كيف كان تأثير غياب مبابي على أداء تشابي ألونسو في مباراة ريال مدريد أمام الهلال؟

كيف كان تأثير غياب مبابي على أداء تشابي ألونسو في مباراة ريال مدريد أمام الهلال؟

في أعقاب التعادل المخيب للآمال أمام الهلال السعودي في افتتاح مشوار ريال مدريد لبطولة كأس العالم للأندية 2025، تجددت التساؤلات حول مدى تأثير غياب كيليان مبابي عن تشكيلة الفريق، وكيف يمكن أن يُحدث الفارق بمجرد عودته.

وبينما تترقب جماهير الميرنجي عودته المرتقبة، يخطط تشابي ألونسو لإعادة تشكيل صورة الفريق بتوظيف أفضل ما في جعبة النجم الفرنسي، ليس فقط من حيث الأهداف، بل من حيث العمل الجماعي والدور التكتيكي في منظومة الضغط الجديدة.

مبابي الجديد.. أدوار تتجاوز التسجيل

منذ انضمامه في صفقة انتقال حر من باريس سان جيرمان الصيف الماضي، كان من الواضح أن كيليان لن يكون مجرد مهاجم صريح أو جناح حر، بل قطعة أساسية في مشروع تشابي ألونسو الذي يهدف إلى إعادة تشكيل هوية اللوس بلانكوس.

كيليان مبابي – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

الجدير بالذكر أن مدى تأثير مبابي يكمُن في قدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية:

رأس حربة وهمي: لاستغلال سرعته في التحرك بين الخطوط وسحب المدافعين خارج مناطقهم.

جناح أيسر كلاسيكي: مع استلامات واسعة ثم التوغل نحو العمق، بالتنسيق مع فينيسيوس في تبادل الأدوار.

مهاجم ثانٍ بجانب رأس الحربة: ليمنح الفريق خيارًا ثنائيًا في العمق، مع حرية تبادل المواقع مع رودريجو أو جونزالو جارسيا.

تعدد هذه الأدوار يمنح ريال مدريد مرونة هجومية لم تكن موجودة بوضوح في مباراة الهلال، حيث افتقر الفريق إلى اللاعب القادر على خلق حالة من الفوضى المنظمة في دفاعات الخصم، وإجبار الخط الخلفي على التراجع وفتح المساحات لزملائه.

الضغط ثم الضغط.. ما يطلبه ألونسو من مبابي

وفقًا لصحيفة “آس”، فإن تشابي ألونسو يرى أن أهم مشاكل ريال مدريد في الموسم الأخير تمثلت في غياب الضغط الفوري بعد فقدان الكرة، خاصة من قبل الأجنحة والمهاجمين.

هذا الأمر كان واضحًا في الهزيمة أمام آرسنال بدوري الأبطال، حيث ركض الفريق أقل بكثير من خصمه، وتلقى ثلاثية موجعة بسبب ضعف الاسترجاع الدفاعي في خط المقدمة.

ألونسو يطالب اليوم مبابي، وفينيسيوس جونيور، بأن يكونا رأس الحربة في الضغط العالي، وأن يقدما جهدًا دفاعيًا يشبه ما يفعله فالفيردي أو بيلينجهام، خاصة في الثواني التي تلي فقدان الكرة.

كما يريد مدرب ليفركوزن السابق من مهاجميه أن “يعضّوا” على الكرة عند خسارتها، لا أن يكتفوا بمراقبة اللعب من بعيد.

وغياب مبابي عن لقاء الهلال كشف هذه الفجوة، فقد اضطر ريال مدريد للاعتماد على لاعب شاب مثل فيكتور مونيوز في الشوط الثاني، في وقت كانت فيه المباراة تحتاج إلى شخصية هجومية قادرة على ترجمة السيطرة إلى تهديد حقيقي.

وجود مبابي كان سيُعني دكة أكثر عمقًا، وربما دخول أحد الثنائي رودريجو أو جونزالو جارسيا كبديل وليس كلاهما أساسيين.

الريال من دون مبابي.. نصف القوة

صحيح أن ريال مدريد لم يخسر أمام الهلال، لكن الشعور الذي تركته المباراة هو أن الفريق يفتقد لعنصر قادر على صناعة الحدث من لا شيء. ومبابي تحديدًا هو هذا العنصر، بحضوره، تكتسب الهجمة وزنًا أكبر، ويضطر الخصم دومًا إلى إعادة ضبط تمركزه.

في غياب كيليان، لم يكن هناك من يُجبر دفاع الأزرق العاصمي على التراجع، ولم يكن هناك من يخلخل التنظيم من خلال انطلاقات سريعة أو قرارات فردية مدهشة.

يدرك تشابي ألونسو أن صقل شخصية ريال مدريد الجديد لن يتم بين ليلة وضحاها، لكنه في الوقت ذاته يراهن على أن وجود لاعب مثل مبابي في المنظومة سيُساعده على تطبيق خطته بشكل أسرع.

إحصائيات نجوم ريال مدريد