زين الدين زيدان وعام الـ53 – البطل الذي حقق كل الألقاب لكنه فقد الأهم

زين الدين زيدان وعام الـ53 – البطل الذي حقق كل الألقاب لكنه فقد الأهم

زين الدين زيدان، اسم يرتبط دائمًا بكرة القدم، كلما سمعه مشجع الكرة ابتسم لا إراديًا، من رجل كتب فصول مجده بين السطور، لا فقط على الغلاف.

منح التاريخ زيدان ما لا يُمنح لغيره، رغم نهاية درامية لمسيرته في كرة القدم، لكن لا شك أن اللعبة الشعبية الأولى في العالم، مدينة بالكثير لأسطورة كرة القدم الفرنسية.

أسطورة كرة القدم الفرنسية، وأحد أعظم من لمس الكرة عبر التاريخ، يتم اليوم، 23 يونيو، عامه الـ53، وهو بعيد عن المجال الذي كتب فيه قصصًا لا يمكن أبدًا أن تُنسى.

زيدان رحل عن تدريب ريال مدريد في صيف 2021، ومنذ ذلك الحين وهو عاطل عن العمل، يرفض العديد من العروض، منتظرًا تحقيق حلمه بقيادة المنتخب الفرنسي.

لا شك أن زين الدين زيدان، هو الرجل المؤثر في كل مكان، صاحب الذهب، الذي شهد المستطيل الأخضر إبداعاته، من فرنسا إلى تورينو مرورًا بمدريد، والنهاية المأساوية في برلين.

زين الدين زيدان – جوني ستيكينو في يوفنتوس

اكتشف زيدان أحد الكشافين في فرنسا يُدعى “جون فيرو” من نادي كان، الذي كان مندهشًا من استثنائية موهبة زيزو، ووصفه بـ: “رأيت شابًا كانت يداه حيث يجب أن تكون قدماه”.

انضم زيدان إلى شباب كان الفرنسي، وبدأ يتطور تكتيكيًا، وشارك مع الفريق الثاني بشكل مباشر، وتحت قيادة المدرب جيل رامبيلون، كان التطور ملحوظًا للاعب الشاب، خاصة فيما يخص اللعب الجماعي.

في 20 مايو 1989، ظهر زيدان لأول مرة مع الفريق الأول لنادي كان، في عمر الـ16 عامًا، ولكن بعد ذلك ظل حوالي عام كامل دون المشاركة مع المدرب فرنانديز.

بروميراك، المدير الفني الجديد لكان، رأى أن زيدان يمكنه اللعب كصانع ألعاب، ولم يتردد في إعطاء زيزو الفرصة في موسم 1990-1991.

وفي 10 فبراير 1991، سجل في مرمى نانت أول هدف له في مسيرته الاحترافية، وبطريقة رائعة من فوق الحارس.

في الموسم التالي، هبط كان إلى الدرجة الثانية، فاوضه مارسيليا، وعُرض على موناكو، وفي عمر الـ20 عامًا انضم إلى بوردو.

زين الدين زيدان

ومع بوردو، تعرض للطرد أمام مارسيليا بسبب تدخلات ديسايي التي استفزته، ليرد بصفعة، جعلت الحكم يشهر البطاقة الحمراء الأولى في مسيرته.

في أغسطس 1994، ظهر زيزو لأول مرة بقميص المنتخب الفرنسي ضد التشيك في مباراة ودية، عندما دخل بديلًا والديوك متأخرون بثنائية نظيفة، ليسجل هدفين ويكتب شهادة ميلاد بأحرف من ذهب بقميص الديوك.

بدأ العالم ينتبه لزيدان، هناك شاب يقدم مستويات ممتازة في فريق فرنسي.

في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي ضد ميلان، تألق زيدان، ومع التأهل للنهائي والخسارة ضد بايرن، كان زيزو هو الأبرز، والجميع يتحدث عنه.

في صيف 1996، ورغم الانتقادات لزيدان في منتخب فرنسا ببطولة اليورو، انضم إلى يوفنتوس مقابل 3.5 مليون يورو.

لوتشيانو مودجي، المدير الرياضي ليوفنتوس، تحدث في كتابه عن التعاقد مع زيدان، وقال إن في المرة الأولى التي شاهده فيها بمقر النادي الإيطالي، كان يمضغ العلكة بفم مفتوح وبعود أسنان.

