عندما أدرج برشلونة شرط “عدم عض اللاعبين” في عقد سواريز

عندما أدرج برشلونة شرط “عدم عض اللاعبين” في عقد سواريز

حين وقّع لويس سواريز مع برشلونة في صيف 2014، لم يكن التحدي الأكبر أمام النادي الكتالوني هو حسم الصفقة من ليفربول، بل كان إقناع الجماهير – وربما أنفسهم – أن مهاجمهم الجديد لن يستخدم أسنانه مجددًا داخل المستطيل الأخضر.

فالنجم الأوروجواياني، رغم موهبته التهديفية الفريدة، دخل تاريخ الكرة من باب غريب؛ ثلاث عضّات شهيرة، تركت ندوبًا حقيقية في ملفات الفيفا، وخوفًا واضحًا في دفاتر العقود.

حين وصل سواريز إلى كامب نو، كان لا يزال يُنفذ عقوبة الإيقاف التي فُرضت عليه بعد عضه لجورجيو كيليني في كأس العالم 2014.

لم تكن تلك الحادثة الأولى – سبقها “قضم” لبرانيسلاف إيفانوفيتش في البريميرليج، وعضة أخرى لعثمان باكال في الدوري الهولندي.

لويس سواريز – برشلونة
(المصدر:Gettyimages)

هذا السجل غير التقليدي، دفع برشلونة إلى تضمين بند فريد من نوعه في عقده، بحسب تقارير موثوقة آنذاك: “عدم العض تحت أي ظرف”.

“ممنوع العض”.. بند برشلونة في عقد سواريز

البند، الذي لم يُعلن رسميًا حينها، قيل إنه يمنح برشلونة الحق الكامل في فرض غرامة تصل إلى 5 ملايين يورو، بالإضافة إلى إمكانية إيقاف اللاعب داخليًا، إذا تورط في حادثة مشابهة مرة أخرى.

ورغم نفي الرئيس الأسبق جوسيب ماريا بارتوميو وجود البند في حينها، إلا أن خليفته، خوان لابورتا، أشار لاحقًا إلى أن كثيرًا من الأمور في فترة سلفه كانت “تفتقر للشفافية” – ما زاد من مصداقية تلك الشائعات في الصحافة.

امتلك سواريز في مسيرته ما يكفي ليكون نجمًا في كل فريق ارتداه، لكن مشكلته لم تكن أبدًا في قدميه… بل في “غريزته الهجومية” التي اتخذت طابعًا حرفيًا للغاية في بعض اللحظات.

حادثة كييليني، مثلًا، كلفته تسع مباريات مع منتخب بلاده، وإيقافًا كاملًا عن النشاط الكروي لمدة أربعة أشهر، وحتى عندما انتقل لبرشلونة، لم يكن النادي قادرًا على تقديمه رسميًا للجماهير في حفل تقليدي بسبب الحظر الدولي المفروض عليه.

ربما كان إدراج هذا الشرط هو أحد أنجح الرهانات القانونية في كرة القدم، فمنذ انضمامه إلى البارسا، لم يكرر سواريز أي حادثة عض، بل تحول إلى أحد أبرز المهاجمين في تاريخ النادي، وساهم بشكل مباشر في حصد العديد من الألقاب، أبرزها الثلاثية في موسمه الأول.

لكن الدرس الذي قد يُستفاد من هذه الواقعة يتجاوز سواريز نفسه؛ فحتى في عقود النجوم، قد تضطر الأندية إلى كتابة ما يبدو… “سخيفًا” لحماية نفسها من لحظة “عضّ” تفقد فيها الكرة عقلها.