أهمها الأهلي – هل أخفقت أمريكا في معالجة أزمة توقف المباريات بسبب العواصف؟

كان من المفترض أن تكون بطولة كأس العالم للأندية 2025 على أراضي أمريكا بمثابة “بروفة ذهبية” لكأس العالم 2026.
لكن، ويا لسخرية القدر، تحوّلت إلى مشهد فوضوي حيث تقاطع البرق مع التسلل، وتنافس المطر مع صافرة الحكم!
ففي أورلاندو وسينسيناتي ونيوجيرسي، لم تكن الفرق تُواجه خصومًا من قارات أخرى فحسب، بل أيضًا “عاصفة من التحديات المناخية”.
توقفات مفاجئة، إنذارات متأخرة، وأمطار رعدية لم تترك للمنظمين فرصة إلا الاختباء تحت مظلة الأعذار.
الأهلي ضحية العاصفة.. بطولة تُغرقها السماء قبل صافرة النهاية
تعددت حالات التأجيل خلال مباريات كأس العالم للأندية 2025، وسط أجواء مناخية مضطربة كشفت عن خلل واضح في قدرة المنظمين على التعامل مع الطوارئ.
ففي أورلاندو، تأخر انطلاق الشوط الثاني من مباراة بنفيكا أمام أوكلاند سيتي لأكثر من ساعتين بفعل أمطار غزيرة وعواصف رعدية مفاجئة، كما عانت مباراة ماميلودي صن داونز ضد أولسان في نفس المدينة من تأخير تجاوز الساعة.
في نيوجيرسي، لم يسلم الأهلي المصري من فوضى الطقس؛ مباراته أمام بالميراس توقفت لمدة أربعون دقيقة كاملة بسبب برق مفاجئ، دون تحذير مُسبق أو خطة بديلة.
🔴توقف مباراة الأهلي وبالميراس بسبب الظروف الجوية🦅 pic.twitter.com/kWF3mikERX— النادي الأهلي (@AlAhly) June 19, 2025
فيما شهدت مدينة سينسيناتي واحدة من أطول فترات التوقف، حيث تعطلت مباراة سالزبورج أمام باتشوكا لمدة 90 دقيقة كاملة.
والسؤال المشروع هنا: كيف تُطلق أمريكا بطولة عالمية دون أن تكون قادرة على التنبؤ – أو على الأقل الاستعداد – لعاصفة؟
أليست هذه الدولة تمتلك واحدة من أدق شبكات الرصد الجوي على الكوكب؟ فهل يعقل أن يُترك جمهور، ولاعبون، وأجهزة فنية، بلا تنبيه أو إدارة أزمات واضحة؟
درجات الحرارة تتحدث: 41 مئوية على الواجهة.. والعرق على العشب
إذا ظن البعض أن البرق هو الكابوس الوحيد، فانتظروا لنهار اليوم التالي: في ميامي وباسادينا وناشفيل، تجاوزت الحرارة الـ40 درجة مئوية، مع رطوبة خانقة جعلت كل تمريرة ثقيلة، وكل انطلاقة مرهقة.
حتى ماركوس يورينتي قال بعد مباراة أتلتيكو ضد باريس: “أصابع قدمي تؤلمني، لم أشعر بشيء كهذا من قبل”.

ورغم أن الفيفا أقرّ فترات “استراحة للتبريد”، إلا أن ذلك بدا وكأنه وضع لصقة على جرح مفتوح.
الجماهير اشتكوا من الحظر المفروض على جلب زجاجات المياه، ومن ملاعب بلا ظل، ومن طوابير لا تنتهي أمام نقاط التوزيع.
كأس العالم في الصيف.. كيف ولماذا؟
ببساطة: إذا كانت مباريات في يونيو 2025 تتأخر لأكثر من ساعتين بسبب الطقس، فماذا سيحدث عندما يتزاحم الجدول في صيف 2026؟
هل ستنجح أمريكا في إدارة 104 مباراة في أكثر من 15 مدينة، وسط أعاصير محتملة وحرارة لا ترحم؟ أم أن التنظيم سيغرق في نفس المطر الذي بلّل قمصان اللاعبين مؤخرًا؟
¡ESTA ES LA VISTA QUE HA PROVOCADO LA SUSPENSIÓN DEL PACHUCA VS SALZBURG! 🚨 pic.twitter.com/96y1l62AOD— MedioTiempo (@mediotiempo) June 18, 2025
بيانات الاتحاد الدولي جاءت ناعمة؛ “نحن نراقب”، “صحة الجميع أولويتنا”، “استراحة للتبريد”، “التواصل مع الفرق”… ولكن لا جديد يُطمئن.
في الواقع، وكما تقول منظمة “كرة القدم الخالية من الوقود الأحفوري”، فإن معظم الملاعب لا تتوفر على بنى تحتية كافية للتعامل مع موجات الحر، خصوصًا الملاعب المكشوفة مثل ذلك الذي سيشهد مواجهة ريال مدريد وباتشوكا في حرارة متوقعة تبلغ 38 درجة مئوية.
لا أحد يُنكر أن أمريكا دولة كبيرة، ومتنوعة مناخيًا، لكن التنظيم ليس فقط سعة ملاعب وثراء شركات رعاية.
التنظيم يبدأ من التنبؤ، يمر بالاستعداد، وينتهي بالخطة البديلة.
العالم لا يُريد مشاهدة مباراة تستغرق خمس ساعات، ولا لاعبين ينهارون من الإجهاد، ولا جمهورًا يهرب من الشمس.
ما يحدث الآن ليس مجرّد صدفة مناخية، إنه اختبار حقيقي؛ وإذا لم تُراجع أمريكا آلياتها التنظيمية والمناخية، فقد تُسجَّل كأس العالم 2026 باعتبارها البطولة التي هزمها الطقس، لا التكتيك.
هل ما زال الوقت متاحًا للتدارك؟ نعم.
لكن، كما في كرة القدم… الشوط الثاني لا ينتظر أحدًا.