قال مودجي عن ذلك: “منذ تلك اللحظة لقّبته بجوني ستيكينو” .. ذلك كان عنوان أحد أهم الأفلام في السينما الإيطالية خلال فترة التسعينات.

ظل مودجي كلما يرى زيدان يلقبه بهذا اللقب، وهو يرى إبداعاته بقميص البيانكونيري.

تطور زيدان بدنيًا في يوفنتوس، مع المدرب جيان بيرو فينتروني، ولكن مع ليبي عانى عندما كان يلعب في وسط الملعب، وليس مركزه المحبب كصانع ألعاب، وهو ما جعل الصحف الإيطالية تتحدث عن فشل الصفقة.

ومع إصابة أنطونيو كونتي، حصل زيزو على فرصة اللعب كصانع ألعاب مع طريقة لعب 4-4-2 للمدرب ليبي، ليقود الفريق للفوز بكأس الإنتركونتيننتال، كأول لقب في تاريخه، ثم بعد ذلك الفوز بالسوبر الأوروبي.

لقب الدوري الإيطالي في ذلك الموسم، ورغم تراجع مستوى عدد كبير من اللاعبين، كان دوري أبطال أوروبا يمكن أن يُنسب الفضل فيه لزيدان، لكن في النهائي خسر يوفنتوس.

الفوز 4-1 على أياكس في إياب نصف النهائي، بمساهمات زيزو في 3 من 4 أهداف، كتب للفرنسي أداءً فرديًا هو الأفضل له في مسيرته حتى تلك اللحظة، قبل السقوط ضد دورتموند في النهائي.

5 سنوات لزيدان مع يوفنتوس، حقق فيها كل شيء، إلا دوري أبطال أوروبا، رغم خسارة نهائيين ضد بوروسيا دورتموند في موسمه الأول، ثم ريال مدريد في 1998.

مع يوفنتوس فاز زيزو بالكرة الذهبية، عندما توّج ببطولة كأس العالم 1998، لكن مع شائعات المنشطات والقضايا المتعلقة بلاعبي يوفنتوس، ظهر فلورنتينو بيريز.

حملة بيريز الانتخابية تجلب زيزو

لوتشيانو مودجي أكد في حديثه أن فلورنتينو بيريز اتصل به وطلب منه أن يكون زيدان اسمًا يستخدمه في حملته الانتخابية في ريال مدريد.

في ظل عدم رغبة زوجة زيدان “فيرونيكا” في الاستمرار بمدينة تورينو، وافق زيزو على الرحيل، وكان يرى يوفنتوس أن 77 مليون يورو مبلغ كبير يمكن من خلاله بناء فريق.

رحل زيزو، وتعاقد يوفنتوس مع بوفون وتورام ونيدفيد من بين آخرين، وتمكن من بناء فريق قوي سيطر على الكرة الإيطالية، قبل فضيحة الكالتشيوبولي في 2006.

رحلة زيدان مع ريال مدريد كانت مختلفة في بدايتها عن يوفنتوس، فقد حقق دوري أبطال أوروبا لأول مرة في مسيرته – والوحيدة – عندما سجل هدفه الخرافي أمام باير ليفركوزن في نهائي 2002، وجلب اللقب الذي استعصى عليه مرتين في البيانكونيري.

استمر زيزو في التألق، ورغم الخيبات في كأس العالم 2002 مع منتخب بلاده، واصل تقديم المتعة مع ريال مدريد.

في موسم 2003-2004، وصف زيدان الفترة التي خسر فيها الملكي الليجا ضد ديبورتيفو لاكورونيا بأنها الأسوأ في مسيرته، والدليل طرده في ليلة المواجهة الحاسمة بين الفريقين في مايو 2004.

ذلك الطرد كان الثاني عشر في مسيرته، والثاني مع ريال مدريد خلال موسمين فقط.

بعد الخسارة في يورو 2004 من اليونان، قرر زيدان الاعتزال الدولي، ولكن ما حدث في مدريد جعله يتراجع.

هذا يكفي في ريال مدريد!

موسم آخر مخيب للآمال في ريال مدريد جعل اللاعب الفرنسي يعلن تراجعه عن الاعتزال، وقال في تصريحات لـ “تيليفوت”: “الحمقى فقط من سيشعرون بالحزن الآن. لقد قررت العودة من الاعتزال الدولي”.

