وفاة ديوجو جوتا: هرب من الطائرة بسبب مرضه فواجه الموت في الطريق.

حينما يعتقد المرء أنه اختار طريق الهروب من القدر؛ سيصطدم لاحقًا بحقيقة أن لا مفر منه، وهو ما لم يكن يعلم به ديوجو جوتا، مهاجم ليفربول والمنتخب البرتغالي، أن الطريق الذي اختاره هربًا من الطائرة سيكون طريقه الأخير في الحياة.
تزوج ديوجو من حبيبة طفولته، روت كاردوسو، وبدا كمن أمسك بطوق نجاة قلبه في الحياة، بيدها الدافئة، وضحكاتها، احتفالاتهما معًا، خططهما للمستقبل، ولكن يبدو أن القدر والطريق الذي قرر جوتا أن يسلكه كان لهما رأي آخر.
في بدايات الخميس 3 يوليو 2025، تحولت سيارة اللامبورجيني الفارهة، إلى مجرد كتلة من اللهب على إحدى الطرق في شمال إسبانيا.
لم تودي الحادثة بحياة جوتا فقط، بل كان معه شقيقه الأصغر، أندريه، في رحلة اعتقدا أنها ستنتهي بالتقاط صورة سعيدة عندما يصلان إلى سانتاندير، ليركبا بعد ذلك عبارة تقلهما إلى بريطانيا.
بالفعل التُقطت الصورة لكنها كانت ذات شريطة سوداء بألوان داكنة.. باهتة، ومليئة بالصمت الحزين.
السماء رفضته والأرض ابتلعته.. نهاية مأساوية لـ ديوجو جوتا
بحسب العديد من التقارير الطبية الإنجليزية، قيل أن الأطباء نصحوه بعدم الطيران بعد جراحة رئوية أجراها مؤخرًا، فاختار البر والبحر بدلًا من السماء، وما درى أن السماء تنتظره بطريقتها.
View this post on Instagram A post shared by Diogo Jota (@diogoj_18)
انفجر أحد الإطارات الخاصة بالسيارة أثناء السير في الطريق، فانحرفت عن مسارها واصطدمت بالحواجز، لتنقلب وتشتعل.
لم تنجُ الأجساد، ولم تُمهل اللحظة قلب الأم، ولا عيون الزوجة التي لم تجف بعد من دموع الفرح؛ كان الصوت الوحيد الصادر هو صافرة سيارة الإسعاف ورجالها الذين وصلوا سريعًا، لكن الحياة كانت قد غادرت الجسدين.
كأن القدر كان يهمس بصوته الغير مألوف؛ “لا مفرٌ”.
هرب جوتا من الطائرة بسبب مرضه، كان خائفًا على جسده من ضغط الجو، فاطمأن للبر بخداعٍ هادئ، ثم باغته.
نعم؛ لا أحد يهرب من قدره، ولا من النصيب الإلهي، لا يمكن حتى مجرد تغييره، قد تُغير الواقع لكنك أبدًا لن تستطيع تغيير ما هو مكتوبًا عليك.

مهما ظننا أننا نملك القرار، نبقى في النهاية أسرى أقدارنا، التي تعرف متى تنهي الرواية، ولو في أوج السعادة.
في لحظة واحدة، توقّف الزمن.. انكسرت قلوب الجماهير، وانهالت التعازي، من ليفربول، ومن البرتغال، ومن كل من عرفوا أن ديوجو جوتا لم يكن مجرد لاعب، بل روحًا تنبض بالفرح، زوجًا حديث العهد بالأمل، وأبًا لثلاثة أطفال كانوا ينامون تلك الليلة آمنين.. دون أن يعرفوا أن والدهم لن يعود.
أجواء من الحزن تخيّم على الانفيلد اليوم.. العديد من الزائرين حضروا لوضع الزهور تخليدًا لديوجو جوتا 💐❤️ #جوتا #ليفربول #365ScoresArabic #أنفيلد pic.twitter.com/s3tsHfg9Yb— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) July 3, 2025
قبل 12 يومًا فقط، نشر ديوجو جوتا صورًا من زفافه وكتب: “أنا المحظوظ”، اليوم، تنشر زوجته صورًا للوداع.
تزوّجا في بورتو، المدينة التي شهدت بدايته وسعادته وكل آماله التي سعى لها.
وها هي تبكيه اليوم مع أمه إيزابيل وأبيه جواكيم، ومع كل من قال يومًا: هذا الفتى سيُسعد العالم بكرة القدم.
كان آخر ما كتبه جوتا على إنستجرام: “نعم… للأبد”؛ لكن الأبد لا يسكن الدنيا، بل يسكن السماء.
ولعل أجمل ما يقال اليوم؛ أن الموت، رغم قسوته، يعلّمنا أن لا نؤجل الحب، ولا نختار الطريق ظنًا منا أننا نحيد عن المكتوب.