فالفيردي يسبب ارتباكاً لحلاق ريال مدريد في ميامي

بين ضجيج استعدادات لاعبو فريق ريال مدريد في فندق الإقامة بمدينة ميامي الأميركية، خلال خوض منافسات بطولة كأس العالم للأندية 2025، كان هناك رجل واحد يقوم بعملًا من نوع آخر، مستخدمًا أداته: المقص.
أليخاندرو أوليفا، الحلاق الذي بدأ من حي فوينلابرادا المدريدي، وجد نفسه فجأة في قلب ميامي، بعدما تلقى رسالة نصية قصيرة أرسلها له الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي نجم النادي الملكي، والتي كتب فيها: “لا تتوتر، لكن الرقم 10 يريد أن يقص شعره معك”.
رسالة عادية لكنها تحوّلت إلى لحظة ارتباك عظيم لرجل لا يزال يعيش حلمًا لم يستيقظ منه بعد.
(المصدر:Gettyimages)
سافر أوليفا، الذي يملك صالون “La Barbería de Oliva”، من إسبانيا إلى ميامي بعد أن حصل على دعوة شخصية من فيدي، الشخص الذي لا تربطه به مجرد علاقة لاعب بحلاق، بل صداقة جمعتهما قبل عدة سنوات، وكان ذلك عندما قام أوليفا شعر مولود فالفيردي الأول، بينيسيو في إحدى مستشفى مدريد، على نهج أحد التقاليد القديمة في موطن اللاعب، الأوروجواي.
حلاق يعيش لحظات الحلم في ريال مدريد بسبب فالفيردي
قضى أوليفا أكثر من عشر ساعات متواصلة وهو يتنقل بين غرف اللاعبين والجهاز الفني والمعالجين في فندق اقامتهم، كان ذلك بالتحديد قبل لقاء يوفنتوس في دور الستة عشر من بطولة كأس العالم للندية 2025.
قدم الحلاق خدماته بروح طيبة، كما أنه حرص على أن لا يتحدث عن كرة القدم مع اللاعبين، وفضّل معاملتهم كأشخاص عاديين.
يقول أوليفا: “الأمر لا يتعلق بالشكل فقط، بل بالطقوس. قصات الشعر أصبحت طقسًا نفسيًا، جزءًا من التحضير الذهني للمباريات”.
لكن اللحظة التي جعلت يد أوليفا ترتجف، كما وصفها بسخرية، كانت عندما أخبره فالفيردي أن “الرقم 10” –لوكا مودريتش– يريد الجلوس على كرسيه وحلاقة شعره.
View this post on Instagram A post shared by 💈La Barbería de Oliva💈 (@labarberiadeoliva)
قال ضاحكًا: “كنت على وشك فقدان السيطرة… لوكا هو حلم، كنت مستعدًا لأقص شعره مجانًا، فقط مقابل قميصه”.
الرحلة لم تكن رحلة عمل فقط، بل هدية من فالفيردي نفسه، الذي تكفّل بتكاليف الطيران والفندق والسيارة.
بينما قرر القائد داني كارفاخال، دفع أجر الحلاقة، ليُضيف أوليفا: “عادةً، القائد هو من يدفع عندما أقوم بقص شعر اللاعبين والفريق بالكامل، هم يتعاملون بودّ، وأنا أقدّر ذلك”.
حلاق ريال مدريد في ميامي ليس مجرد رجل يحمل المقص، بل شاهد على لحظات شخصية ومميزة بين النجوم بالنادي الملكي.
هو صاحب بصمة المظهر، قادرًا على صنع ذاكرة لا تُنسى للاعبين قبيل نزولهم إلى ساحة المعركة.
يذكر أن أوليفا شارك، دون أن يلمس كرة، في نهائيي دوري أبطال أوروبا وكأس أوروبا، حيث كان الحلاق الرسمي في مونديال قطر.
بعد ذلك، اختتم حديثه بابتسامة: “بصراحة، لست هنا من أجل المال، أنا هنا لأن لديّ شغفًا، لأن لاعبي ريال مدريد أصبحوا أصدقاء، وبعضهم أصبح عائلتي. أحلم بقص شعر مودريتش قبل أن يعتزل… وأثق أن هذا اليوم سيأتي”.