4 عقبات تواجه كوزمين في سعيه لقيادة الإمارات نحو حلم كأس العالم

4 عقبات تواجه كوزمين في سعيه لقيادة الإمارات نحو حلم كأس العالم

يخوض منتخب الإمارات بقيادة المدرب الروماني كوزمين أولاريو مرحلة حاسمة في مشواره نحو التأهل إلى كأس العالم 2026، حيث ينتظر “الأبيض” مواجهتان ناريتان ضد منتخبي عمان وقطر في أكتوبر المقبل.

وأسفرت قرعة الملحق الآسيوي لبطولة كأس العالم 2026، عن وجود المنتخب الإماراتي في المجموعة الأولى رفقة قطر وعمان.

ورغم التفاؤل الكبير من الجماهير الإماراتية بقدرة كوزمين على إعادة المنتخب إلى الواجهة القارية والدولية، إلا أن الطريق إلى المونديال لن يكون مفروشًا بالورود، حيث تنتظر المدرب الروماني 4 تحديات قد تصنع الفارق بين حلم التواجد في أمريكا وكندا والمكسيك، وواقع الإخفاق الذي لا تحتمله جماهير الإمارات.

ويستعرض 365scores في التقرير التالي 4 تحديات تنتظر كوزمين والإمارات في طريقهم لتحقيق حلم المونديال.

الإعداد الجيد.. مفتاح البداية

يدرك المدرب الروماني كوزمين جيدا أن النجاح في هذه المرحلة المفصلية يبدأ من التحضير الفني والبدني والنفسي للاعبي منتخب الإمارات خلال المعسكرات المقبلة، خصوصا قبل خوض مباراتي عمان وقطر.

الأبيض الإماراتي بحاجة ماسة إلى استغلال فترة التحضير المقبلة بأفضل شكل ممكن، حيث يخوض معسكرا في الفترة من 25 يوليو لـ 5 أغسطس، ويتعين على كوزمين رفع معدل الانسجام والتفاهم بين عناصر الفريق، خاصة في ظل وجود عناصر شابة وأخرى مجنسة جديدة قد تشارك لأول مرة تحت قيادته.

المدرب الروماني يمتلك خبرة واسعة في الكرة الخليجية، وقد سبق له قيادة منتخبي السعودية والإمارات، فضلًا عن تجربته مع أندية كبيرة مثل العين وشباب الأهلي، لكنه يواجه اليوم تحديا مختلفا تماما، عنوانه: “لا مجال للخطأ”.

منتخب الإمارات (المصدر:Gettyimages)

الضغط الزمني.. مباراتان في 3 أيام

من أكبر التحديات التي تواجه كوزمين ومنتخب الإمارات في ملحق تصفيات آسيا لكأس العالم 2026 هو الضغط الزمني بين المباراتين المصيريتين أمام عمان وقطر.

ويخوض المنتخب الإماراتي مباراته الأولى أمام عمان في 11 أكتوبر، قبل أن يصطدم بمنتخب قطر في 14 أكتوبر، أي بفاصل زمني لا يتجاوز 72 ساعة.

هذا الجدول الضاغط يفرض على كوزمين إدارة المجهود البدني والتدوير بين اللاعبين بحكمة شديدة، لتفادي الإرهاق الذي قد يؤثر على أداء المنتخب في المباراة الثانية والتي من المرجّح أن تكون الحاسمة في مسألة التأهل.

وما يزيد من صعوبة هذا التحدي، هو أن منتخب قطر سيخوض مباراته أمام عمان يوم 8 أكتوبر، أي أنه سيحصل على راحة إضافية تصل إلى 6 أيام قبل مواجهة الإمارات، مما يمنحه أفضلية من حيث الاستشفاء والتحضير التكتيكي.

وعلى كوزمين أن يضع في حسبانه هذه المعطيات خلال التخطيط، سواء باختيار التشكيلة الأساسية أو وضع خطة بديلة تحسبًا لتراجع المستوى البدني لبعض العناصر.

التشكيلة المثالية.. بين الوفرة والحيرة

يمتلك منتخب الإمارات لأول مرة منذ وقت طويل عمقا جيدا في قائمة اللاعبين، بعد فتح الباب أمام انضمام لاعبين جدد من المجنسين الذين لعبوا 5 سنوات في دوري أدنوك، إلى جانب عودة بعض اللاعبين من الإصابة وتطور مستوى بعض العناصر الشابة.

ورغم أن هذه الوفرة تعد نعمة لأي مدرب، فإنها قد تتحول إلى تحدٍ كبير في اختيار التشكيلة المثالية، خصوصا أن الفوارق بين بعض اللاعبين ليست كبيرة، وقد لا يكون الجميع في أعلى مستويات الجاهزية الفنية والبدنية.

كوزمين سيكون مطالبا باتخاذ قرارات حاسمة وصعبة، تتعلق بمن سيبدأ أساسيًا، ومن سيبقى على دكة البدلاء، ومن سيستبعد تماما.

كما أن عليه خلق توليفة متوازنة بين عناصر الخبرة واللاعبين الجدد، دون التأثير على التجانس العام داخل المجموعة.

ويتوقع أن تشهد التشكيلة النهائية مزيجا بين لاعبين خاضوا مباريات سابقة تحت قيادة كوزمين، وآخرين لم يظهروا بعد بقميص “الأبيض”، وهو ما يتطلب حسن إدارة فنية ونفسية كبيرة من المدرب الروماني.

الضغط الجماهيري والإعلامي.. السلاح ذو الحدين

في ظل حالة الترقب والتفاؤل التي تسود الشارع الرياضي الإماراتي، سيكون على كوزمين ولاعبيه التعامل مع ضغط جماهيري كبير، خاصة في مباراة قطر التي يتوقع أن تكون مباراة الحسم في مشوار التأهل.

هذا الضغط قد يكون حافزا كبيرا لتقديم أفضل أداء وتحقيق الانتصار، لكنه قد يتحول إلى عامل سلبي إذا لم يحسن المنتخب إدارة اللحظات الصعبة داخل المباراة، أو إذا تأخر في التسجيل وارتفعت وتيرة القلق بين الجماهير.

المدرب كوزمين سبق أن تعامل مع أجواء مماثلة في مشواره التدريبي، ويدرك أهمية تجهيز اللاعبين نفسيا للتعامل مع مثل هذه الضغوط، إلى جانب خلق بيئة داخل المعسكر تتسم بالهدوء والتركيز والابتعاد عن الضوضاء الخارجية.

كذلك، فإن التعاطي الإعلامي مع المنتخب في هذه المرحلة سيكون حساسا، ويحتاج إلى تنسيق وثيق بين الاتحاد والجهاز الفني، للحفاظ على استقرار المجموعة وتفادي أي مؤثرات خارجية سلبية.

في النهاية، المنتخب الإماراتي يقف أمام مرحلة حاسمة في مشواره نحو كأس العالم 2026، ومع وجود مدرب بخبرة كوزمين، وتوفر أدوات النجاح في أيدي “الأبيض”، فإن التفاؤل مشروع، لكن النجاح يتطلب العمل المنظم وتجاوز هذه التحديات الأربعة.

فهل ينجح كوزمين في قيادة الإمارات إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخها؟، الإجابة ستتضح بين 11 و14 أكتوبر، حين يحسم كل شيء داخل المستطيل الأخضر على الأراضي القطرية.