في موسم 2005-2006، قرر زيدان التركيز على منتخب فرنسا فقط، اللعب من أجل الديوك، واستغلال موسمه الأخير في مدريد لكي يكون في أفضل حال ببطولة كأس العالم 2006.

وأملى زيدان شروطه للمدرب دومينيك المدير الفني لفرنسا، أنه سيلعب في مراكز محددة فقط، كصانع ألعاب أو في الجانب الأيسر، ولن يتواجد في الجانب الأيمن.

عاد زيدان للمنتخب الفرنسي، ورغم البداية الكارثية للديوك، لكن عندما عاد زيزو، قادهم للتأهل إلى كأس العالم 2006.

رحيل بيريز عن ريال مدريد في فبراير جعله يفكر جديًا في عدم تجديد عقده مع النادي الملكي، لم يكن هناك دافع، مع هبوط الفريق فنيًا وخسارة الألقاب، فخرج زيزو ليعلن الاعتزال.

في أبريل 2006، أعلن زيدان أن بنهاية كأس العالم، سيعتزل كرة القدم، ولن يعود مجددًا سواء للمنتخب الفرنسي أو ريال مدريد، خاصة مع خروج الفريق بموسم صفري مرتين على التوالي.

زيدان فاز مع ريال مدريد بالدوري والأبطال، حقق ألقابًا، لكنه لم يكن سعيدًا في أيامه الأخيرة، بل في موسمه الأخير، حيث خرج بدون ألقاب للموسم الثاني على التوالي.

كأس العالم 2006.. خسارة كل شيء

قبل مونديال 2006، كانت الصحافة تشكك في قدرة المنتخب الفرنسي على الفوز باللقب، مع تقدم اللاعبين في العمر، بالإضافة للخلاف التكتيكي بين زيزو والمدرب دومينيك.

البعض كان يتحدث عن رونالدينيو وأن هذا هو عصر الساحر البرازيلي، ونهاية أسطورية زيدان الذي كان يفتن الجميع بمهاراته.

بدأ المونديال بتعادل سلبي أمام سويسرا، وتعادل إيجابي مع كوريا الجنوبية، وغياب رسمي عن مواجهة توجو الثالثة في دور المجموعات بسبب تراكم البطاقات.

زين الدين زيدان - أساطير ريال مدريد ضد بورتو
زين الدين زيدان – أساطير ريال مدريد ضد بورتو – المصدر: Gettyimages

تأهل منتخب فرنسا كوصيف من دور المجموعات، وأصبحت أي مباراة يمكن أن تكون الأخيرة لزيدان، والبداية من إسبانيا.

قبل المباراة بأيام، توفي جون فيرو، الذي اكتشف زيدان وضمه إلى كان في بداية مسيرته، وكأن ذلك الخبر الحزين لزيزو أشعل فتيل الشغف والحماس بداخله.

في مواجهة إسبانيا بدور الـ16، يصنع زيدان ويسجل ويفوز المنتخب الفرنسي 3-1، ثم التأهل لملاقاة البرازيل، وهنا يبدأ زيزو في الرد.

صاحب الـ34 عامًا في ذلك الوقت، واجه أبطال العالم وكأنه يلهو في شوارع باريس، يلعب كرة القدم بسهولة ويُسر بشكل غير طبيعي، أمام رونالدو ورونالدينيو وكاكا، ضد روبرتو كارلوس ولوسيو، أمام جيل كان يُرشحه الجميع للقب، كان زيزو يواجههم وحده.

عرضية لتيري هنري يسجلها مهاجم أرسنال، وتحسم كل شيء.. أيها السيدات والسادة، فرنسا في نصف النهائي، وهناك مباراة أخرى وربما اثنتان لزيدان في مسيرته.

يأتي نصف النهائي، ومن نقطة الجزاء، يُقصي زيدان زميله لويس فيجو وكريستيانو رونالدو، ويضع المنتخب الفرنسي في برلين، بنهائي كأس العالم.

مثلما كان الأمر مع بيليه، سيكون نهائي كأس العالم هو آخر مباراة في تاريخ زيزو، وبملعب برلين الأولمبي في ألمانيا، ضد إيطاليا، التي تعرف جيدًا زيزو، حيث كان “جوني ستيكينو” هناك.

زين الدين زيدان - كأس العالم 98
زين الدين زيدان – منتخب فرنسا

سجّل هدفًا بمخاطرة كبيرة أمام جيانلويجي بوفون، الذي جاء بسببه إلى يوفنتوس، ثم تعادل ماتيرازي. تستمر المباراة وتدخل إلى الأوقات الإضافية.

قبل 10 دقائق من النهاية، يسرع هوراسيو إيليزوندو إلى الحكم الرابع، ومن ثم يعود إلى الملعب ويُشهر البطاقة الحمراء في وجه زيدان.

ماذا حدث؟ لماذا لا يعترض زيدان؟ .. مشهد زيزو درامي، وهو يخرج رأسه للأسفل، وبجانبه كأس العالم، وفرنسا بالكامل لا تعلم كيف حدث ذلك.

جميع اللاعبين في الملعب ينظرون إلى زيزو، ويحاولون فهم ما حدث. هل انتهى كل شيء هنا؟ هل خسرنا لقب كأس العالم؟

بالفعل، خسرت فرنسا كأس العالم، وخسر زيدان كل شيء، لأنه قرر الرهان بكل شيء عندما أكد في تصريحاته التي أعلن فيها العودة للمنتخب الفرنسي.

خسرت فرنسا بركلات الترجيح، وظل الجميع يبحث عن سبب طرد زيدان.

نطحة ماتيرازي.. تكاثرت الأقاويل

تكاثرت الأقاويل حول ما قام به ماتيرازي، ولكن زيدان نفسه تحدث عن الواقعة وقال:

“الأم، الأخت… إنها كلمات قاسية جدًا، أنا رجل قبل كل شيء. هناك كلمات أحيانًا تكون أقسى من أن تتلقى لكمة مباشرة على وجهك”.

“أقولها بصوت عالٍ وواضح، أعتذر لكل من شاهد هذا المشهد، لكنني لا أعتذر لمن ارتكبت ضده الواقعة”.

لماذا لا يعود جوني ستيكينو؟

زيدان أنهى مسيرته كلاعب في 2006، وكان آخر لقب دوري أبطال حصل عليه ريال مدريد بقيادته في 2002.

عاد زيزو كمساعد مدرب مع أنشيلوتي في 2014، ليعود معه دوري الأبطال، وفي 2016 جاء خلفًا لبينيتيز كمدرب مؤقت، لكنه صنع الحدث 3 سنوات على التوالي.

تاريخ ريال مدريد في دوري الأبطال مدين لزيدان، ولكن ماذا عن يوفنتوس؟

البيانكونيري في 2018 كان قريبًا من التعاقد مع زيدان، لكن مكالمة فلورنتينو بيريز أعادته من جديد إلى سانتياجو برنابيو ليخلف سانتياجو سولاري.

رفض زيدان أن يخلف أليجري في يوفنتوس ويشرف على تدريب كريستيانو رونالدو، لأن قلبه ينبض بالأبيض، وريال مدريد في المقام الأول.

زين الدين زيدان - (المصدر:Gettyimages)
زين الدين زيدان – (المصدر:Gettyimages)

الآن أصبح ريال مدريد بعيدًا عن زيزو، ورغم أنه ينتظر المنتخب الفرنسي لخلافة ديدييه ديشامب، فإن يوفنتوس هو من يبدو في أمسّ الحاجة لزيدو، من أجل عودة البيانكونيري من جديد.

أرقام زيدان في مسيرته بالكامل

الفريقالمبارياتالأهدافالتمريرات الحاسمة
ريال مدريد 230 49 65
يوفنتوس 214 31 52
بوردو 179 39 36
كان 71 6 16
منتخب فرنسا 108 31 25

ألقاب زيدان كلاعب

الفريقالبطولة
بوردو كأس إنترتوتو الأوروبية
يوفنتوس الدوري الإيطالي مرتين
كأس السوبر الإيطالي
كأس السوبر الأوروبي
كأس الإنتركونتيننتال
كأس إنترتوتو الأوروبية
ريال مدريد الدوري الإسباني
كأس السوبر الإسباني مرتين
دوري أبطال أوروبا
كأس السوبر الأوروبي
كأس الإنتركونتيننتال
فرنسا كأس العالم
بطولة أمم أوروبا

ألقاب زيدان كمدرب

الفريقالبطولة
ريال مدريد الدوري الإسباني مرتين – كأس السوبر الإسباني مرتين – دوري أبطال أوروبا 3 مرات – كأس السوبر الأوروبي مرتين – كأس العالم للأندية مرتين