرف حكيمي، بتهمة الاغتصاب، في تطور جديد للقضية التي تعود إلى فبراير/شباط 2023.
ويطرح هذا الأمر، تساؤلات جدية حول دوافع التوقيت، ودور الإعلام الفرنسي في تغذية الجدل، خاصةً وأنه يأتي في خضم السباق على الكرة الذهبية، حيث يُعد حكيمي أحد أبرز المرشحين إلى جانب زميله ديمبيلي ولاعب برشلونة الشاب لامين يامال.
ورغم أن القضية تعود إلى 2023، إلا أن التركيز الإعلامي عاد فجأةً، بالتوازي مع تداول اسمه في قوائم الترشيحات النهائية للجائزة الأهم فرديًا في عالم كرة القدم.

أشرف حكيمي (تصوير: عمر الناصيري)

وهذا التزامن دفع كثيرين للتساؤل: هل المسألة مجرد إجراء قضائي طبيعي، أم أن هناك من يسعى للتأثير على صورة اللاعب ومكانته الجماهيرية؟

تغطية إعلامية متواصلة ومثيرة للتساؤلات

الصحافة الفرنسية ــ رغم محافظتها نسبيًا على لهجة محايدة ــ لم تُغفل الجانب الإنساني والإعلامي من شخصية حكيمي، حيث ترافق كل تطور في القضية بسرد لإنجازاته، كفوزه بالدوري الفرنسي، ودوري أبطال أوروبا، وتألقه المستمر مع منتخب المغرب.
وهذا التوازن في التغطية لم يمنع بعض المتابعين من اتهام الإعلام الفرنسي بمحاولة استهداف اللاعب، خاصة في ظل تغطية خجولة للنجاحات الرياضية مقابل تسليط الضوء على الاتهامات القديمة، رغم غياب حكم نهائي أو أدلة قاطعة.

هل تُستغل شهرة حكيمي لتشويه صورته؟

في يناير 2025، كسر أشرف حكيمي صمته حول القضية، ووصف ما يتعرض له بـ”محاولة ابتزاز”، معتبرًا أنه “هدف سهل بسبب نجاحه”. وهذه التصريحات كانت بمثابة إشارة إلى ما قد يراه اللاعب حملة ممنهجة لتقويض سمعته مع اقترابه من قمة المجد الكروي.

رغم ذلك، لم يمنع موقفه الإعلامي المحكمة من مواصلة الإجراءات، وسط متابعة كثيفة من وسائل الإعلام الفرنسية، التي بدت حريصة على ملاحقة كل تفصيلة صغيرة، حتى في ظل صمت المشتكية ورفضها الظهور الإعلامي منذ البداية.

الكرة الذهبية… والظل الثقيل للقضية

من الناحية النظرية، لا يوجد ما يربط بشكل مباشر بين إثارة القضية الآن وترشيح حكيمي للكرة الذهبية، إلا أن إعادة تسليط الضوء على القضية في هذا التوقيت تحديدًا قد تؤثر بشكل غير مباشر على تصويت الصحفيين والمحللين الذين يشاركون في اختيار الفائز بالجائزة.

فالكرة الذهبية، رغم أنها جائزة رياضية، إلا أن صورتها ترتبط أيضًا بالسلوك العام للاعبين، وأي قضية قانونية ــ حتى لو لم تصل إلى حكم نهائي ــ قد تُستخدم لتبرير تفضيل لاعب على آخر، ما يثير مخاوف من أن يصبح الملف القضائي ورقة ضغط ناعمة على حكيمي.

تطور قانوني أم حملة إعلامية خفية؟

في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع قرار قاضي التحقيق بشأن إحالة حكيمي إلى المحاكمة أو حفظ القضية، تبقى الأسئلة مشروعة: هل ما يحدث مجرد صدفة؟ أم أن وسائل الإعلام الفرنسية – عن قصد أو غير قصد – تقود حملة خفية ضد حكيمي؟
بالطبع لا يمكن إعطاء إجابة واضحة، لكن في ظل تألق حكيمي مع باريس سان جيرمان، وتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى حضوره اللافت مع المنتخب المغربي، أضحت قصته تحمل أبعادًا تتجاوز المستطيل الأخضر.