والد لامين يامال يعبّر عن فخره بجدارية ابنه

والد لامين يامال يعبّر عن فخره بجدارية ابنه

في عالم كرة القدم؛ حيث تتجه الأنظار فقط إلى سطوع النجوم الجدد، يبقى الآباء هم البناة الحقيقيون، لا يظهرون في الإعلانات، ولا يركضون في الملاعب، لكنّهم يشكلّون البنية الأساسية لتنشأة هذا النجم.

منير نصراوي، والد لامين يامال، نجم نادي برشلونة، سعى جاهدًا لبناء أرض صلبة يقف عليها نجله حين تشتد به عواصف الرياح، يشدد من أزره، يدعمه بكل ما أؤتي من قوة، ويوفر له كل سبل النجاح التي تجعلنا نقف اليوم أمام لاعب بمثل كل هذة الموهبة العقلية والرياضية.

في اللحظة التي قرر فيها النادي الكتالوني، أن يسلّم لامين إرث الرقم 10 باعطاءه القميص الذي حملُّه عظماء الفريق، أبرزهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، كان من الضروري أن توّثق بمشهد أنيق يليق ببراعة الموقف الذي يحمل فيه يامال شعلة المجد.

لامين يامال – برشلونة ضد ريال مدريد ( المصدر Gettyimages)

في حضرة الجدارية.. والد لامين يامال يتأمل مجده الشخصي في صورة ابنه

في حي روكافوندا، حيث نشأ لامين يامال، اتسعّت جدارية تحمل رمزية أكبر من كل المساحات، بصورة اللاعب الشاب، باعتبارها أيقونة في المكان الذي بدأ فيه كل شئ، حتى وصل إلى أكاديمية “لا ماسيا” ثم الفريق الأول في البارسا.

رغم قيمة الجدارية الفنية لكل ما تحمله من معاني عميقة أكثر من مجرد صور، باتت وكأنها لم تكتمل في انتظار أن يقف، رجل الظل، أمامها، كأنما أرادت الجدارية أن تحتضن والد لامين رفقة رسومات نجله عليها.

الأب الذي زرع الحلم في قلب ابنه وسهر على سقيه، حتى أينعت الجذور وامتدت أطراف الشجرة إلى منصات العالم، ليأتي ويقف أمام الجدارية في مشهد أكبر من مجرد لحظة التًقطت بعدسة كاميرا، بل مشهد إنساني يعرب عن الفخر والأبوة.

وقفة نصراوي أمام الجدارية وعيناه مليئة بالعاطفة، وكأنها تقول كل ما يُمليه عليها قلبه، يقول أنا من عِشت كل هذا معه، أنا من كنت نصيره الوحيده حين لم يكون أحدًا، أنا صوت الهتاف حين لم يكن هناك جمهور، ولا مدرجات، ولا كاميرات تركض خلفه، أنا أول من آمن به.

في روكافوندا، وُضعت الصورة، ووقف الأب.. وتجلى المعنى؛ الحلم لا يُحقق وحده، بل يرتقي على أكتاف الآباء أولًا.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني